يستعدّ دبلوماسيون رفيعو المستوى، من الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا، لاستئناف محادثات، اليوم السبت، تركز على إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقها النووي التاريخي مع إيران.
وبحسب بيان للاتحاد الأوروبي، نشره على موقعه، ستبحث اللجنة نتائج اجتماعات لجان الخبراء الثلاثة في مجالات العقوبات والخطوات النووية والترتيبات الإجرائية.
وعقدت هذه اللجان، خلال الأيام الماضية، جلسات عمل مضغوطة لمناقشة المقترحات والنصوص التي عرضتها مختلف الأطراف لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية وتنفيذ إيران تعهداتها النووية.
وكانت الرئاسة الإيرانية قد أعربت عن رضاها عن مسار مباحثات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بواسطة أطراف الاتفاق النووي، مؤكدة أن "المسار مرضٍ وإيجابي رغم استمرار الصعوبات والخلافات".
وأكد محمود واعظي، رئيس مكتب الرئيس الإيراني، في حديث مع موقع الحكومة الإعلامي "باد" مساء الجمعة، أنّ مباحثات فيينا "تمرّ بأيام حاسمة وتعتريها صعوبات، لكننا نشاهد أجواء إيجابية، وإذا استمر الوضع على هذا المنوال فستسجل المفاوضات تقدماً".
ويأتي التفاؤل الإيراني، فيما أكد المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف الجمعة، في مقابلة تلفزيونية، أنّ موقف الولايات المتحدة من إلغاء العقوبات "ليس واضحاً".
واستبقت أطراف الاتفاق النووي اجتماع اليوم بعقد مشاورات مكثفة بينها على نحو ثنائي أو متعدد الأطراف، خلال الأيام الماضية، مع كل من الوفد الإيراني برئاسة عباس عراقجي والوفد الأميركي برئاسة روبرت مالي.
وأعلن المبعوث الروسي لمباحثات فيينا ميخائيل أوليانوف في تغريدة عبر "تويتر" عن عقد أطراف الاتفاق النووي، باستثناء إيران، "اجتماعا غير رسمي" اليوم السبت مع الوفد الأميركي، قُبيل اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
#JCPOA participants held today informal consultations with the #US delegation at the Vienna talks on full restoration of the nuclear deal (without #Iran who is still not ready to meet with US diplomats). pic.twitter.com/tTOIgO3KLY
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) May 1, 2021
ولن يكون للولايات المتحدة ممثل على الطاولة عندما يجتمع الدبلوماسيون في فيينا، لأن الرئيس السابق دونالد ترامب انسحب من جانب واحد من الاتفاق، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، في عام 2018،. كما أعاد ترامب العقوبات وشددها في محاولة لإجبار إيران على إعادة التفاوض على الاتفاقية بمزيد من التنازلات.
ومع ذلك، يريد الرئيس الأميركي جو بايدن الانضمام إلى الاتفاق مرة أخرى، ويشارك وفد أميركي في فيينا في محادثات غير مباشرة مع إيران، حيث يعمل دبلوماسيون من القوى العالمية الأخرى وسطاء.
وتدرس إدارة بايدن التراجع عن بعض أكثر عقوبات عهد ترامب صرامة، في محاولة لحمل إيران على العودة إلى الامتثال لشروط الاتفاق النووي، وفقاً لمعلومات من مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، وآخرين على دراية بالمسألة، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
إلى ذلك، عقد المبعوث الروسي لقاءات منفصلة مع كل من مالي وعراقجي. وبعد مشاورات مع رئيس الوفد الأميركي، الأربعاء الماضي، أجرى أولياونوف صباح اليوم لقاءا مع عراقجي، قالت الخارجية الإيرانية، في بيان مقتضب، إنه "كان مطولا نوعا ما".
وأعلنت الخارجية الإيرانية أن الوفدين الإيراني والروسي قاما بتنسيق المواقف بينهما مرة أخرى، مع التأكيد على "ضرورة استمرار تقارب المواقف بين البلدين" في مباحثات فيينا.
وأعلن الوفد الروسي، خلال لقائه مع الوفد الإيراني، دعم روسيا للاتفاق النووي وضرورة رفع جميع العقوبات الأميركية عن إيران.
وجاء اللقاء بين الوفدين الإيراني والروسي على وقع تسريبات مقابلة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بشأن دور روسيا "التخريبي" أثناء المفاوضات التي انتهت إلى التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015. وردت الخارجية الروسية سريعا على هذه التسريبات بالتأكيد على أنه لو لا دور موسكو أثناء المفاوضات لما كان بالإمكان التوصل إلى الاتفاق النووي.
وقال ظريف في "التسجيل المسرب" إن "روسيا كانت عازمة ألا يتم التوصل إلى الاتفاق النووي"، مضيفا أن "الروس لم يتوقعوا أن يتم الوصول إلى الاتفاق النووي، وفي الأسابيع الأخيرة من المفاوضات، عندما وجدوا أنها ستتوصل إلى نتيجة، بدأوا بتقديم مقترحات جديدة" لعرقلة الوصول إلى الاتفاق.
وأشار إلى أن روسيا وفرنسا اقترحتا إجبار إيران على الحصول على تصريح من مجلس الأمن لتمديد الاتفاق النووي كل ستة أشهر مرة واحدة، أي "أن تضطر إيران للتفاوض كل ستة أشهر مع الأعضاء الخمسة الدائمين والعشرة غير الدائمين في المجلس لتمديد الاتفاق".
وكدليل على هذا الانزعاج الروسي، أشار إلى غياب وزير الخارجية الروسي في الصورة المعروفة، التي جمعت وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتفاق النووي بعد دقائق من التوصل إليه في لوزان السويسرية.
وأوضح أن روسيا، قبل الوصول إلى الاتفاق بثلاثة أشهر وبعدما علمت باقترابه، حاولت "بكل ثقلها" عرقلته، مشيراً إلى أن لافروف حاول عشية المباحثات وقفها، وأنه أبلغ كيري ومنسقة السياسة الخارجية الأوروبية السابقة فيدريكا موغيريني بأنه سيغادر المباحثات ويعود بعد أربعة أيام.
وانطلقت المفاوضات النووية في فيينا، في 2 إبريل/ نيسان الحالي، لبحث سبل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي من خلال رفع العقوبات عن إيران، وعودة الأخيرة لالتزاماتها النووية التي أوقفتها.
وتشترط طهران رفع كامل العقوبات مرة واحدة، مع إمكانية التحقق من رفعها عملياً، قبل العودة لتعهداتها النووية.