يعقد "البوندستاغ" (البرلمان) الألماني، اليوم الثلاثاء، أولى جلساته لانتخاب رئيس جديد له مع نوابه، وذلك بعد أربعة أسابيع من الانتخابات البرلمانية العامة في ألمانيا.
وسيضم البرلمان العشرون 736 نائبا ينتمون إلى ستة أحزاب أساسية في البلاد، إذ من المتوقع انتخاب باربل باس، عن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، رئيسًا جديدًا لـ"البوندستاغ" خلفًا للسياسي فولفغانغ شويبله، المخضرم المنتمي إلى الحزب "المسيحي الديمقراطي"، وذلك عملًا بتقليد يتعلق بتسمية أكبر كتلة فائزة بالانتخابات لرئيس البرلمان.
ويأتي ذلك بعدما حصل "الاشتراكي الديمقراطي" على أكبر نسبة من الأصوات خلال الانتخابات العامة بحوالي 25.7% مع تراجع "الاتحاد المسيحي" إلى المركز الثاني بنسبة بلغت 24.1% وبتراجع وصل إلى أكثر من 8 نقاط عن انتخابات عام 2017، فيما حل حزب "الخضر" ثالثا .
ويترأس الجلسة النائب الذي قضى أطول فترة في "البوندستاغ" دون انقطاع، وذلك عملا بالتعديل الذي حصل عام 2017، وسيكون النائب عن "المسيحي الديمقراطي" رئيس "البوندستاغ" الحالي فولفغانغ شويبله رئيسًا للجلسة الانتخابية لكونه عضوا في "البوندستاغ" منذ العام 1972.
ويحضر جلسة الانتخاب النواب الاتحاديون المنتخبون، إضافة إلى رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، والمستشارة أنجيلا ميركل مع أعضاء حكومتها، وكذلك ضيوف الشرف والصحافة، إلا أن ميركل لن تجلس مع أعضاء حكومتها في المقاعد المخصصة للوزراء، بل في الجناح المخصص للشخصيات الرسمية والنواب المنتهية ولايتهم، وذلك لأن الحكومة الحالية أصبحت خارج الخدمة قانونيًا.
وبعد الجلسة الانتخابية، تحضر المستشارة مع الوزراء إلى القصر الرئاسي لتسلم شهادات الإقالة رسميا، حيث سيطلب الرئيس، كما هو متعارف عليه، من ميركل والوزراء البقاء في مناصبهم وتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
من الثابت أن الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان ستنال، وفقا للقانون، منصب نائب رئيس، إلا الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل المانيا" لن يتمكن من إيصال مرشحه للمنصب مع رفض الأحزاب الأخرى التعاون معه وانتخاب مرشحه النائب ميشائيل كوفمان، وهو ما حصل أساسا خلال الولاية التشريعية السابقة.
وستحتفظ كلوديا روث، عن "حزب الخضر"، بمنصب نائبة رئيس لـ"البوندستاغ"، كما ستبقى السياسية عن "حزب اليسار" بيترا باو في منصبها أيضا، بينما رشح "الاشتراكي" السياسية من أصول تركية إيدان أوزوغوز، أما الاتحاد المسيحي فرشح النائبة إيفونه ماغفاس للسباق على المنصب بدلا من السياسي عن الحزب الشقيق "الاجتماعي المسيحي" في بافاريا هانز بيتر فريدريش.
ويضم البرلمان الاتحادي الجديد 736 نائبا، 256 امرأة و480 رجلا، وبزيادة 27 نائبا عن الدورة السابقة، فيما بلغ عدد النواب الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا 92 نائبًا، وارتفع عدد النساء في البرلمان من 30.7% إلى 34.7% مقارنة بانتخابات عام 2017.
وزاد عدد النواب من أصول أجنبية من 8% إلى 11.3%، وبات معدل أعمار النواب أصغر سنا، حيث بلغ متوسط العمر 47 عامًا، أما أصغر النواب فينتمي إلى "حزب الخضر" ويبلغ عمره 23 عامًا.
ويعتبر أغلب النواب من أصحاب المهن الحرة، كمحامين وأطباء ومستشاري ضرائب وباحثين سياسيين، فيما هناك 10 نواب من الطلبة، و9 يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واثنان في مهنة التمريض و11 نائبا من مجال التربية والعمل الاجتماعي، و29 نائبا من مجال التدريس والتدريب، ونائبان من السلك العسكري.
ويحصل كل نائب اتحادي على جهاز كومبيوتر محمول وعناوين بريد رسمي ومكتب، كما ينال بدلا شهريا ثابتا للموظفين التابعين له بقيمة محددة بلغت 22795 يورو، وعادة ما يكون هذا المبلغ كافيا لتوظيف 5 أشخاص بدوام كامل.