أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجري قبل أيام، ونشرت نتائجه اليوم الجمعة، تقليص عمدة أنقرة عن المعارضة منصور ياواش الفارق بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان، في منافسة قوية بينهما في حال ترشحهما منافسين وجهاً لوجه في الانتخابات الرئاسية.
وحصل ياواش، بحسب استطلاع رأي نفذته شركة أوبتمار في الفترة 10-13 تموز/ يوليو، وشارك فيه 1726 شخصاً من عدة ولايات، على ما نسبته 39.3% من أصوات المستطلعة آراؤهم، مقترباً من أردوغان الذي حصل على 46.8% من نسبة الأصوات.
وتفوق ياواش على عمدة إسطنبول عن المعارضة والاسم المطروح بقوة لمنافسة أردوغان، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي حصل فقط على 37.8% أمام أردوغان في حال ترشحهما للرئاسة وجهاً لوجه، فيما حصل أردوغان على نسبة 48.1%.
كذلك تفوّق ياواش على زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه كمال كلجدار أوغلو، الذي حصل في حال ترشحه أمام أردوغان وجهاً لوجه على ما نسبته 30.8%، في حين حصل أردوغان على 49.2% أمامه.
ودخلت المعارضة التركية منذ أكثر من عام، مع تشكل عدة أحزاب جديدة، في مرحلة البحث عن مرشح توافقي منافس قوي للرئيس أردوغان، ويتم طرح أسماء عمدتي إسطنبول وأنقرة وزعيم حزب الشعب الجمهوري.
وتسعى المعارضة بداية لإطاحة أردوغان وتحضير البلاد للانتقال مرة ثانية إلى النظام البرلماني الذي حوّله أردوغان بدعم حلفائه إلى نظام رئاسي واسع السلطات بيده.
وعلى الرغم من حلول كلجدار أوغلو في المرتبة الثالثة من ناحية المنافسة مع أردوغان، إلا أنه احتل المرتبة الثالثة كأكثر سياسي محبوب بعد أن كان يحل في المرتبتين الخامسة والسادسة، حيث احتل أردوغان المرتبة الأولى بنسبة 39.5%، وحل ثانياً ياواش بنسبة 13.7%، ليحتل كلجدار أوغلو المرتبة الثالثة بنسبة 7.4% وتراجع إمام أوغلو للمرتبة الرابعة بنسبة 6.9%، وأرجع الاستطلاع تقدم كلجدار أوغلو إلى محاولات تحسين صورته التي بدأت قبل فترة عبر نشر فيديوهات له.
ورداً على سؤال عن "السياسي الذي تصوت له في انتخابات 2023"، جاءت النتائج على الشكل التالي، أردوغان 41.7%، ياواش 14.7%، إمام أوغلو 8.2%، كلجدار أوغلو 7.7%، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر 5.9%، ولم يحصل الرئيس السابق عبد الله غل سوى على نسبة 1.1%.
ولاحظ الاستطلاع ارتفاع نسبة المؤيدين لأردوغان إلى 41.7%، بعد أن انخفضت في مايو/ أيار إلى 36.7%، وبيّن الاستطلاع أن زيارة أردوغان لولاية دياربكر قبل أيام، ذات الغالبية الكردية، حظيت بتأييد 48.3%، واعتراض 30.4%.
وفيما يتعلق بمشاكل التي تتعلق بالبلاد، خرج استطلاع الرأي بنتيجة مفادها أن مشكلة الاقتصاد والبطالة تصاعدت لتشكل ما نسبته 51.1%، مواصلة الارتفاع خلال 3 أشهر، حيث كانت المشكلة الاقتصادية والبطالة تشكلان في إبريل/ نيسان ما نسبته 46.9%، فيما وصلت في مايو/ أيار إلى 48%.
ورغم المشكلة الاقتصادية، فإن 36.7% من المستطلعة آراؤهم يجدون أن حزب العدالة والتنمية هو القادر على حل هذه المشاكل، فيما حل حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الثانية بنسبة 23.3%.
وعلى صعيد الأحزاب حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 40.5%، والشعب الجمهوري على 24%، وحزب الحركة القومية حليف أردوغان على 10.6%، وحل الحزب الجيد في المرتبة الرابعة بـ9.9%، وحصل حزب الشعوب الديمقراطية على نسبة 8.6%، في وقت لم يلحظ فيه أي تأثير للأحزاب السياسية المشكّلة حديثاً.
وبناء على هذه النتائج، حقق التحالف الجمهوري تقدماً طفيفاً ليتجاوز حاجز 51% بعد أشهر من التراجع، حيث سعى الرئيس أردوغان للتمهيد لانتخابات الرئاسة والبرلمان المقررة في عام 2023 والاستعداد لها من الآن، في حين تضغط المعارضة منذ أشهر لانتخابات مبكرة مستفيدة من تراجع أصوات التحالف الحاكم، واستغلال تراجع الاقتصاد بسبب تبعات جائحة كورونا.