تتوالى الإدانات الدولية ضد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على موكب تشييع الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، أمس الجمعة، في القدس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه "مصدوم للغاية" من "أعمال العنف غير المقبولة" التي حالت دون إقامة موكب تشييع الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة "في سلام وكرامة". وذكّر لودريان، في تغريدة له على "تويتر"، اليوم السبت، بإدانة بلاده مقتل أبو عاقلة، مجدداً المطالبة بـ"إجراء تحقيق شفاف".
Je suis profondément choqué et consterné face aux violences inacceptables qui ont empêché le cortège funéraire de Mme Shireen Abu Akleh de se dérouler dans la paix et la dignité. Je rappelle notre condamnation de sa mort et notre exigence d'une enquête transparente.
— Jean-Yves Le Drian (@JY_LeDrian) May 14, 2022
بدورها، نددت مؤسسة ديسموند توتو، في بيان السبت، بهجوم الشرطة الإسرائيلية على موكب تشييع الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة الجمعة في القدس، مشيرة إلى أنه يعيد إلى الأذهان مرحلة الفصل العنصري القاتمة في جنوب أفريقيا.
وقالت رئيسة المؤسسة مامفيلا رامفيلي إنّ مشاهدة قوات الأمن الإسرائيلية تضرب حاملي النعش حتى كاد يسقط "تُذكر بالوحشية التي تعرض لها المعزون في تشييع نشطاء مناهضة الفصل العنصري"، معربة عن أسفها "للعنف والشعور بالكراهية وازدراء الكرامة الإنسانية".
وأضافت "كما عَلَّمَنا رئيس الأساقفة توتو"، الحائز جائزة نوبل للسلام الذي توفي في ديسمبر/ كانون الأول عن 90 عاماً بعد أن كرس حياته لمحاربة نظام الفصل العنصري ومن ثم للمصالحة الوطنية، "أن مرتكبي أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان يمكنهم الاعتقاد أنهم يعملون على تحقيق أهدافهم ولكنهم في الواقع يقوضون إنسانيتهم ونزاهتهم".
وذكر البيان بمخاطبة توتو الإسرائيليين في مقال نشرته صحيفة هآرتس في عام 2014 قال فيه إن "العنف يولد العنف والكراهية".
وقالت رامفيلي "من الواضح أن عناصر قوات الأمن الإسرائيلية مسؤولون عن مقتل" شيرين أبو عاقلة، وإن "تأجيج الموقف من خلال مهاجمة موكب جنازتها يشبه محاولة إطفاء اللهب بالبنزين".
كذلك عبّر مواطنون آخرون من جنوب أفريقيا، مؤيدون للفلسطينيين منذ نهاية الفصل العنصري، عن استيائهم، مشيرين إلى أوجه الشبه بين ما حصل في الجنازة ومشاهد من ماضيهم القريب.
وكتب المحلل السياسي أوزيبيو مكيزر في تغريدة "لدينا هذا النوع من الذكريات، قامت شرطة الفصل العنصري أيضاً بمهاجمتنا في جنازاتنا بعد قتلنا".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أبدى "استياءه"، الجمعة، حيال الاستخدام "من دون طائل" للقوة من جانب القوات الإسرائيلية خلال جنازة الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، التي استشهدت، الأربعاء، خلال تغطيتها عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وكتبت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الفلسطينيين على تويتر "مستاؤون من العنف في حرم مستشفى القديس يوسف ومن مستوى العنف من دون طائل الذي مارسته الشرطة الاسرائيلية طوال مراسم الجنازة".
كذلك أبدى البيت الأبيض الجمعة "انزعاجه" وقالت المتحدّثة باسمه جين ساكي "نأسف للتدخّل في ما كان ينبغي أن تكون جنازة هادئة".
الشرطة الإسرائيلية ستفتح تحقيقاً
من جانبها، أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أنها ستفتح تحقيقاً بعد مهاجمة عناصرها موكب تشييع شيرين أبو عاقلة الجمعة في القدس، ما كاد يتسبب بسقوط نعش الصحافية الفلسطينية أرضاً فيما تعرض حاملوه للضرب.
وكاد نعش الشهيدة شيرين أبو عاقلة يسقط أرضاً عندما انهال عناصر شرطة الاحتلال على حامليه بالضرب بالهراوات، قبل أن يتمّ تقويمه ورفعه في اللحظة الأخيرة.
وقالت الشرطة، في بيان السبت، إن "قائد الشرطة الإسرائيلية... أمر بفتح تحقيق في الحادث... ستعرض نتائج التحقيق على المفوض في الأيام المقبلة". وأضافت الشرطة في بيانها إن "عناصرها تعرضوا لأعمال عنف من قبل المشاغبين، ما دفعهم إلى استخدام القوة"، مؤكدة أنها "تقف إلى جانب عناصرها" لكنها ترغب في "استخلاص العبر من هذا الحادث".