قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، إنّ طهران لن تتراجع عن أيٍّ من خطوطها الحمراء في محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وأضاف رئيسي، في تغريدة على "تويتر": "تسعى الحكومة بقوة لرفع العقوبات في محادثات فيينا".
من جانبه، قال المسؤول الأمني الإيراني الكبير علي شمخاني، اليوم الخميس، إنّ رغبة الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق نووي سريع تشير إلى عدم وجود إرادة لديها لإبرام اتفاق قوي.
US approach to Iran's principled demands, coupled with its unreasonable offers and unjustified pressure to hastily reach an agreement, show that US isn't interested in a strong deal that would satisfy both parties. Absent US political decision, the talks get knottier by the hour.
— علی شمخانی (@alishamkhani_ir) March 10, 2022
وأضاف على "تويتر": "تزداد محادثات إيران النووية تعقيداً كل ساعة من دون اتخاذ الولايات المتحدة قراراً سياسياً".
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان اليوم الخميس، إن العقوبات لا تستطيع كبح تقدم بلاده، بعد إطلاق القمر الصناعي العسكري "نور 2" إلى مداره هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية للأنباء اليوم الخميس، عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله، إنّ طهران "لن تنحني أمام الضغوط الرامية إلى جعلها تقلّص قوتها الدفاعية ووجودها في المنطقة والتقدم في التكنولوجيا النووية".
وقال موقع "نورنيوز"، التابع لأعلى هيئة أمنية إيرانية، إنّ إحياء الاتفاق النووي لا يمكن أن يقيد متابعة طهران لبرامجها الصاروخية والفضائية. ونشر الموقع تغريدة على "تويتر"، جاء فيها أنّ إيران ليست مستعدة للتفاوض على قدراتها الدفاعية وسياساتها الإقليمية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الثلاثاء أنّ الحرس الثوري الإيراني نجح في وضع قمر صناعي عسكري ثانٍ "نور 2" في مداره.
ويقول الجيش الأميركي إنّ ذات التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في المدار قد تسمح أيضاً لطهران بإطلاق أسلحة طويلة المدى، بما في ذلك رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران تأكيدات أميركية بأنّ مثل هذا النشاط غطاء لتطوير صواريخ باليستية، وتقول إنها لم تسعَ مطلقاً لتطوير أسلحة نووية.
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، قد عاد إلى فيينا، صباح أمس الأربعاء، لاستكمال الجولة الثامنة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن مصدر مطلع مقرّب من الفريق الإيراني المفاوض قوله إنّ "مفاوضات فيينا تنتظر قرار أميركا وردّها" على المطالب الإيرانية بشأن القضايا العالقة الباقية.
وعزا المصدر المسؤول "التقدّم الكبير في المفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة" إلى ما وصفه بأنه "ابتكارات وحسن نيّات إيران"، مشيراً إلى الاتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت الماضي لحلّ الخلافات بين الطرفين في فترة زمنية محددة حتى أواخر مايو/أيار المقبل.
وأضاف المصدر الإيراني أنّ "الوفد الأميركي في فيينا بانتظار الأجندة اللازمة حول القضايا الباقية"، لافتاً إلى أنّ واشنطن لم تردّ بعد على المطالب الإيرانية.
وأول من أمس الثلاثاء، كشفت مصادر مطلعة من فيينا لـ"العربي الجديد" عن أن الإدارة الأميركية "لم تردّ على الطلب الإيراني" بشأن القضايا الباقية.
وأضافت المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها أنّ القضايا العالقة ثلاث: الأولى مطالب إيرانية بشأن رفع "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة الإرهاب، والقضية الثانية مطالبة إيران واشنطن بتقديم "ضمانات اقتصادية مؤثرة" بعدما حُلَّت مسألة الضمانات قبل نحو أسبوعين إثر موافقة أميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطورة في الداخل، بعد أن كانت واشنطن تطالب بتدميرها. والقضية الخلافية الثالثة، حسب هذه المصادر، "ترتيبات رفع بعض العقوبات".
وأشارت المصادر إلى أنّ واشنطن وافقت مبدئياً قبل أكثر من أسبوع على رفع العقوبات عن الحرس وكيانات مرتبطة به، لكنها بعد ذلك لم تعط الموافقة النهائية ولم تردّ على الطلب الإيراني بهذا الشأن، لافتة إلى أنّ "هذه أهم نقطة خلاف عالقة"، وأوضحت أن "عدم حسم هذه القضايا في وقت لم تعد تتسع فيه المفاوضات لمزيد من النقاش، وضع المفاوضات أمام حالة انسداد بانتظار قرارات إيرانية وأميركية نهائية"، مشيرة إلى أن الموقف الروسي عقّد وضع المفاوضات في لحظاتها الأخيرة.
(رويترز، العربي الجديد)