وقع توتر جديد، اليوم الأربعاء، بين قوات النظام السوري ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية. فيما استقدمت المليشيات المدعومة من إيران تعزيزات إلى البوكمال، بعد أيام من تلقّيها ضربة جوية أميركية.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات من "قوات سورية الديمقراطية" حاصرت مقرات لقوات النظام السوري في ناحية تل تمر بريف الحسكة، وذلك على خلفية اتهام عناصر تلك المقرات بممارسة انتهاكات بحق أهالٍ في المنطقة والتضييق عليهم.
وأضافت المصادر أن مليشيات "قسد" منحت تلك المقرات مهلة زمنية لمغادرة قريتي الغبيش وتل شاميران.
وبحسب المصادر، فإن التوتر في المنطقة تزامن مع محاولة النظام إيصال إمدادات جديدة لقواته المتمركزة في ناحية عين عيسى، إلا أن المليشيات منعته من إدخال تلك الإمدادات، ما قد يزيد من حالة التوتر بين الطرفين خلال الساعات القادمة، في ظل وجود مساع روسية للتهدئة.
وكانت الحسكة قد شهدت، الشهر الماضي، توترا بين الطرفين وحصاراً وعمليات اعتقال متبادلة، تطورت أيضا إلى اشتباكات أوقعت خسائر بشرية في صفوف النظام.
حريق مخيم الهول
وفي ريف الحسكة أيضاً، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ عدد الضحايا الذين قضوا جراء حريق اندلع في مخيم الهول، نهاية الأسبوع الماضي، بلغ 9، جلهم أطفال ونساء. وتبقى الحصيلة مرجّحة للزيادة، بسبب وجود 30 مصابا بحروق بينهم حالات خطرة.
وكان قد نشب حريق في المخيم الذي يقبع فيه آلاف النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، إلى جانب الآلاف من عائلات عناصر في تنظيم "داعش" من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
مصادر لـ"العربي الجديد": عدد الضحايا الذين قضوا جراء حريق اندلع في مخيم الهول، نهاية الأسبوع الماضي، بلغ 9، جلهم أطفال ونساء
من جانب آخر، شهد مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي البلاد، اليوم الأربعاء، حادثة قتل جديدة تعرّض لها لاجئ عراقي من قبل مجهولين في المخيم. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الضحية بعمر 18 عاما، وقضى بطلقات نارية.
وارتفعت وتيرة الهجمات على اللاجئين العراقيين في المخيم منذ بداية العام الجاري، حيث قتل قرابة 30 في عمليات قتل يقف وراءها مجهولون في المخيم. ويتهم لاجئون مؤيدين لتنظيم "داعش" بالوقوف وراء تلك العمليات.
اشتباكات في رأس العين
من جانب آخر، جرح خمسة أشخاص من عناصر المعارضة السورية المسلحة، جراء اشتباكات وقعت بينهم في مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات اندلعت بين عناصر من "فرقة الحمزة" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، إثر خلافات غير واضحة السبب بين الطرفين.
وأثارت الاشتباكات والتوتر الأمني المستمر في المدينة حالة من الخوف لدى السكان، الذين يطالبون فصائل المعارضة بإنهاء الاقتتال ومغادرة كل من يحمل السلاح للمدينة، مؤكدين أن المقرات العسكرية يجب إخراجها إلى الجبهات مع النظام و"قسد"، واستمرار بقائها يشكل خطرا على المدنيين.
وفي شمال غرب البلاد، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر من فصائل المعارضة في محور سراقب شرقي إدلب، فيما جددت قوات النظام قصفها على محور قرية الرويحة ومناطق أخرى في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.
استنفار في البوكمال
وفي دير الزور، تشهد مدينة البوكمال ومحيطها، منذ صباح اليوم، استنفارا ونشرا لحواجز على العديد من الطرقات، خاصة في ناحية الهري ومحيط قاعدة "الإمام علي" التي تتمركز فيها عدة مليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، فيما لم تتبين الأسباب وراء الاستنفار.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مليشيا "سيد الشهداء" المدعومة من إيران استقدمت تعزيزات عسكرية، مساء أمس، إلى مدينة البوكمال بريف المحافظة الشرقي، حيث نقلت التعزيزات لاحقا إلى قرية الهري قرب الحدود السورية العراقية، وذلك بعد خمسة أيام من تعرض المليشيات في المنطقة لضربة جوية أميركية.
