إسرائيل تفاوض حزب الله بالنار وسط ترقب للرد اللبناني على المقترح الأميركي

18 نوفمبر 2024
دمار جراء غارة إسرائيلية على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، 17 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

أوساط مقربة من نبيه بري: الأجواء إيجابية لكن لا يمكن البناء عليها

لا يمنح المقترح الاحتلال حرية التحرك في لبنان ولا نشر قوات دولية

لا زيارة مجدولة حتى الآن لهوكشتاين إلى بيروت

يدخل لبنان أسبوعاً حاسماً في مسار العدوان الإسرائيلي، سواء لناحية وقف إطلاق النار أو الانتقال إلى جولة تصعيد أكثر عنفاً، خصوصاً أنّ الاحتلال عمد إلى مزامنة المفاوضات السياسية ومحاولات توسيع التوغل برياً مع تكثيف اعتداءاته الجوية التدميرية ورفع منسوبها وصولاً إلى تنفيذه، الأحد، استهدافين لقلب العاصمة بيروت، ضمنهما اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف بغارة هزّت منطقة رأس النبع في العاصمة بيروت.

ويأتي اغتيال عفيف ليطرح احتمالات عدّة، خصوصاً في حال فشل مفاوضات وقف العدوان، وما إذا كان الاحتلال سينتقل إلى مرحلة جديدة من الاغتيالات تتخطى القياديين والمقاتلين وتصل إلى السياسيين والإعلاميين المحسوبين على الحزب، علماً أنّ أهداف الاحتلال لم تعد تقتصر على حزب الله بل طاولت الدفاع المدني، والجيش اللبناني، والمسعفين الصحيين، والمستشفيات والصحافيين، والمدنيين والنازحين والمساجد والمعالم الأثرية وغيرها في إطار سياسة التدمير والتهجير ومحو الذاكرة الجماعية.

ويُنتظَر أن يردّ لبنان في الساعات المقبلة بشكل رسميّ على مسودة مقترح الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، التي تسلّمها رئيس البرلمان نبيه بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، والذي حرص على إبداء بعض التفاؤل حول جدية الوضع الحالي وإمكان التوصل إلى اتفاقٍ، لكنه في الوقت نفسه ترك الباب مفتوحاً أمام كل السيناريوهات.

وقالت أوساط مقربة من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجواء وإن كانت إيجابية نوعاً ما، إلا أنه لا يمكن البناء عليها والأخذ بها، سواء للتجارب السابقة مع العدو على الصعيد اللبناني وآخرها المبادرة الأميركية الفرنسية، أو مسار الهدنة في غزة، فنحن نتعامل مع عدو لا يؤتمن، ونعرف مناوراته للظهور بمظهر المتعاون لا المعرقل، ولا ثقة تالياً بكلامه. من هنا تكرار التأكيد بأنّ العبرة تبقى بالخواتيم".

ولفتت إلى أنّ "العدو يلجأ إلى التصعيد، ويوسّع أهدافه ويعتدي على المدنيين والدفاع المدني، والأحد اعتدى أيضاً على الجيش اللبناني في الجنوب، ما يدلّ على إجرامه ونواياه ومحاولته الضغط بقوة النار لفرض شروطه". وتشير المصادر ذاتها إلى أنّ "المقترح الأميركي الأخير أخذ بكثيرٍ من الملاحظات اللبنانية، وكما بات معروفاً فإنّ المسودة لا تتضمن أي نوع من حرية الحركة لجيش الاحتلال في لبنان، الأمر الذي كنّا نعارضه ونعتبره مسّاً بالسيادة الوطنية، كما لا تتضمن بند نشر قوات من حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو غيرها في لبنان"، والنقاش هو حول لجنة الاشراف على تنفيذ القرار 1701".

أيضاً، تؤكد المصادر نفسها أنّ "الموقف اللبناني بشأن المقترح يتخذ بالتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعلى علم به حزب الله الذي كلّف بري بالملف السياسي، وله كامل الثقة به"، مضيفة: "لبنان لن يكون الجهة المعرقلة لأي اتفاق لا بل قالها منذ اليوم الأول إنّه لا يريد الحرب، ويلتزم القرار 1701 من دون أي تعديل وانتشار الجيش في الجنوب وتعزيز تعاونه مع اليونيفيل، وهو ملتزم بهذا الكلام، لكنه في الوقت نفسه لن يقبل بالخضوع أو تمرير أي بنود على حساب السيادة اللبنانية". وتشير المصادر ذاتها إلى أنّه "حتى اللحظة لم نتبلغ بشكل رسمي بزيارة للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين، والتي نرى أنها ستكون مرتبطة بنتائج المفاوضات ومسارها".