احتجاجات السويداء تدخل يومها العشرين: التأكيد على المطالبة برحيل النظام والانتقال السياسي
لليوم العشرين على التوالي، تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في محافظة السويداء، جنوبي سورية، المطالِبة برحيل نظام بشار الأسد، وتفعيل الحل السياسي، وفق القرارات الدولية ذات الصلة، فيما شهدت محافظات أخرى مظاهرات ووقفات مساندة لحراك السويداء.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في السويداء أن ساحة الكرامة وسط المدينة شهدت، اليوم الجمعة، تجمعاً حاشداً بعد توافد الآلاف من قرى وبلدات ومدن المحافظة، في مشهد يتجدد، رغم رهان البعض على أفوله، ويأخذ شكلاً أكثر تنظيماً.
وأضاف أن المحتجين يتوافدون من مدن وبلدات المحافظة إلى ساحة الكرامة، بعد تجمّعهم في مراكز مدنهم الرئيسية، قبل الاتجاه إلى مدينة السويداء في أيام الجمعة، مشيراً إلى أن وفوداً بدأت بالوصول منذ ساعات الصباح الأولى من قرى وبلدات: شهبا والقريا وعتيل وسليم وعرمان وبدور والمزرعة ومردغ وقنوات ورحا والمقرن، إلى ساحة الكرامة، وسط ترديد هتافات مناوئة للنظام.
كما استضافت ساحة الاعتصام (الكرامة) وفداً من محافظة درعا المجاورة، للمشاركة في المظاهرة ودعم موقف أهل السويداء، والتأكيد على وطنية الحراك وتمثيله للسوريين كافة.
ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات توضح موقف أبناء المحافظة من رفض التقسيم والانفصال والمشاريع الخارجية، في رسالة واضحة للمشككين، ومتبني نظريات "المؤامرة الكونية" التي تحاول المس بالتوجه الوطني لحراك السويداء.
كما أكدت الهتافات واللافتات على التغيير الديمقراطي، وتنحي رأس النظام، تطبيقاً للقرار الدولي 2254، وتعزيزاً لمفهوم الـ"لا مركزية".
وتعد المظاهرة اليوم الأكبر منذ انطلاق الحراك الشعبي السلمي، ردد خلالها المتظاهرون شعارات: "لا رجوع عن إسقاط النظام"، و"وحدة وحدة وطنية.. سورية بلد الحرية"، و"إرحل عنا أنت وحزبك"، و"لا للطائفية.. لا للتفرقة في سورية"، و"بدنا نخلص"، و"سورية حرة مستقلة"، و"رح نضل شعب واحد".
وقال الناشط المدني حسان أبو فخر لـ"العربي الجديد": "لن يستطيع النظام بعد اليوم تطويق الموقف كسابق عهده، ولن يستطيع تقييد الحريات وإخماد ثورته، لا بالأساليب الأمنية القمعية، ولا من خلال إعلامه والتحريض والتخوين، وكل ما زعمه من إشاعات هدفها فض الاحتجاجات وإسكات الأصوات المطالبة برحيله، باتت مدعاة سخرية لدى السوريين عموماً ومحتجي السويداء على وجه الخصوص".
كما كان للنساء في مظاهرات اليوم حضور لافت، وتحدثت إحدى المشاركات لـ"العربي الجديد" فقالت: "ليس غريباً على نساء السويداء وقوفها إلى جانب الرجال في الملمات ووقفات الكرامة، فقد كان لجداتنا منذ فترة الاحتلال العثماني، مروراً بالاستعمار الفرنسي، دور وطني مهم ومؤثر، فكن يعددن الطعام للثوار، ويوارينهم ويشددن أزرهم كي تثبت عزيمتهم"وقال محمد الرفاعي، أحد أفراد وفد درعا المشارك في احتجاجات السويداء، لـ"العربي الجديد": "النظام أفلس، وجميع مؤامراته فشلت، واللعب على وتر التفريق والتحزبات بات عملية مكشوفة، اليوم نحن جئنا ليشهد العالم أن السهل والجبل كل لا يتجزأ، لنقول إن السوريين وحدة لا يمكن تقسيمها، وإن طفلاً ثائراً في السويداء يمثل أحرار درعا وأحرار سورية".
وإضافة إلى مشاركة وفد من درعا، شارك في مظاهرات اليوم وفد يمثل عشائر محيط السويداء، مؤكدين انتصارهم على محاولات الفتنة التي حاول نظام الأسد بثها بينهم وبين أهالي السويداء.
وبادر بعض المتظاهرين إلى تشويه صورة ضخمة لرئيس النظام بشار الأسد، معلقة أمام مبنى الأمن السياسي بالقرب من حاجز مدينة شهبا، مما أجبر سلطات النظام على استقدام رافعة لإزالة الصورة، في المقابل، علق المحتجون صورة كبيرة لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، في المبنى المواجه لساحة الكرامة.
تظاهرات درعا والشمال السوري
كما شهدت محافظة درعا المجاورة احتجاجات مشابهة، وإن كانت بزخم أقل نتيجة القبضة الأمنية للنظام في المحافظة، الذي بادرت أجهزته الأمنية غير مرة إلى إطلاق النار على مظاهرات سابقة.
وفي طفس بريف درعا الغربي، رفع الأهالي لافتات كتب عليها "من حوران هلت البشاير لعيونك يا جبل يا ثاير"، و"بدك ترحل وبدنا نعيش"، وأخرى تطالب بإسقاط نظام الأسد، والإفراج عن المعتقلين، رافعين أعلام الثورة السورية.
كما شارك العشرات من أبناء مدينة بصرى الشام في الريف الشرقي في مظاهرة أمام الجامع العمري بالمدينة، رددت هتافات ورفعت لافتات تطالب بإسقاط نظام الأسد، والإفراج عن المعتقلين.
وفي الشمال السوري، شهدت مدن وبلدات بنش وقورقانيا بريف إدلب، إضافة إلى إدلب المدينة، مظاهرات كبيرة تطالب برحيل النظام، وتؤيد الحراك الشعبي في محافظة السويداء.
كما شهدت مدينة أعزاز بريف حلب مظاهرة مماثلة، وذلك بعد دعوات أطلقها ناشطون أمس تحت عنوان "ثورة الكرامة"، تؤكد أن "خلاص سورية يبدأ بإسقاط بشار الأسد".
من جهة أخرى، انتشرت دوريات أمن تابعة لأفرع مخابرات النظام منذ ساعات الصباح الأولى ضمن عدد من أحياء مدينة حمص وشوارعها الرئيسية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن دوريات للأمن توزعت ضمن شارع الستين، وأمام الصيدلية العمالية المقابلة لمسجد خالد بن الوليد، وفي عدد من شوارع حي الخالدية والقصور، تحسباً لأي تحرك شعبي قد تشهده المدينة عقب صلاة الجمعة.
وأضاف أن حواجز المداخل الرئيسية لمدينة حمص أغلقت، مثل حاجز دوار تدمر جنوبي المدينة الذي يشرف عليه الأمن العسكري، وحاجز المدخل الرئيسي الذي تديره عناصر المخابرات الجوية، مع الإبقاء على منفذ واحد فقط من كل جهة، وسط تدقيق وتفتيش للمارة وسؤالهم عن وجهتهم التي يقصدونها داخل المدينة، تخوفاً من حدوث مظاهرات أو تجمعات من قبل المدنيين، أسوة بمناطق الجنوب السوري.