قالت أوساط سياسية إسرائيلية إن المحادثات التي يجريها ممثلو المعارضة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، حول مستقبل التعديلات القضائية "ماتت قبل أن تبدأ"، وذلك في ظل الخلافات القائمة بين الطرفين، وبالأخص كل ما يتعلق بتشكيل اللجنة المكلفة باختيار القضاة.
ونقلت قناة التلفزة "12"، ليلة أمس، عن تلك الأوساط قولها إن فرص فشل المحادثات مؤكدة، مشيرة إلى أن جلسة المحادثات الأولى التي أجريت في ديوان رئيس الدولة إسحق هيرتسوغ دللت على عمق الهوة التي تفصل بين مواقف الطرفين.
وأشارت القناة إلى أن المعارضة أكدت رفضها المطلق الصيغ التي طرحها ممثلو الحكومة بشأن تشكيل اللجنة المكلفة باختيار القضاة، مضيفة أن الحكومة تصر على الحصول على الأغلبية المطلقة في اللجنة المكلفة باختيار القضاة، "وهذا ما تعتبره المعارضة خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه".
ونقلت القناة عن ممثلي المعارضة قولهم إن الصيغة التي تطرحها الحكومة بشأن تشكيل اللجنة المكلفة باختيار القضاة تسمح لها باحتكار اختيار رئيس المحكمة العليا والقضاة في مختلف مستويات التقاضي.
وذهب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى التوقعات نفسها المتشائمة بشأن مستقبل المحادثات حول التعديلات القضائية.
وأضاف الموقع أن فرص نجاح "المحادثات تؤول إلى الصفر"، مشيراً إلى أنه بدلاً من أن تساهم المحادثات في "تقليص الفجوات أدت إلى اتساعها، حيث تحولت إلى جدل ومواجهات بين ممثلي الطرفين".
إلى ذلك دعا المعلق العسكري لقناة "13"، ألون بن دافيد، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستعداد لفض اشتباكات مسلحة يمكن أن تندلع بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها.
وفي تحليل نشره اليوم موقع صحيفة "معاريف"، توقع بن دافيد أن تفشل الشرطة في احتواء الاشتباكات المسلحة في حال نشبت بين الجانبين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قرر تعليق مشروع "الإصلاحات القضائية" المثيرة للجدل والانقسام، الاثنين الماضي، في ظل تعاظم الاحتجاجات واتساع رقعتها، إلّا أنه أكد التمسّك بها، وأن قراره يأتي لإفساح المجال من أجل مزيد من المشاورات السياسية بشأنها.