تعول دولة الاحتلال الإسرائيلي على أن يتبنى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصل إلى تل أبيب اليوم الأربعاء روايتها بأنها لم تقصف المستشفى المعمداني في قطاع غزة، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 500 شهيد فلسطيني.
وتحدث بعض المعلقين الإسرائيليين في قنوات التلفزة الإسرائيلية، بعد المؤتمر الذي عقده المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هغاري، اليوم، عن أهمية تبني بايدن الرواية الإسرائيلية في مواجهة ردود الفعل الدولية، وهي رواية تحمّل حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية المأساة، بسبب خلل بإطلاق صاروخ، بحسب المزاعم الإسرائيلية، وأن الطائرات الاسرائيلية لم تقصف المستشفى.
ويستميت الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن روايته، مثلما فعل في حالات سابقة، منها اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، صباح الحادي عشر من مايو/ أيار 2022 على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحامها مخيم جنين، حيث قدّم في حينه أكثر من رواية في محاولة للتنصل من الجريمة، رغم كل شهادات الصحافيين الذين رافقوا أبو عاقلة وأكدوا أن إطلاق النار كان من جهة القوات الإسرائيلية، وهي ذات النتيجة التي أعلنت عنها لاحقاً المفوضية الأممية لحقوق الإنسان وتوصلت لها تحقيقات أخرى.
وأشار معلّقون إسرائيليون إلى أن أسئلة بعض المراسلين الأجانب الموجّهة للناطق بلسان جيش الاحتلال، خلال المؤتمر الصحافي اليوم، تلمّح إلى وجود تشكيك في الرواية الإسرائيلية، وأنه سيتوجب على إسرائيل العمل بجد من أجل إثبات روايتها.
في المقابل، تبنّت وسائل الإعلام الإسرائيلية رواية جيش الاحتلال بالكامل، وقامت عدة مرات بنشر وبث محادثة هاتفية باللغة العربية بين شخصين غير معرّفين، يزعم الاحتلال أنهما من غزة، وأنها تثبت تورط حركة الجهاد في المأساة، في حين تدور الكثير من الشكوك بشأن صحتها، كما لم يتضح مصدرها.
في غضون ذلك، أرسلت إسرائيل إلى الولايات المتحدة ولعدة دول أخرى ما زعمت أنها معلومات تثبت أن قذيفة صاروخية للجهاد الإسلامي هي التي أصابت المستشفى.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول حكومي لم يسمه، قوله: "لقد استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يقدّم الجيش الإسرائيلي إجابة واضحة مفادها أن الجهاد ضرب المستشفى، لأنه أراد التأكد من أن الضربة لم تكن من جانبنا".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "ليس هناك شك في أننا بحاجة إلى دراسة وقت رد الفعل هنا. منذ الحادث، كانت هناك العديد من العمليات الدعائية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إحاطات ومقابلات لوسائل الإعلام الأجنبية. العالم الغربي يقبل تفسيراتنا. لسوء الحظ، العالم العربي لا يقبل ويستمر في إلقاء اللوم على إسرائيل".
من جانبها، نفت حركة الجهاد الإسلامي "الأكاذيب" والاتهامات الباطلة" التي وجّهها إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحميلها مسؤولية قصف صاروخي طاول، ليل الثلاثاء، المستشفى الأهلي في غزة وأوقع أكثر من 500 شهيد، مؤكّدة أنّ دولة الاحتلال تحاول بذلك "التنصّل من مسؤوليتها عن المجزرة الوحشية".
يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن، قال الثلاثاء، في تغريدة له على منصة "إكس"، إنه شعر "بالغضب والحزن العميق للانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي في غزة، والخسائر الفادحة في الأرواح التي نتجت عن ذلك".
وأضاف: "فور سماع هذا الخبر، تحدثت مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس وزراء إسرائيل (بنيامين) نتنياهو، وأصدرت توجيهاتي لفريق الأمن القومي لمواصلة جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط".
وأكد بايدن أن بلاده "تؤيد بشكل لا لبس فيه حماية حياة المدنيين أثناء الصراع".