قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إن انتصار أذربيجان في العملية العسكرية التي شنتها الأسبوع الماضي في إقليم ناغورنو كاراباخ يفتح فرصاً للتطبيع في المنطقة.
كلام أردوغان جاء في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، عقب مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات في المجلس الأعلى (البرلمان) في جمهورية نخجوان ذاتية الحكم التابعة لأذربيجان، بحسب "الأناضول".
وكان أردوغان وصل في وقت سابق، اليوم الاثنين، إلى منطقة نخجوان الأذربيجانية ذاتية الحكم تلبية لدعوة علييف، حيث قاما بوضع حجر الأساس لخط أنابيب "إغدير (تركيا)- نخجوان (أذربيجان)" لنقل الغاز الطبيعي.
ورأى أردوغان في المؤتمر الصحافي أن العملية العسكرية الأذربيجانية "مدعاة للفخر" لأنها أنجزت "في وقت قصير مع إبداء أقصى درجات الحرص بشأن حقوق المدنيين"، مضيفاً: "أهنئ من كل قلبي الجيش الأذربيجاني المنتصر على نجاحه التاريخي وموقفه الإنساني تجاه المدنيين".
وقال أردوغان إنه "مع النصر الأخير فُتحت نوافذ فرص جديدة من أجل تطبيع شامل في المنطقة"، داعياً أرمينيا إلى مصافحة يد السلام الممدودة إليها واتخاذ خطوات صادقة لإحلال السلام في المنطقة.
وكان أردوغان أيد العملية الأذربيجانية في كلمته أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في 19 سبتمبر/أيلول، وقال إن "تركيا تدعم خطوات أذربيجان للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها". وأشار إلى دعم بلاده لـ"المحادثات بين أذربيجان وأرمينيا منذ البداية، إلا أننا نرى أنّ الأخيرة لم تستغل هذه الفرصة التاريخية".
روسيا ترد على أرمينيا
وفي سياق آخر، اتّهمت موسكو، اليوم الاثنين، أرمينيا بالسعي لقطع العلاقات الثنائية بعدما اتّهمت يريفان قوات حفظ السلام الروسية بالفشل في منع هجوم عسكري أذربيجاني في منطقة ناغورنو كاراباخ الأسبوع الماضي.
وقالت الخارجية الروسية، بحسب "فرانس برس"، إن "القيادة في يريفان ترتكب خطأ كبيراً عبر محاولتها المتعمدة تدمير العلاقات متعددة الأوجه والعائدة إلى قرون مع روسيا، وجعل البلاد رهينة لألاعيب الغرب الجيوسياسية".
وكان الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قال الاثنين للصحافيين: "نحن نرفض بشكل قاطع كل المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية (في كاراباخ) التي تتصرف ببسالة"، رافضاً أي "مآخذ" عليها أو اتهامها بالتقصير.
وكان باشينيان قال، أمس الأحد، إن تحالفات بلاده الحالية "غير مجدية"، في إشارة ضمنية إلى علاقاته طويلة الأمد مع موسكو الموروثة منذ كانت أرمينيا جزءاً من الاتحاد السوفييتي. وأضاف: "لم تتخل أرمينيا يوماً عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها. لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ مدة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة".