شنّت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة اعتقالات في مدينة عين عيسى بريف الرقة شمالي البلاد، طاولت أيضاً عدداً من عناصرها، فيما صعّد الطيران الحربي الروسي من غاراته في البادية لليوم الثالث على التوالي، مستهدفاً مناطق يُعتقد أنها معاقل لخلايا تنظيم "داعش".
وقالت مصادر محلية مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن الشرطة العسكرية التابعة للأخيرة شنّت حملة اعتقالات طاولت أكثر من عشرين شاباً في مدينة عين عيسى مساء أمس، مضيفة أن من بين المعتقلين سبعة أشخاص؛ هم من عناصر المليشيا وموظفون في الدوائر التابعة لها.
وقالت المصادر إن المعتقلين جرى نقلهم إلى سجن يتبع لـ"قسد" في منطقة مساكن الضباط بمدينة عين عيسى، مضيفة أن المعتقلين من عناصر المليشيا موجهة بحقهم تهم تزوير وثائق تتعلق بمهمات عسكرية وإدارية ضمن مناطق سيطرة "قسد" في الرقة. وكانت المليشيات قد شنّت أمس حملة اعتقالات في محيط مدينة الرقة طاولت قرابة مائة شاب بهدف التجنيد الإجباري.
وتُعدّ مدينة عين عيسى خط الدفاع الأول لـ"قسد" عن الرقة، وهي خط التماس الأول مع مناطق "الجيش الوطني السوري" والنفوذ التركي المقابل لها في منطقة تل أبيض.
وبحسب المصادر ذاتها، شهد محور قرية الفاطسة ومحيط طريق الحسكة حلب قرب عين عيسى، مساء أمس الإثنين، قصفاً مدفعياً من "الجيش الوطني السوري" على مناطق "قسد"، نتجت عنه أضرار مادية فقط.
من جانبه، واصل الطيران الحربي الروسي صباح اليوم الثلاثاء، غاراته على مناطق متفرقة في بادية الرقة ومحيطها بمحافظتي حمص ودير الزور، وذلك لليوم الثالث على التوالي. وكان الطيران الحربي الروسي قد شنّ خلال اليومين الماضيين أكثر من مائة غارة في البادية، لم تتبين ماهية الأهداف التي طاولتها، بالتزامن مع عمليات تمشيط بري تقوم بها قوات النظام والمليشيات التابعة لها.
النظام يتّهم "قسد" بتعطيل التسوية في الرقة
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن النظام واصل لليوم السابع على التوالي افتتاح "مركز التسوية" في بلدة السبخة بريف الرقة الخاضع لقواته، فيما لم يشهد المركز إقبالاً ملحوظاً، وسط اتهامات من النظام لـ"قسد" بتعطيل عملية التسوية، واعتقال الراغبين بالذهاب لإجرائها في مناطق النظام.
وذكرت المصادر أن التسوية التي من المفترض أن تشمل المدنيين والعسكريين، يقوم بها في الوقت الحالي عناصر من مليشيات النظام نفسه، كانوا قد انخرطوا في المليشيات لتفادي الملاحقة من قوات النظام عن طريق بطاقات يحملونها، وأضافت أن عدد كلّ من أجروا التسوية خلال الأيام الستة الماضية لا يتجاوز 300 شخص، كلهم عناصر في مليشيات النظام أصلاً.
وبحسب المصادر، فإن هؤلاء العناصر سيلتحقون بقوات النظام بناءً على شروط التسوية التي تنصّ على التحاق المُسوّى وضعه بالتجنيد الإجباري.
انقطاع الاتصالات في درعا
وفي جنوبي البلاد، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن الاتصالات انقطعت اليوم عن أجزاء واسعة من مدينة درعا ومحيطها بشكل مفاجئ، وذلك أحدث تخوفاً من شنّ عمليات مداهمة واعتقال في المناطق التي قطعت بها الاتصالات، حيث إن النظام يجري هذه العملية عادة قبل أي عملية أخرى.
وذكر الحوراني أن النظام ادّعى لاحقاً وجود عمليات سرقة في منطقة ساحة بصرى لكابلات الاتصالات، الأمر الذي أدّى إلى انقطاع خدمة الهاتف والإنترنت عن أجزاء واسعة من مدينة درعا ومحيطها.
يذكر أن ظاهرة سرقة كابلات الاتصالات باتت منتشرة في معظم مناطق سيطرة النظام السوري، والمتّهم الأول من قبل السكان هو المليشيات التابعة للنظام التي تسيطر على كل شيء في مناطقه.