محمد فرحات.. الرائد اللبناني الذي تصدّى لجيش الاحتلال شهيداً

24 أكتوبر 2024
الرائد محمد فرحات (إكس)
+ الخط -

استذكر اللبنانيون الرائد محمد فرحات مع إعلان نبأ استشهاده اليوم الخميس، إذ عادوا سريعاً بالذاكرة إلى لحظة وقوفه "الشجاع" بوجه جيش الاحتلال عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مانعاً عن أرضه الخروقات الإسرائيلية البرية، رافضاً أي تقدمّ ولو لشبر واحد صوب الداخل اللبناني.

ونعت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، اليوم الخميس، الرائد الشهيد محمد سامي فرحات، والعريف الشهيد محمد حسين نزال، والعريف الشهيد موسى يوسف مهنا، الذين استشهدوا اليوم نتيجة استهدافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى في خراج بلدة ياطر- بنت جبيل، جنوبي لبنان.

وبحسب قيادة الجيش، فالشهيد محمد فرحات من مواليد 14 سبتمبر/ أيلول 1988 في دير قانون رأس العين - صور جنوبي لبنان. تطوّع في الجيش بتاريخ 2006، ورقّي إلى رتبة ملازم، ثم تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة رائد، وحاز على أوسمة مختلفة وإشادات من قيادة الجيش. 

وفي مارس/ آذار الماضي، انتشر مقطع فيديو للرائد محمد فرحات لحظة تصدّيه لجيش الاحتلال ومنعه من تثبيت وتَد عند الخط الأزرق مقابل بلدة عيتا الشعب جنوباً، على الجانب اللبناني. وظهر محمد فرحات في الفيديو متوجهاً إلى عناصر من قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (يونيفيل)، بالقول: "ندافع عن أرضنا، وهذه المرّة الأخيرة التي نتكلم فيها، وعليهم أن يبتعدوا وإلا سننتقل إلى وضعٍ آخر"، مشيراً بيده إلى سلاحه الذي يحمله.

وتردّد اسم الرائد محمد فرحات في الكثير من المهمّات وعمليات الجيش اللبناني في الميدان، لينضمّ اليوم ورفاقه في السلك إلى قافلة الشهداء الذين يسقطون دفاعاً عن أرضهم وخلال ممارسة مهامهم الوطنية. ولا ينخرط الجيش اللبناني بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويتركز دوره جنوباً على مراقبة الحدود، ونشر الدوريات، والتنسيق مع قوات "يونيفيل" في القيام بواجبه للحفاظ على السلم الأهلي وحماية المواطنين، وذلك انطلاقاً من القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب يوليو/ تموز 2006.

وتكثّف إسرائيل في الفترة الماضية استهدافها مراكز وآليات الجيش اللبناني جنوباً، وذلك باستهدافات مباشرة أسفرت حتى اليوم عن استشهاد 13 عنصراً في المؤسسة العسكرية منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويُعدّ هذا الاستهداف هو الثاني في أسبوعٍ واحدٍ للجيش اللبناني، إذ استشهد في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ثلاثة عسكريين جراء ضرب الاحتلال الإسرائيلي آلية عسكرية في منطقة عين إبل جنوبي البلاد.

وعلى وقع تزايد عمليات الاحتلال التي تستهدف العسكريين ومراكزهم، شهد مطلع أكتوبر الجاري تطوراً بردّ الجيش على مصادر النيران الإسرائيلية، بعد استهداف مركز له في بنت جبيل جنوباً، ما أسفر عن استشهاد عسكري لبناني.

وأكد وقتها مصدر في الجيش لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الجيش بشكل مباشر، وهذا ما لن نسمح به وسنردّ على مصادر النيران، والجيش سيكون بالمرصاد لهذه الضربات"، مشدداً على استمرارية الجيش في عملياته في الجنوب والتنسيق مع "يونيفيل".

ويتصدّر الجيش اللبناني المشهد اليوم، من بوابة أولوية تنفيذ القرار الدولي 1701 من قبل إسرائيل ولبنان ووقف إطلاق النار، وقد كان محطّ خطابات المجتمعين اليوم الخميس في مؤتمر باريس لدعم لبنان، بحيث تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضرورة دعم الجيش اللبناني، والمساهمة في تجهيزه وانتشار عناصره في الجنوب عندما يجري التوصل إلى وقف إطلاق النار.

بدوره، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، إنّ "معادلة الاستقرار تتحقق بالوقف فوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، ونشر 8000 عنصر من الجيش جنوبي نهر الليطاني، كما تتحقق باستئناف الجهود الدبلوماسية لمعالجة النزاعات على طول الخط الأزرق، والتوصل إلى اتفاق يمكن أن يضمن الاستقرار الطويل والمستدام في جنوب لبنان".

من جانبه، أعرب وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأربعاء، لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن "قلقه العميق" إزاء استشهاد ثلاثة عسكريين في الجيش اللبناني بنيران إسرائيلية (الأحد الماضي). وفي اتصال هاتفي أجراه بنظيره الإسرائيلي، الأربعاء، قال الوزير الأميركي، بحسب بيان للبنتاغون، إنّه أعرب "عن قلقه البالغ إزاء الأنباء الواردة بشأن ضربات ضد القوات المسلحة اللبنانية". وأكّد البنتاغون، في بيان، أنّ أوستن شدد على ضرورة أخذ كل التدابير اللازمة لضمان أمن القوات المسلحة اللبنانية وقوات حفظ السلام الأممية العاملة في جنوبي لبنان "يونيفيل".