سقط مئات القتلى في الصراع في إقليم تيغراي في إثيوبيا، ووسط مخاوف من الانزلاق إلى حرب أهلية ثانية، سعى رئيس الوزراء آبي أحمد لطمأنة المجتمع الدولي على العمليات العسكرية في الإقليم الشمالي.
ونقلت وكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، عن مصادر عسكرية قولها إنّ الصراع في إقليم تيغراي، حيث شنت القوات الاتحادية هجوماً بعد اتهام القوات المحلية بمهاجمة قاعدة عسكرية الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.
وقال مسؤول عسكري في منطقة أمهرة المجاورة، لوكالة "رويترز" إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 500 من قوات تيغراي، بينما ذكرت ثلاثة مصادر أمنية أخرى أن الجيش الإثيوبي خسر المئات خلال دفاعه عن القاعدة.
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة الأرقام رغم أن دبلوماسياً قال أيضاً إن هناك مخاوف من مقتل المئات.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قال في وقت سابق اليوم إنه لا مخاوف من انزلاق البلاد في فوضى، بعد تكثيف العملية الأمنية في منطقة تيغراي شمال إثيوبيا.
وكانت الأمم المتحدة وجهات أخرى قد أعربت عن قلقها، بعد إعلان آبي في الأسبوع الماضي فرض حظر التجوال، وإرسال جنود للمنطقة الواقعة بشمال البلاد، لمواجهة انتفاضة متمردين تقودها جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم المحلي.
وبسبب انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية، أصبح من الصعب على الصحافيين في أديس أبابا معرفة ما يحدث على الأرض في تيغراي، المتاخمة لإريتريا.
ووصف آبي في تغريدة اليوم قرار الحكومة الاتحادية بالتدخل بعملية "لتطبيق حكم القانون"، مؤكداً أن "المخاوف من وقوع إثيوبيا في الفوضى لا أساس لها".
وقال، رغم إنه يشعر بالامتنان "لتعبير الأصدقاء عن قلقهم" فإنه لا داعي للقلق، ذلك أن العملية "ستنتهى قريباً".
وشهد إقليم تيغراي ضربات جوية عديدة، مساء أمس الأحد، جراء تكثيف آبي أحمد، الحملة العسكرية في تلك المنطقة.
وكثف أحمد حملته العسكرية في منطقة تيغراي، عبر شن ضربات جوية في الإقليم، تأتي جزءا مما قال إنها "عملية لإنفاذ القانون"، مما زاد المخاوف من اندلاع حرب أهلية في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان.
وأكد رئيس إقليم تيغراي، دبرصيون جبراميكائيل، أمس، أنه "سيكون من الجيد محاولة وقف القتال مع القوات الاتحادية والتفاوض"، مشيراً رغم ذلك إلى استمرار الدفاع عن إقليمه.
وتعتبر تيغراي موطن جماعة عرقية ظلت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود، إلى حين تولي آبي السلطة في العام 2018.