وصف الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني" في الجزائر أبو الفضل بعجي، في مؤتمر صحافي مساء اليوم الأربعاء، فوز جبهة التحرير الوطني بالانتخابات النيابية المبكرة التي جرت السبت الماضي، بمثابة "رد على الأصوات التي تحدثت عن نهاية الحزب وطالبت بحله".
وذهب بعجي إلى أبعد من ذلك، بتأكيده أن حصول الحزب على 105 مقاعد (من أصل 407) "أمر طبيعي وكنا نتوقعه، بل كنا ننتظر عددا أكبر من المقاعد، لكن عوامل أثرت في هذه النتيجة"، من بينها "تعرض الحزب لمؤامرة في بعض الولايات استبعدت فيها قوائم الجبهة كولاية باتنة (شرقي البلاد)، أو رفض سلطة الانتخابات ترشح بعض كوادر الجبهة".
وفاز حزب "جبهة التحرير الوطني" في هذه الانتخابات بـ105 مقاعد متبوعة بكتلة المستقلين بـ72 مقعداً، ثم حركة "مجتمع السلم" 64 مقعداً، يليها "التجمع الوطني الديمقراطي" بـ57 مقعداً، وحصلت "جبهة المستقبل" على 48 مقعداً، ثم حركة "البناء الوطني" على 40 مقعداً.
وقال بعجي: "من أخطأ في حقنا، فإن الشعب أجابه في كل الولايات، الشعب الجزائري لا يكره الحزب ولكن الأشخاص الذين كانو يسيرون الحزب، ومن أرادوا إدخال الجبهة إلى المتحف خرجوا هم من التاريخ"، في إشارة إلى قوى سياسية ومدنية ونخب وعدد من القيادات السابقة في الجبهة نفسها، طالبت بحل حزب جبهة التحرير الوطني، وسحب الحزب التاريخي من الاستغلال السياسي لكون جبهة التحرير قائدة الكفاح المسلح وثورة التحرير (1954-1962) ملكا مشتركا كل الجزائريين ولا يجوز استغلالها بصفة حزب سياسي.
ورد المسؤول السياسي اتهامات وجهتها بعض الأحزاب لـ"جبهة التحرير"، تتعلق باستخدام المال الفاسد والاستناد إلى مساعدة من الإدارة، وقال إن "قوائم منافسة قامت باستخدام أساليب غير نظيفة في العملية الانتخابية"، وزعم أن حزبه كان "ضحية لهذه التصرفات"، وكشف في السياق عن اعتزام الحزب تقديم طعون للمجلس الدستوري لاستعادة مقاعد إضافية.
وبشأن مستقبل التحالفات السياسية والحكومة التي ستتشكل على أساس نتائج انتخابات السبت الماضي، اعتبر أمين عام جبهة التحرير الوطني أن المسألة سابقة لأوانها، مشيراً إلى أن "النتائج لا تزال مؤقتة، وسنناقش الأمر في وقته".