استنفار ونشر للحواجز على العديد من الطرقات، خاصة في ناحية الهري ومحيط قاعدة "الإمام علي" التي تتمركز فيها عدة مليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني
وكانت المليشيات في البوكمال ومناطق أخرى في دير الزور قد تعرضت سابقا لعدة هجمات جوية وصاروخية أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوفها، وكان جل الضربات من طيران مجهول يرجح أنه إسرائيلي أو أميركي.
تحرير مختطفين في السويداء
إلى ذلك، حرر مجموعة من الأهالي في ناحية بصر الحرير، بريف درعا جنوبي سورية، اثنين من أبناء محافظة السويداء كانوا مختطفين لدى مجموعة مسلحة.
وجرت العملية بعد مداهمة العديد من الأماكن في مدينة بصرى الشام ومحيطها بهدف البحث عن المختطفين الذين جرى اختطافهم قبل يومين.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجموعة كبيرة من الأهالي داهمت أماكن في مدينة بصرى الشام ومحيطها بهدف البحث عن مخطوفين من محافظة السويداء تحتجزهم مجموعة مسلحة محلية، مضيفة أنّ مجموعات من "الفيلق الخامس" التابع للنظام السوري، ساهمت في عملية البحث بدفع من وجهاء محليين.
وقالت المصادر إنّ الضغط من الأهالي والوجهاء دفع المجموعة الخاطفة إلى الفرار من موقعها وترك المخطوفين، حيث عثر خلال مداهمة المواقع على شابين كانا محتجزين في مبنى بقرية جبيب قرب مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.
وجرى إخراج المختطفين على الفور إلى محافظة السويداء.
جهود الوجهاء المحليين في بصرى الشام كان لها الدور الكبير في عملية تحرير المختطفين
وأضافت المصادر أنّ الشابين كان قد جرى خطفهما قبل يومين من مجموعة لصوص مسلحين بهدف الحصول على فدية مالية من ذويهم، إلا أن خطتهم فشلت بسبب تدخل الوجهاء والأهالي لمنع إثارة فتنة جديدة بين أهالي السويداء ودرعا.
وأكدت المصادر أنّ جهود الوجهاء المحليين في بصرى الشام كان لها الدور الكبير في عملية تحرير المختطفين، وإيصالهم إلى قرية عرى الواقعة جنوب غربي محافظة السويداء، الخاضعة بدورها لفصائل محلية مسلحة.
وكانت المناطق الإدارية الواقعة بين محافظتي السويداء ودرعا قد شهدت سابقاً العديد من الحوادث المشابهة، انتهى بعضها بإطلاق سراح المختطفين مقابل مبالغ مالية.
كما شهدت المنطقة توترات واشتباكات مسلحة بين فصائل محلية إثر دخول "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" في قوات النظام والسيطرة على أراض تعود لبعض الأهالي من السويداء، وجرى الانسحاب لاحقاً بعد اتفاق تم بوساطة وجهاء محليين وبرعاية روسيا التي تدعم "الفيلق الخامس".
إلى ذلك، قالت مصادر محلية إن طفلة قتلت وجرحت أخرى جراء انفجار لغم من مخلفات مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، في قرية براد بناحية جنديرس في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي شمالي البلاد.
اعتقالات في إدلب
وفي شمال غرب البلاد، قال الناشط مصطفى رجب، لـ"العربي الجديد" إن "هيئة تحرير الشام" اعتقلت ثلاثة أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم "حراس الدين" خلال مداهمات تشنها في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، مضيفاً أن حملة الهيئة ما زالت مستمرة، حيث تلاحق قياديي التنظيم.
وكانت الهيئة قد بدأت قبل أسبوع عملية أمنية بهدف ملاحقة خلايا تتبع لكل من تنظيم "حراس الدين" وتنظيم "داعش"، وتنظيمات أخرى في المنطقة متهمة بالتبعية لتنظيم "القاعدة".
واعتقلت الهيئة سابقا عدداً من "الجهاديين" من جنسيات غير سورية بتهمة الانتماء للتنظيمين.