أقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عصر اليوم الجمعة، مهرجاناً ضمن حملته للانتخابات الرئاسية التي تُجرى بعد غد الأحد، في منطقة شيرين إيفلر بمدينة إسطنبول، قبل ساعات من دخول تركيا فترة الصمت الانتخابي.
وتجمّعت حشود كبيرة في المنطقة قبل ساعات من الخطاب، حيث حمل المشاركون الأعلام التركية وأعلام "حزب العدالة والتنمية" الذي يتزعمه أردوغان.
وشقّ موكب أردوغان طريقه وسط هتافات من مؤيديه دعماً له ولحزبه، في الانتخابات التي تُعدّ الأصعب في ظلّ حكمه المستمرّ منذ عشرين عاماً.
وقام أردوغان بإلقاء التحية على مؤيديه من داخل الحافلة الرئاسية التي كانت تقلّه، وسط إجراءات أمنية مشددة.
Muhteşem Bahçelievler! Teşekkürler Bahçelievler! 🇹🇷 pic.twitter.com/9yPZbAhAmk
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) May 12, 2023
واستغلّ الرئيس التركي خطابه ليردّ على اتهامات منافسه الأول، زعيم المعارضة ورئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو بشأن تدخل روسيا في الانتخابات التركية المقررة يوم 14 مايو/أيار الجاري.
وأشار أردوغان إلى أن كلجدار أوغلو بدأ يضايق روسيا هذه المرة من خلال اتهامها بتوجيه الانتخابات في تركيا. وتوجه إليه بالقول: "عار عليك. ماذا ستقول لو أني خرجت وقلت أيضاً إن أميركا، أو ألمانيا، أو فرنسا، أو بريطانيا، هي التي توجه الانتخابات في تركيا؟".
وتابع الرئيس التركي: "أنت لا تعرف هؤلاء بالقدر الذي أعرفه أنا. إنني ألتقي بهم، وأجلس وأتحدث معهم على نفس الطاولات مرات عدة منذ 20 عاماً. كم مرة قابلتهم أنت؟".
ويأتي خطاب أردوغان غداة توجيه كلجدار أوغلو اتهاماً لروسيا بالوقوف وراء محتوى فيديو يقول إنه "يشوه سمعة مرشحي الرئاسة" للانتخابات.
وكتب كلجدار أوغلو على "تويتر": "أصدقائي الروس الأعزاء، أنتم وراء المونتاج، والمؤامرات، والمحتوى المزيف، والأشرطة التي تم الكشف عنها في هذا البلد أمس (الأربعاء)"، مضيفاً: "إذا كنتم تريدون أن تستمر صداقتنا بعد 15 مايو، ارفعوا يدكم عن الدولة التركية، نحن ما زلنا نؤيد التعاون والصداقة".
وجاءت تصريحات زعيم المعارضة التركية بعد ساعات من إعلان مرشح حزب "البلد" التركي المعارض محرم إنجه انسحابه من السباق الرئاسي.
وفي السياق، ذكّر عضو حزب "العدالة والتنمية" يوسف كاتب أوغلو، في حديث مع "العربي الجديد"، بأنّ روسيا ردّت على اتهامات مرشح المعارضة لها بالتدخل في الانتخابات، بالقول إن هذا الأمر كاذب، وإنها لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، معتبراً أن تركيا تتعرّض لحملة غربية ضد الديمقراطية باسم "التغيير".
وحول توقعاته لنتائج الانتخابات، التي تشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقدّم طفيف لمرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو فيها على حساب منافسه الرئيس رجب طيب أردوغان، توقع كاتب أوغلو أن يفوز أردوغان من الجولة الأولى للانتخابات الأحد.
إلى ذلك، شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي بموسكو، اليوم الجمعة، على أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي تدخل من روسيا" في الانتخابات التركية. واعتبر الأشخاص الذين ينشرون "هذه الشائعات كاذبين"، لافتاً إلى أن روسيا تقدّر العلاقات مع تركيا، لأنها تتخذ مواقف "مسؤولة للغاية، وذات سيادة، ومدروسة".
يُذكر أن قانون الانتخابات الرئاسية في تركيا ينصّ على وجوب أن يحصل المرشح لهذا الاستحقاق على نسبة 50 في المائة زائداً واحداً من أصوات الناخبين على الأقل للفوز، وفي حال عدم حصول أي مرشح رئاسي على هذه النسبة، فإن الانتخابات تنتقل إلى دورة ثانية تُجرى بين أكثر مرشحين حصلا على النسبة الأعلى في 28 مايو/أيار، ويفوز من يحصل على نسبة أكثر من 50 في المائة من الأصوات.
وانحصرت المنافسة على الرئاسة التركية بين ثلاثة مرشحين، بعد انسحاب مرشح حزب "البلد" التركي المعارض محرم إنجه. ويتنافس على منصب الرئاسة، إلى جانب كلّ من أردوغان وكلجدار أوغلو، المرشح عن تحالف "أتا" القومي المتطرف سنان أوغان.
وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينر، في وقت سابق، أن عدد من يحق لهم المشاركة في انتخابات الأحد بلغ 64 مليوناً و113 ألفاً و941 ناخباً، من بينهم 4 ملايين و904 آلاف و672 مواطناً تحق لهم للمرة الأولى المشاركة في الانتخابات، فيما نقل نحو 133 ألف ناخب في المناطق المنكوبة جراء زلزال 6 فبراير/شباط الماضي قيودهم إلى ولايات أخرى.
ويبلغ عدد صناديق الاقتراع 191 ألفاً و884 صندوقاً في أنحاء البلاد، و5 آلاف و40 خارجها، وسيتمكن 6 آلاف و215 ناخباً من الإدلاء بأصواتهم في صناديق متنقلة في 421 قضاء.