"مجتمع السلم" تنتقد قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب

26 اغسطس 2021
مقري وصف قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب بـ"المتسرع" (العربي الجديد)
+ الخط -

وصف رئيس حركة "مجتمع السلم"، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، عبد الرزاق مقري، اليوم الخميس، قرار الحكومة الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بأنه "قرار متسرع"، معتبراً أنه "كان يمكن الاستعاضة عنه بقرارات أخرى كخفض التمثيل الدبلوماسي".
ونشر مقري تقدير موقف، على صفحته بموقع "فيسبوك"، قال فيه إن "قطع العلاقات مع بلد شقيق، مهما كانت عدوانية نظامه على بلادنا، ليس بالأمر الهين، وقد حدث أن بلدانا في حالة حرب ولا تقطع العلاقات وتترك مجالا للدبلوماسية".

وأول من أمس الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.
واتهم لعمامرة المملكة المجاورة بارتكاب أعمال وصفها بغير "الودية والعدائية" ضد الجزائر.
وفي الشأن، قال مقري إنه "على الرغم من تفهم الأسباب والدواعي التي دفعت بالجزائر لإعلان قطع العلاقات، بسبب سلوكيات وتصعيد سياسي أبداه المغرب إزاء الجزائر، إلا أنه يعتبر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب قراراً متسرعاً كان يفترض مشاورة الشركاء السياسيين في الموالاة وفي المعارضة بشأنه".


وذكر رئيس الحزب الإسلامي، الذي حل ثانياً في الانتخابات النيابية الأخيرة في يونيو/حزيران الماضي، أن "العلاقات السياسية والاقتصادية كانت مقطوعة فعلياً بين البلدين منذ سنوات، لم يكن الأمر يتطلب تعميق آثار الأزمة على المستوى الاجتماعي بين الشعبين للترابط الوثيق بين الناس العاديين العابر للحدود وللسياسة بين البلدين، وعلى المستوى المعنوي في الساحة العربية كلها، التي ضجر سكانها من التشتت والضعف الذي هم فيه".

 

ورأى أنه "كان يمكن تخفيض مستوى التمثيل كرسالة للنظام المغربي وحلفائه، مع أخذ كل الاحتياطات الصارمة لمنع الاختراق الصهيوني عن طريق المغرب، كون التطبيع المغربي هو الأخطر في العالم العربي بسبب بعده الاجتماعي".
وجاء قرار الجزائر قطع العلاقات مع المغرب بعد أسبوع من اتهام مجلس الأمن القومي في الجزائر، للمملكة بدعم حركة انفصالية في منطقة القبائل، والتحريض ضد الجزائر.
واستغرب مقري عدم توجه الجزائر لاتخاذ خطوات تصعيدية مماثلة إزاء باريس "إذا كان السبب المباشر لقطع العلاقات هو دعم منظمة الماك الانفصالية فإن فرنسا تأوي رأس هذا التنظيم وتوفر له الحماية والدعم، وعناصره الأشرس والأكثر تطرفاً موجودون على أرض هذا البلد، وإذا كانت الخلفية هي التطبيع الرسمي فإن دولة الإمارات هي عرابته عند العرب ومشجعته وداعمته في منطقتنا".
وبحسبه، فإن "الجزائر كانت قادرة على الريادة المغاربية بالتفوق والتميز في مختلف الجوانب، خاصة في الجانب الاقتصادي بما يمنع المغرب من أن يتحول إلى وكيل للصهيونية وقوى الاستعمار كما هو الآن".
واعتبر أن "الحل لمشكلة المغرب هو نهضة الجزائر على كل الأصعدة، وليس بالاعتماد على أصوات الانتهازية، الأكثر ابتهاجاً بقطع العلاقة مع المغرب من النظام السياسي نفسه، وكذا إعانة الأشقاء التوانسة والليبيين لحل مشاكلهم والسعي لتحقيق وحدة المغرب العربي بدون المغرب".
ويعد هذا الموقف متباينا نوعاً ما مقارنة مع مواقف باقي الأحزاب السياسية في الجزائر، كجبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقبل وحركة البناء الوطني وصوت الشعب، والتي انحازت جميعها إلى تأييد قرار الحكومة الجزائرية بقطع العلاقات مع المغرب، لكنه يعد ثاني موقف لحزب سياسي جزائري ينتقد ما وصفه "بتسرع الحكومة" في اتخاذ هذا القرار، بعد موقف جبهة العدالة والتنمية التي وصفت القرار أيضاً "بالمتسرع".