إضراب شامل في القدس المحتلة تضامناً مع مخيم شعفاط وسط استنفار إسرائيلي

نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من عناصرها في مدينة القدس المحتلة، وذلك بمناسبة طقوس "صلاة الكهنة" المقررة اليوم الأربعاء، في باحة حائط البراق، ضمن الاحتفالات بـ"عيد العرش" اليهودي، ودفعت بكتائب وفرق جديدة إلى مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، فيما عمّ الإضراب الشامل، مساندةً لأهالي مخيم شعفاط المحاصر منذ أيام.

وقال موقع "معاريف" الإسرائيلي، إنّ آلاف عناصر الشرطة وحرس الحدود سينتشرون في أزقة البلدة القديمة من القدس المحتلة، صباح اليوم الثلاثاء، وسيعملون على "تأمين الصلوات" التي ستجري على فترتين، صباحية ومسائية، وسط استمرار دعوات الجمعيات الاستيطانية وجمعيات "جبل الهيكل"، لاقتحام المسجد الأقصى وباحاته، وعدم الاكتفاء بالطقوس التقليدية التي تقام في باحات حائط البراق.

من جهته، أفاد متحدث باسم الأوقاف الإسلامية فضل عدم ذكر اسمه "العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على اثنين من حراس المسجد الأقصى هما: خليل الترهوني، وحمزة النبالي واقتادتهما بقوة إلى خارج ساحات الأقصى.

يأتي ذلك في وقت يواصل المستوطنون على رأسهم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير برفقة عدد من أتباعه ومناصريه، اقتحاماتهم للمسجد وأداء طقوسهم التلمودية في ساحاته بحماية قوات الاحتلال التي تمنع منذ الصباح من هم من غير سكان البلدة القديمة من الدخول وتحتجز مجموعات كبيرة من المرابطين على أبواب المسجد.

تغطية صحفية: "عضو كنيست الاحتلال ايتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى، قبل قليل". pic.twitter.com/jgOL1URrnQ

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 12, 2022

وعند بوابات المسجد الأقصى الخارجية يواصل المستوطنون أعمال العربدة وتنظيم المسيرات الاستفزازية بعد مسيرة ضخمة استباحت البلدة القديمة وتخللها اعتداء على ممتلكات المواطنين.

وكان مستوطنون من مستوطنة بيت أوروت في حي الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة قد أعطبوا فجر اليوم، إطارات عدد كبير من مركبات المواطنين في الصوانة مع تحطيمهم لزجاجها، كما رشقوا مركبات أخرى بالحجارة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، حصار مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، بحثاً عن عدي التميمي (22 عاماً) منفذ عملية إطلاق النار على الحاجز المقام على مدخل المخيم، عدا عن استنفاره في مطاردة منفذي عملية شافيه شومرون، شمال غربيّ نابلس شماليّ الضفة.

ومنذ مساء السبت، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مخيم شعفاط وفرض حصار خانق وإغلاق شديد عليه، بحثاً عن التميمي، الذي تقول إنه نفذ عملية إطلاق نار على حاجز قرب المخيم أدت إلى مقتل مجندة وإصابة حارس أمن بجروح وصفت بالخطرة.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح اليوم الأربعاء، أغلب المداخل والحواجز العسكرية المحيطة بمدينة نابلس وبعض قراها شمالي الضفة الغربية، وأُغلق بعض المداخل بالسواتر الترابية، كذلك أُغلقت بوابات أخرى، وفُرضت إجراءات لاجتيازها.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، صباح اليوم الأربعاء، إنّ الجيش الإسرائيلي صعّد نشاطه في نابلس مع نصب حواجز عسكرية على مداخل المدينة، وإخضاع المغادرين منها لتفتيش أمني.

ويأتي هذا التصعيد على أثر عملية، أمس الثلاثاء، قرب مستوطنة شوفي شومرون، التي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي، وإعلان مجموعة "عرين الأسود" مسؤوليتها عن العملية.

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، منذ ساعات الصباح، عن دفع الاحتلال بكتائب وفرق جديدة إلى مناطق مختلفة من الضفة، وتكثيف عمليات المداهمات والاقتحامات وحملات الاعتقال، وسط تزايد عمليات إطلاق النيران على مركبات للمستوطنين وجنود الاحتلال في المحاور الرئيسية للضفة.

وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية، مساء الثلاثاء، أنها نفذت 5 عمليات إطلاق نار على أهداف إسرائيلية، أدت إلى مقتل جندي وإصابة آخرين.

وتبنت المجموعة، في بيان صحافي، عملية مستوطنة شافي شومرون، التي "أوقعت إصابات مؤكدة وقتلى في صُفوف العدو، ومن ثم نفذ مقاتلو العرين عملية دوار دير شرف، موقعين بالغ الإصابات، ومن ثم عملية نوعية تجاه مجموعة من المستوطنين فوق تلة جرزيم مساء الثلاثاء، وكذلك نُفِّذَت عملية إطلاق النار قرب مستوطنة كدوميم المقامة بين نابلس وقلقيلية، وعملية نوعية أخرى على مفرق بلدة بيتا جنوب نابلس".

إلى ذلك، أكدت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي" - مجموعات بلدة جبع جنوب جنين شماليّ الضفة، أنها تمكّنت هي و"كتائب الأقصى"، الذراع العسكرية لـ"حركة فتح" - مجموعات أمجد الفاخوري، فجر اليوم الأربعاء، من التصدي لقوات الاحتلال خلال اقتحامها للبلدة مع استهدافها بوابل من النيران، وتحقيق إصابات مباشرة.

تقارير عربية

التحديثات الحية

مواجهات عنيفة في مخيم شعفاط شمالي القدس.. ومستوطنون يقتحمون الأقصى

الإضراب الشامل يعمّ مختلف أنحاء القدس مساندةً لأهالي مخيم شعفاط

في غضون ذلك، عمّ الإضراب الشامل جميع مناحي الحياة في القدس وضواحيها، تضامناً مع مخيم شعفاط وبلدة عناتا شماليّ القدس والمحاصرين منذ خمسة أيام.

وشل الإضراب كافة مناحي الحياة في القدس، وبدت خالية من المواطنين تماما بعدما تعطلت الدراسة في معظم مدارسها ومحالها التجارية، رداً على إجراءات الاحتلال في مخيم شعفاط وبلدة عناتا اللذين تتعرض فيهما حياة أكثر من 130 ألف نسمة لأزمة إنسانية متفاقمة منذ أكثر من خمسة أيام.

وأغلق شبان غاضبون محاور طرق رئيسية في جميع البلدات والأحياء المحيطة بالمدينة دعما وإسنادا لأهالي المخيم، وسط دعوات للمشاركة مساء اليوم في تظاهرة حاشدة على أبواب المخيم المحاصر منذ خمسة أيام. وأطلق مسلحون النار فجر اليوم على حاجزي مخيم شعفاط وحي الزعيم المجاور، حيث كانت قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة المخيم والحي وداهمت منازل تعود لعائلة التميمي.

وانضمت بلدات وقرى في محافظة القدس إلى النداء الذي أطلقته القوى الوطنية في مخيم شعفاط بالعصيان المدني والإضراب الشامل في مرافق الحياة كافة، حيث جال نشطاء في بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة شوارع البلدة بسياراتهم، معلنين الإضراب الشامل، دعماً ومساندة للمخيم، وللمطالبة برفع الحصار عنه.

أخبار

التحديثات الحية

مخيم شعفاط يتحدى الاحتلال ويعلن العصيان المدني

كذلك انضمت إلى نداء المخيم بلدات العيسوية وبيت حنينا وشعفاط البلد وسلوان، حيث تقرر الإضراب الشامل اليوم الأربعاء، والقيام بفعاليات دعم وإسناد والتجمع الساعة الخامسة مساءً على المدخل الرئيس للمخيم بالتزامن مع مسيرة حاشدة ستنطلق من وسطه.

تغطية صحفية: إضراب شامل في بلدة العيساوية بالقدس المحتلة، دعمًا وإسنادًا لأهالي مخيم شعفاط. pic.twitter.com/ozxl5m8ZzP

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 12, 2022

وأغلق شبان مدخل بلدة عناتا، وأشعلوا الإطارات المطاطية في الطريق، وكذلك شهد الطريق الممتد أمام بلدة كفر عقب ومخيم قلنديا شمال القدس إشعال إطارات من قبل الشبان، تضامناً مع مخيم شعفاط.

تغطية صحفية: "إغلاق وإضراب في مخيم قلنديا دعمًا للعصيان المدني الذي أعلنه أهالي مخيم شعفاط". pic.twitter.com/lR1sBrcXHJ

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 12, 2022

وأعلنت جامعات ومعاهد وكليات في الضفة الغربية تعليق الدوام، اليوم الأربعاء، وحولت بعضها الدوام إلكترونياً تضامناً مع مخيم شعفاط وبلدة عناتا في وجه الحصار المفروض عليهما.

وشهدت مدينة نابلس إضراباً شاملاً، تلبية لدعوة مجموعة "عرين الأسود" إلى الإضراب التضامني مع مخيم شعفاط وبلدة عناتا، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم بلدة العيسوية واصطحبت معها مركبة المياه العادمة بعد ليلة طويلة من المواجهات استمرت حتى ساعات الفجر تخللها مهاجمة دوريات الاحتلال بالزجاجات الحارقة.

اعتقالات في جنين ورام الله

من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين يوسف فشافشة وكرم الهدهد من بلدة جبع جنوب جنين شماليّ الضفة، والشاب محمد سعايدة من بلدة اليامون غربي جنين، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد"، مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور.

كذلك اقتحمت قوات الاحتلال قرية بيت سيرا غربي رام الله، واعتقلت الشاب عطا الله بدر والأطفال الثلاثة: جهاد عودة الحاج، ومحمود محمد أبو حشيش، وجميل محمد أبو حشيش، والشاب أحمد زيدان من بلدة كفر نعمة غربي رام الله.

مستوطنون يعتدون على طبيب في طولكرم

في هذه الأثناء، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ الطواقم الطبية في مستشفى ثابث ثابث الحكومي بمدينة طولكرم تتعامل مع إصابة طبيب تعرض لاعتداء مستوطنين شرقي طولكرم.

وأكدت وزارة الصحة، في بيان، أنّ الفحص الأولي أظهر تعرض الطبيب لرضوض شديدة في الصدر والأنف والبطن، حيث تُستكمَل حالياً الفحوصات المطلوبة وتُقدَّم الرعاية الطبية اللازمة.

إصابات بالاختناق بالخليل ومستوطنون يقتحمون سبسطية

في سياق آخر، أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، الليلة الماضية، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة بئر حرم الرامة بالخليل جنوبي الضفة، بينما اقتحم جيش الاحتلال بلدة سبسطية شمال غربي نابلس.

وأغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية المقامة على مدخل بلدة بيت فجار الرئيسي جنوبي بيت لحم جنوبي الضفة، وسط إجراءات مشددة.

الاحتلال يعتدي على مواطنين بالضرب في الخليل

من جهة أخرى، اعتدت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، على الفلسطيني بسام النواجعة من قرية سوسيا جنوبي الخليل بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابته برضوض وجروح متفرقة ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمستقرة، وفق تصريحات لمنسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب جبور.

واعتدت مساء الثلاثاء على فلسطيني، بعد مداهمة خربة زنوتا جنوب الخليل. واقتحمت قوات الاحتلال خربة غوين جنوبي بلدة السموع شرقي الخليل، وقامت بعملية تفتيش وتصوير لمنازل الفلسطينيين.

إلى ذلك، اعتدى مستوطنون، الليلة الماضية، على أربعة منازل في بلدة سنجل شمال رام الله بحماية قوات الاحتلال، وحطموا نوافذها، فيما تجمع مستوطنون، الليلة الماضية، بحماية قوات الاحتلال، على مفترق قرية حارس غرب مدينة سلفيت شماليّ الضفة، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، ولافتات عنصرية.