في حادثة فريدة من نوعها، أقدم أحد مشايخ محافظة السويداء، جنوبي سورية، على ضرب المدعو الشيخ مجدي نعيم المقرّب من النظام السوري، داخل مبنى المحافظة، ما جعل الأخير يسحب مسدسه الحربي ويطلق النار داخل المبنى.
مصدر خاص في مبنى محافظة السويداء قال، لـ"العربي الجديد"، إن الحادثة جرت صباح اليوم بحضور أعضاء في مجلس المحافظة، وموظفين ومراجعين، حيث جرى تلاسن بين الشيخ الشاب كنان أبو فخر والشيخ مجدي نعيم على أثر تقارير كيدية رفعها نعيم المقرّب من الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، يتهم فيها عدداً من الأشخاص بحرق مبنى المحافظة يوم الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومنهم الشيخ أبو فخر.
وأضاف المصدر أن أبو فخر قام بالهجوم على نعيم وضربه ضرباً مبرحاً وأدماه أمام الحضور الذين تدخلوا لفض الاشتباك، فما كان من نعيم إلا أن سحب مسدسه الحربي وأطلق طلقة واحدة كانت قريبة جداً من جسد غريمه.
من جانبه، أشار مصدر مقرّب من محافظ السويداء بسام بارسيك، إلى أن الحاضرين لم يكونوا في اجتماع رسمي، وجرت الحادثة في قاعة الاجتماعات في مجلس المحافظة التي تستقبل الناس عادة.
أخبار الحادثة انتشرت بشكل واسع؛ واعتبرها غالبية السكان أول سطر في محاسبة الشيخ مجدي نعيم على كل أعماله المعادية لأهالي المحافظة، من تشكيل عصابات أمنية، وملاحقة الناشطين، والاشتراك في تعطيل وتخريب أي احتجاج مناهض للنظام السوري.
وفي السياق، اعتبر الناشط المدني ساري البربور، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن كشف أحد أهم أذرع النظام السوري في الجنوب وتعريته وأتباعه "أهم خطوة تجرى الآن، كونه يتصدى وأتباعه من العصابات وعناصر حزب البعث للمحتجين"، مشيراً إلى أعماله المخربة للمحافظة طوال السنوات الماضية، وإشرافه على عدد من الصفحات الأمنية التي تبث كل يوم الشائعات، وتحرض على زرع الفتن بين السويداء ودرعا، وتطالب بقتل الناشطين والمعارضين.
وأضاف البربور أن مجدي نعيم "يتبع رسمياً لفرع الأمن العسكري، وبرز اسمه ضمن فصيل مهران عبيد التابع لإيران، وله اليد الطولى في مهاجمة فصيل شيخ الكرامة مع مهران عبيد وناصر السعدي في مدينة صلخد بمساعدة الأمن العسكري ومجموعة تتبع لحزب الله اللبناني، والتي أدت إلى إنهاء الفصيل ومقتل عدد من قادته وهروب آخرين في العام 2020".
كما ظهر اسمه في بداية الحراك عندما ادعى أنه تعرض لمحاولة اغتيال عن طريق تفخيخ سيارته الخاصة بالمتفجرات، وادعى حينها أن تنظيم "جبهة النصرة" قام بالعملية بعد عدة تهديدات وصلت إليه من أجل أن يظهر نفسه وطنياً مستهدفاً من المجموعات الإرهابية.
وجرى تداول اسمه كأحد المتهمين في الجريمة التي راح ضحيتها الشاب راجي الجرماني وأحد أبنائه منتصف العام الماضي، وتشكيل عصابة "المقاومة الشعبية" التي اختفت مع الانتفاضة الشعبية في 26 يوليو/ تموز 2022، حيث هرب نعيم لفترة من الزمن قبل أن يظهر مقابل المحتجين في ساحة الكرامة الإثنين قبل الماضي.
وتعتبر حادثة إطلاق النار داخل مبنى المحافظة سابقة خطيرة لم تحصل من قبل، حيث ينتظر السكان المحاسبة الشعبية لشخص اختار التحريض على القتل من أجل النظام طريقاً ومسلكاً.