أوجدت تصريحات الرئيس السابق لهيئة التفاوض العليا التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، عن مسار سياسي جديد تشارك فيه أطراف عربية، يدعم ويسرّع مسار جنيف للحل السياسي القائم على قرار مجلس الأمن رقم 2254 الخاص بسورية، الكثير من التفاؤل في أوساط السوريين المنحازين للثورة، خصوصاً أن ظهور حجاب الإعلامي تزامن مع جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخليجية إلى كل من الإمارات والسعودية وقطر، وعقب لقائه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو. هذا الأمر تم تفسيره على أنه قد يدل على تغير في مواقف الدول الفاعلة في القضية السورية باتجاه تحريك الحل السياسي، من خلال إعادة حجاب إلى واجهة العمل السياسي، وذلك لما يتمتع به من خبرة سياسية كبيرة، ومن توافق ومصداقية في أوساط المعارضة، إضافة إلى إمكان عودة أكثر فاعلية للدول العربية، ولا سيما قطر والسعودية، إلى الملف السوري.
ولكن على الرغم من التفاؤل الذي أبداه حجاب والتكهنات حول شكل المسار الجديد والدور الذي يمكن أن يلعبه حجاب، إلا أن الأخير لم يورد أي تفاصيل عن التحرك الجديد وشكله ولا عن الدور الذي سيقوم به. كما أن مواقف الدول المتدخلة في الشأن السوري لم تتغير بشكل يوحي بانفراج قد يلوح في الأفق، فروسيا التي تم بناء جزء من التفاؤل على تغيير موقفها من نظام بشار الأسد، كان هدف جولة وزير خارجيتها في الخليج العربي، هو محاولة كسب التأييد لانتخابات بشار الأسد التي لا زال مصراً على إجرائها منتصف العام الحالي. كما لم يشهد الموقف الدولي أي تغييرات تُذكر لصالح دعم الحل السياسي في سورية وفق مسار جنيف، الذي لا يزال متوقفاً بعد أن تم تمييعه واختصاره بمسار اللجنة الدستورية التي تم إفشالها من قبل النظام، المصر على عدم الدخول في أي نقاشات جدية تخص الدستور.
يبقى المؤشر الأهم على حصول تطور ما قد يفضي إلى تحوّل إيجابي في مسار الحل السياسي، هو تواصل الحكومة التركية مع حجاب من خلال وزير خارجيتها، لأن الدول المتدخلة في الشأن السوري تتواصل عادة مع الشخصيات الوازنة في المعارضة عندما يكون هناك تطور ما يستدعي أن تقوم تلك الشخصيات بدور فيه. ولكن مهما كان مصدر التفاؤل الذي أبداه حجاب، يبقى أي تطور إيجابي باتجاه الحل رهناً بتوافر إرادة دولية تجبر النظام ومن خلفه روسيا على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية.