أول لقاء لعبد الله أوجلان داخل السجن منذ 4 سنوات: رسائل لترك السلاح

24 أكتوبر 2024
أنصار "الكردستاني" في أثينا يطالبون بالحرية لأوجلان، 16 مارس 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لقاء تاريخي ورسائل إيجابية: عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، يلتقي بابن أخيه لأول مرة منذ أربع سنوات، داعيًا لتخلي الحزب عن السلاح، بعد دعوة من زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي.

- تفاعل سياسي وتحولات جديدة: تزامنت الزيارة مع دعوات الرئيس التركي لتعزيز الجبهة الداخلية، وتأييد من حزب العدالة والتنمية، بينما لاقت دعوة باهتشلي انتقادات من بعض الأحزاب القومية والمعارضة.

- تحديات واستجابة محتملة: أوجلان يرسل رسائل إيجابية حول بدء مرحلة جديدة، لكن يبقى التساؤل حول استجابة قيادة الحزب في جبال قنديل، وسط توترات إقليمية ومساعٍ لتعزيز الجبهة الداخلية.

كشفت صحيفة حرييت التركية، اليوم الخميس، أنّ زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون منذ عام 1999 في تركيا، التقى أمس ابن أخيه عمر أوجلان لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، وأنه قدم "رسائل إيجابية" لتخلّي "الكردستاني" عن السلاح. وجاءت الزيارة، وفق الصحيفة، بعد دعوة غير مسبوقة من زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتشدد دولت باهتشلي ناشد من خلالها أوجلان دعوة أعضاء "العمال الكردستاني" إلى إلقاء السلاح، ما قد يسهّل صدور عفو بحقه.

ونقلت الصحيفة أنّ أوجلان الموجود في الحجز الانفرادي منذ 43 شهراً، التقى ابن أخيه وهو عضو برلماني عن حزب ديم الكردي عن ولاية شانلي أورفة، أمس الأربعاء، في سجنه بجزيرة إمرلي ودام قرابة ساعتين. وكان آخر لقاء عائلي جرى في عام 2019 بين أوجلان وأخيه محمد أوجلان، وبعدها مُنع من اللقاءات ووُضع في العزل. وطلب النائب عمر أوجلان من وزارة العدل لقاء عمه في أغسطس/ آب الماضي، باسم العائلة، ولكن لم يسمح له آنذاك باللقاء.

وكتب عمر أوجلان في منشور على منصة إكس: "كان آخر لقاء مباشر مع السيد عبد الله أوجلان في 3 مارس/ آذار 2020، التقينا كعائلة السيد أوجلان بعد سنوات في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2024". وأكمل: "نريد أن تستمر الزيارات العائلية الروتينية، وهي حق قانوني". وأوضح قائلاً: "لقد التقيت السيد أوجلان في سجن جزيرة إمرلي. جاءت هذه الزيارة في إطار لقاء عائلي، وخلال اللقاء أجرى أوجلان تقييماً للتطورات السياسية العامة، وطلب إيصال الرسالة التالية إلى الجمهور: العزلة مستمرة، إذا توافرت الظروف لدي القوة النظرية والعملية لنقل هذه العملية من أرضية الصراع والعنف إلى الأرضية القانونية والسياسية، لقد كان بصحة جيدة وألقى تحية حارة على الجميع".

وفي بداية افتتاح البرلمان للموسم التشريعي الجديد، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ضرورة "تقوية الجبهة الداخلية"، وفي اليوم نفسه صافح باهتشلي نواب "ديم" الداعم لـ"العمال الكردستاني" الانفصالي، وأعقبته تصريحات عديدة إيجابية من التحالف الجمهوري الحاكم وحزب ديم. والثلاثاء الماضي، أطلق باهتشلي دعوته التي نالت انتقادات من أحزاب قومية ومعارضة، فيما لاقت تأييداً من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتفاعلاً إيجابياً من "ديم".

وكشفت "حرييت" أنّ الثلاثاء الماضي شكّل نقطة تحوّل أدت إلى حصول الزيارة، حيث أبلغ النائب عمر أوجلان بقبول طلبه في اليوم نفسه، وطلب منه الحضور إلى مرفأ عسكري بولاية بورصة لنقله بساعات الصبح إلى السجن. وأكملت أن زعيم "العمال الكردستاني" أبلغ ابن أخيه بأنّ رفع شروط العزل والسماح بإمكانية إجراء الاتصالات ستساهم بلعب دور إيجابي في مسألة إلقاء السلاح، قائلاً إنه "مستعد لاتخاذ مهمة تاريخية تقع على عاتقه ومناشدة الحزب إلقاء سلاحه".

دعوة أوجلان.. هل تتجاوب قيادة "العمال الكردستاني" معها؟

وأوضحت الصحيفة أن أوجلان سبق وقال إنه "لا يرغب في أن يخرج من السجن في تابوت"، أي إنه لا يريد أن يمضي ما تبقى من عمره في السجن المؤبد. الصحيفة شددت على أنّ النائب عمر أوجلان كشف أنّ عمه أرسل رسائل إيجابية بإمكانية لعبه دوراً في بداية مرحلة جديدة وترك "الكردستاني" للسلاح، ولكن المهم حالياً معرفة الجواب الذي ستعطيه قيادة الحزب الانفصالي في جبال قنديل.

وسابقاً خلال مرحلة السلام سمح بقراءة رسالة لأوجلان خلال احتفالات نوروز في دياربكر عام 2013 ناشد خلالها أعضاء حزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح والتوجه للسياسة والديمقراطية، ولكن قيادة الحزب في قنديل رفضت وردّت بعمليات مسلحة قادت في العام التالي إلى إعلان مناطق حكم ذاتي في بعض المناطق جنوب شرقي البلاد قبل تدخل الجيش والقضاء عليها.

وفي السنوات الأخيرة ردت تركيا بقوة على "الكردستاني" ولاحقته واتهمت "وحدات حماية الشعب" الكردية و"قوات سوريا الديمقراطية" بأنها مجرد أذرع للحزب المحظور في تركيا واستهدفتها في سورية والعراق. وتأتي المرحلة الحالية بعد تصاعد الحرب في غزة وانتقالها إلى لبنان واحتمال تصاعدها لحرب إقليمية وتخوف تركيا من تبعاتها ما يدفع الحكومة إلى العمل على تعزيز الجبهة الداخلية. وفي الوقت نفسه تعتبر بعض الأحزاب في المعارضة التركية أن هذه الخطوة مناورة من التحالف الحاكم لتمرير تعديلات دستورية عبر التقرب من حزب ديم الكردي.