شيعت إيران، اليوم الإثنين، "العالم النووي الدفاعي" محسن فخري زادة، الذي اغتيل الجمعة، قرب العاصمة طهران، بمشاركة القادة العسكريين والسياسيين الإيرانيين، وسط تأكيد السلطات الإيرانية على "الرد الحتمي" على الحادث ومواصلة طريقه، مع توجيه أصابع الاتهام نحو الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ "الجريمة".
وفي كلمة له خلال مراسم التشييع، أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أنّ بلاده "لن تبقي أي اغتيال أو عمل أحمق من دون رد"، مؤكدا أن "أوامر قائد الثورة ستنفذ"، في إشارة إلى تعليماته بضرورة الرد على الاغتيال.
وأكد حاتمي أنّ "أكبر تهديد ضد البشرية هو الأسلحة النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني وأميركا"، متسائلاً: "لماذا يمتلكون هذه الأسلحة؟ هل لوضعها فقط في ديكورات بيوتهم؟".
وخاطب وزير الدفاع الإيراني الجهات المتورطة في حادث اغتيال فخري زادة قائلاً: "هل تصورتم أنه من خلال هذا العمل تنالون من عزيمتنا، لكنكم شاهدتم كيف تكاتف الشعب وتعزز انسجامنا، وسنتعاهد هنا أننا سنصبح أكثر عزماً وانسجاماً".
وأضاف أنّ "الأعداء وضعوا الخيار العسكري على الطاولة خلال الـ40 عاماً، لكنه اليوم أصبح تحت الطاولة"، مشدداً على أن "مسيرة التقدم واكتساب القوة ستستمر"، كاشفاً عن اتخاذ الحكومة قراراً، أمس الأحد، لزيادة موازنة قسم الأبحاث والتقنيات التابع لوزارة الدفاع "ضعفين"، وهو القسم الذي كان يترأسه العالم فخري زادة.
في سياق مواز، وفي تصريحات لقناة "الخبر" الإيرانية، أثناء مراسم تشييع فخري زادة، عزا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، مقتل العالم الإيراني إلى "تغيير أساليب الاغتيال وتعقيدها من قبل العدو"، الذي قال إنه "منذ عشرين عاما يسعى إلى قتله".
وأضاف شمخاني أن "أجهزة الأمن الإيرانية كانت لديها توقعات حول المكان والزمان التقريبيين لاغتيال الشهيد فخري زادة، وكان قد تم تقوية فريق الحماية له"، غير أنه أعرب في الوقت ذاته عن أسفه لـ"عدم إبداء الجدية اللازمة" في توفير الحماية له "ما أدى إلى نجاحهم هذه المرة".
وأوضح أن "عملية الاغتيال تمت من خلال معدات إلكترونية"، مؤكدا "عدم وجود أي شخص (مهاجم) في مشهد الاغتيال، لكن توصلنا إلى خيوط"، من دون الكشف عنها، ومتهما منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة بالضلوع في الحادث، مع التأكيد أن "العنصر المجرم في الاغتيال هو الكيان الصهيوني والموساد".
من جهته، دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي، اليوم، الأجهزة الأمنية والاستخباراتية إلى "اكتشاف شبكة النفوذ وتدميرها" في داخل إيران، وفقا لما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية.
وأضاف أن "العقوبات والاغتيالات وجهان لعملة واحدة"، متهما "الدول الغربية التي دعت إيران لضبط النفس بعد الاغتيال"، بـ"إبداء الضوء الأخضر للإرهابيين" من خلال هذه الدعوة.
وفي انتقاد مبطن للحكومة الإيرانية، قال رئيسي إن "الرهان على رفع العقوبات من خلال التفاوض أمر خاطئ"، مؤكدا أن "التجربة تثبت أنه يجب أن نكون أقوياء فقط في مواجهة العقوبات والاغتيالات".
والجمعة الماضي، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية وفاة العالم النووي البارز محسن فخري زادة، بعد وقت وجيز من استهدافه من قبل "عناصر إرهابية" قرب طهران. وأفادت الوزارة، في بيان أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، بأن فخري زادة الذي تولى رئاسة منظمة البحث والتطوير التابعة لها، أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه. وتوعد الحرس الثوري بـ"انتقام قاس" من قتلة فخري زادة، متهماً إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله.