- ألمانيا تعلن عن تسليم بطارية باتريوت إضافية لأوكرانيا، مما يعكس التزام الحلفاء بدعم كييف عسكريًا وماليًا في مواجهة التحديات، خصوصًا في منطقة دونيتسك حيث تزايد الضغط الروسي.
- مجموعة السبع تتعهد بتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية ضد الهجمات الروسية وتدعو الصين للتوقف عن دعم الصناعة العسكرية الروسية، مؤكدة على الوحدة والتزام الدول بدعم أوكرانيا في مواجهة التحديات الأمنية.
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أن دول الناتو اتفقت على إرسال مزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، منها بطاريات باتريوت. وقال عقب اجتماع لوزراء دفاع الناتو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو "درس الناتو القدرات الحالية داخل الحلف وهناك أنظمة يمكن تسليمها لأوكرانيا. لذلك أتوقع إعلانات جديدة بشأن أنظمة الدفاع الجوي قريباً".
وأكد ستولتنبرغ أنه "إضافة إلى صواريخ باتريوت، هناك أنظمة تسلح أخرى يمكن للحلفاء توفيرها، منها صواريخ أرض جو SAMP-Ts من صنع فرنسي إيطالي". وأوضح "لن أعطي أرقاماً دقيقة (...) لكننا نعمل مع الحلفاء للتأكد من أنهم يتخذون القرارات الصائبة لتأمين بطاريات باتريوت جديدة". لكن دبلوماسياً في الناتو صرح لوكالة فرانس برس أنه لم يقدم أي التزام رسمي خلال هذا الاجتماع.
وأعلنت ألمانيا نهاية الأسبوع الماضي عزمها على تسليم بطارية باتريوت إضافية لأوكرانيا، بعد إرسال برلين اثنتين. وشكر ستولتنبرغ ألمانيا، موضحاً أن الدول الحليفة التي ليست لديها أنظمة دفاع جوي "ملتزمة تقديم مساعدة مالية لأوكرانيا لتقوم بشرائها". وتمتلك الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا وإسبانيا واليونان ورومانيا وبولندا بطاريات باتريوت، وفقاً لما أفادت مصادر دبلوماسية في بروكسل.
وتفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة قواته في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، حيث عزز الجيش الروسي ضغوطه في الأشهر الأخيرة. وقال زيلينسكي في رسالة نشرها على قناته في تطبيق تلغرام "اليوم في منطقة دونيتسك. تحدثت مع الجنود وقدمت لهم مكافآت. بلادنا فخورة بوجود هؤلاء المحاربين".
مجموعة السبع تتعهد بمساعدة أوكرانيا
إلى ذلك، تعهّدت مجموعة السبع الجمعة بتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية للتصدي للهجمات الروسية، وطلبت من الصين التوقف عن دعم الصناعة العسكرية لموسكو إذا ما أرادت أن تحظى بعلاقات جيدة مع الغرب.
واختتم وزراء خارجية مجموعة السبع، التي تضم الولايات المتحدة وإيطاليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا، محادثات استمرت ثلاثة أيام في جزيرة كابري هيمنت عليها الحربان في أوكرانيا والشرق الأوسط. وأقروا بأن عليهم بذل مزيد من الجهد لمساعدة أوكرانيا التي تكافح من أجل صد القوات الروسية، وطالبوا بوقف حالة التصعيد في الشرق الأوسط حيث يهدد العداء بين إسرائيل وإيران بإشعال صراع أوسع في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "لقد خرجنا من هذا الاجتماع لوزراء الخارجية متحدين أكثر من أي وقت مضى". وحضر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى كابري شخصياً ليبلغ حلفاءه في مجموعة السبع بأن عليهم إرسال مزيد من المساعدات، قائلاً إن الحربين في بلاده والشرق الأوسط مرتبطتان.
وتزود إيران روسيا بالنوع نفسه من الطائرات المسيرة التي استخدمتها الأسبوع الماضي في هجومها واسع النطاق على إسرائيل. وقال كوليبا للصحافيين "الحديث عن أن الغرب عليه أن يختار بين دعم إسرائيل أو أوكرانيا خاطئ، لأن هذين مسرحان للحرب ذاتها". وقالت مجموعة السبع في بيان إنها ستزيد المساعدات الأمنية لكييف، لا سيما ما يتعلق بتعزيز "قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا، لإنقاذ الأرواح وحماية البنية التحتية الحيوية".
وقال بلينكن إنه في حين أن كوريا الشمالية وإيران هما الموردان الرئيسيان للأسلحة إلى روسيا، فإن الصين هي "المساهم الرئيسي" في صناعة الدفاع في موسكو. وأضاف "إذا كانت الصين تزعم من ناحية أنها تريد علاقات جيدة مع أوروبا ودول أخرى، فلا يمكنها من ناحية أخرى تأجيج أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة".
وتباطأت المساعدات العسكرية لكييف في الأشهر القليلة الماضية مع انخفاض شحنات الأسلحة المرسلة من شركائها الأوروبيين، وعرقلة الجمهوريين في الكونغرس تمويلاً أميركياً حيوياً. لكن مجلس النواب الأميركي قد يتمكن أخيراً من التصويت على حزمة بقيمة 61 مليار دولار لكييف مطلع الأسبوع المقبل.
وانتهى اجتماع وزراء الخارجية بعد وقت قصير مما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي على إيران، ردّاً على هجوم إيراني بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. وقال وزراء مجموعة السبع إنهم سيعملون على منع خروج الصراع بين إسرائيل وإيران عن نطاق السيطرة، بينما يسعون في الوقت نفسه إلى إنهاء الحرب على غزة. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني "الهدف السياسي لمجموعة السبع هو وقف التصعيد. لقد عملنا ونواصل العمل لنكون أطرافاً فاعلة في ضمان وقف التصعيد في أنحاء الشرق الأوسط".
وشهدت إيطاليا اندلاع احتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين في الأشهر الماضية، تحوّل بعضها إلى أعمال عنف. ومن خلال عقد اجتماع وزراء الخارجية في جزيرة كابري المتوسطية، تمكنت السلطات الإيطالية من منع أي محتجين من تعطيل المباحثات. لكن مناوشات اندلعت اليوم الجمعة بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة نابولي الجنوبية ردد المحتجون خلالها "غزة حرة" ورفع بعضهم لافتة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية".
(فرانس برس، رويترز)