إيران تهاجم مدير "الذرية الدولية" وتؤكد حرصها على التفاوض

18 ديسمبر 2024
إسلامي وغروسي في مؤتمر صحافي بطهران، 14 نوفمبر 2024 (فاطمة بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصريحات غروسي والرد الإيراني: أثارت تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عدم جدوى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ردود فعل غاضبة من إيران، حيث دعت إلى التزام الحياد وأكدت سلمية برنامجها النووي.

- التوترات الدولية والمفاوضات: تصاعدت التوترات حول الملف النووي الإيراني، مع اتهامات أوروبية بزيادة مخزون اليورانيوم المخصب، ورغم المباحثات في جنيف، لم يتحقق تقدم ملموس.

- اعتقالات وتوترات إضافية: اعتقلت السلطات الأميركية والإيطالية إيرانيين بتهمة نقل تقنيات حساسة، مما يعكس التوترات المستمرة بين إيران والغرب.

هاجم مسؤولون إيرانيون، اليوم الأربعاء، تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، بشأن برنامج إيران النووي، متهمين إياه بالتعدي على الدول، داعين إلى حياد الوكالة الدولية، فيما أكدت الحكومة الإيرانية حرصها على التفاوض.

وكان غروسي قد قال، أمس الثلاثاء، قبيل مناقشة تطورات الاتفاق النووي والقرار الدولي 2031 المكمل له في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، في تصريح لوكالة أنسا الإيطالية للأنباء، إنّ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 "أصبح بلا جدوى"، داعياً الدول الأوروبية وأميركا وروسيا والصين والوكالة الدولية إلى اتفاق دولي جديد بشأن برنامج إيران النووي يتناسب مع الحقائق النووية الجديدة في إيران، وأضاف أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم بدرجات نقاء قريبة (60%) من السلاح النووي وتقترب من دولة نووية بسرعة.

وتعليقاً على تصريحات غروسي، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، لوسائل إعلام محلية، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية الأسبوعي، إنّ على مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية "التزام الحياد وممارسة سلوك مهني"، مضيفاً أنّ القرار 2231 له شقان يشملان القيود على برنامج إيران النووية مقابل إلغاء العقوبات وتنفيذ الطرف الآخر التزاماته. وأكد إسلامي أنه "ليس مقبولاً أن تتناول مؤسسة دولية أحد بعدي الاتفاق بشكل استفزازي، وتتجاهل البعد الآخر الأساسي وهو عدم تنفيذ التعهدات" من قبل الطرف الغربي.

من جهته، رفض نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الحقوقية والدولية كاظم غريب أبادي، اليوم الأربعاء، تصريحات غروسي، قائلاً إن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم "ليست له أهداف عسكرية"، مضيفاً أن "الرجم بالغيب على أساس سيناريوهات افتراضية ليس من مسؤوليات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يتنافى مع نص ميثاق الوكالة وروحه". ودعا غريب أبادي إلى احترام قرارات وسياسات الدول في استخدام سلمي للطاقة النووية بما يشمل الوقود النووي، متهماً غروسي بالإدلاء بتصريحات "مسيسة لا تعكس الواقع".

ويأتي هذا الجدل بين إيران والوكالة في خضم تصعيد يشهده الملف النووي الإيراني، فيما أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، السبت الماضي، أنّ بلاده "لم ولن تمانع" في وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشآت النووية الإيرانية وتفتيشها وفق اتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الأممية، مضيفاً أن "إيران تعمل وفق الاتفاق والوكالة الدولية أيضاً تعمل وفق ضوابطها، لا كلمة أقل ولا كلمة أكثر"، في إشارة غير مباشرة إلى أن التعاون بين الطرفين يقتصر على تعهدات إيران بموجب اتفاق الضمانات وليس الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي تخلت طهران عن التزاماتها النووية بموجبه بعد الانسحاب الأميركي منه عام 2018.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قد قال، الخميس الماضي، إن إيران ستسمح بمراقبة وثيقة لمنشأة يورانيوم مثيرة للجدل، بعد أن وافقت على تمكين الوكالة من إجراء عمليات مراقبة أكثر تواتراً وكثافة.

إيران "حريصة على التفاوض"

إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء، في تصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية على هامش اجتماع الحكومة تعليقاً على رسالة فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى مجلس الأمن لتفعيل العقوبات والقرارات الأممية ضد إيران "إننا كما أكدنا على ذلك مرات عدة نسعى إلى حل الموضوعات عبر التفاوض". وأكدت مهاجراني أن "إيران أهل التفاوض وتبذل كل جهدها لذلك"، معربة عن أملها في أن تغلب "العقلانية" على القرار الغربي.

واتّهمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى "مستويات غير مسبوقة" من دون أن يكون هناك "أيّ مبرّر مدني موثوق به" لهذه الزيادة. وفي بيان أصدرته قبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، رأت الدول الأوروبية الثلاث أنّه يتعيّن على الجمهورية الإسلامية "التراجع عن تصعيدها النووي".

وفي بيانها، قالت الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة اختصاراً باسم "إي 3"، إنّ "مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب وصل إلى مستويات غير مسبوقة، دون أيّ مبرّر مدني موثوق به"، محذّرة من أنّ هذا المخزون "يمنح" إيران القدرة على أن تنتج بسرعة كافية ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع أسلحة نووية عدّة. وأضاف البيان أنّ "إيران سرّعت تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة، وهو ما يشكل خطوة ضارّة أخرى في جهودها الرامية لتقويض الاتفاق النووي الذي تدّعي دعمه".

وعقدت إيران والدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في 29 الشهر الماضي جولة مباحثات في جنيف بشأن الملفات الخلافية ذات الاهتمام المشترك، من بينها الملف النووي، وسط تشاؤم خيم عليها، وتشي تصريحات الطرفين وبياناتهما بعد اللقاء بأنه لم يحقق اختراق في التوترات بين الطرفين، التي يتوقع أن تزداد مع تولي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، السلطة في الولايات المتحدة من 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.

اعتقال إيرانيين في أميركا وإيطاليا

في غضون ذلك، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة، اليوم الأربعاء، باعتقال السلطات الأميركية والإيطالية إيرانيين بتهمة نقل التقنيات الحساسة إلى إيران، قائلة إنها اتهامات "واهية تعكس التوجه السياسي الغربي للضغط على النخبة الإيرانيين". وأضافت الوكالة أنّ الإيرانيين هما مهدي محمد صادقي (42 عاماً) يقطن في ولاية ماساتشوستس الأميركية، ومحمد عابديني نجب أبادي (38 عاماً) مدير شركة SDRA العاملة في طهران.

وتتهم الإدارة الأميركية الشخصين بالتعاون مع البعض لتوريد قطع إلكترونية حساسة إلى إيران تستخدم في الصناعات العسكرية، معتبرة أن ذلك التفافاً على العقوبات المفروضة على البلد، فضلاً عن اتهامهما بدعم الحرس الثوري الإيراني. وتتضمن لائحة الاتهامات أن عابديني قام عبر شركة أسسها في سويسرا بعنوان Illumove بشراء قطع من شركات أميركية لإرسالها إلى داخل إيران.