أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الإثنين، نفاد صبر بلاده حيال الهجمات التي تستهدف القوات التركية في منطقة "درع الفرات" شمالي سورية، وذلك في مؤتمر صحفي عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.
ولفت الرئيس التركي إلى أن "الهجوم الأخير على قواتنا (في منطقة عملية درع الفرات) والتحرشات التي تستهدف أراضينا بلغت حداً لا يحتمل"، مشدداً على أن "نفد صبرنا تجاه بعض المناطق التي تعد مصدراً للهجمات الإرهابية من سورية تجاه بلادنا" في إشارة منه إلى المناطق التي يُسيطر عليها كلٍ من "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، و"حزب الاتحاد الديمقراطي" (YPD).
وهدد أردوغان: "سنقضي على التهديدات التي مصدرها من هناك (شمال سورية)، إما عبر القوى الفاعلة هناك أو بإمكاناتنا الخاصة".
وتأتي تصريحات الرئيس التركي عقب مقتل ثلاثة جنود أتراك وجرح نحو خمسة آخرين خلال الأيام الخمسة الماضية، إثر استهداف مجموعات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بقذائف الهاون قاعدة طويس العسكرية التي تتمركز بداخلها القوات التركية والواقعة في محيط مدينة مارع شمالي حلب، بالإضافة لاستهداف عربة مدرعة تركية بصاروخ موجه من نوع "تاو" على جبهة الشيخ عيسى ضمن ما يعرف بمنطقة "درع الفرات" شمالي محافظة حلب.
إلى ذلك، قضى ثلاثة مدنيين إثر استهداف قوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بروسيا بصاروخ موجه من نوع "كورنيت" (روسي الصنع) مجموعة مدنيين كانوا يجمعون الحطب في قرية المفتاحية المحيطة بمدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب.
وقال محمد درويشو قائد قطاع الساحل في "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) لـ"العربي الجديد" إن "ثلاثة مدنيين قُتلوا، وأُصيب مدني آخر بجروح خطيرة، اليوم الاثنين، إثر استهدافهم من قبل قوات النظام وروسيا بصاروخ موجه أثناء عملهم بجمع الحطب في محيط بلدة التفاحية"، مؤكداً أن "فرقهم أسعفت المصاب إلى أقرب نقطة طبية في المنطقة لتلقي العلاج".
وأكد مصدر عسكري في غرفة عمليات "الفتح المبين" في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الاستهداف للمزارعين جاء من مسافة على بعد 2.5 كيلو متر من قبل الميليشيات المرتبطة بروسيا في قلعة شلف ضمن منطقة جبل الأكراد شرق محافظة اللاذقية"، منوهاً إلى أن "نوعية الصاروخ الذي استهدف المدنيين اليوم الإثنين، هو كورنيت إيه - أم (روسي الصنع) مطور".
إلى ذلك، أشار درويشو إلى أن "فرق الدفاع المدني استجابت خلال الحملة العسكرية التي بدأت مطلع شهر يونيو/ حزيران حتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول العام الجاري لأكثر من 650 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا على منازل المدنيين في شمال غربي سورية"، لافتاً إلى أن "تلك الهجمات تسببت بمقتل أكثر من 128 شخصاً، من بينهم 45 طفلاً و23 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني، فيما أنقذت الفرق خلال ذات الفترة أكثر من 345 شخصاً أصيبوا في تلك الهجمات، من بينهم 86 طفلاً وطفلة".