تشهد العاصمة العراقية بغداد ومحافظات النجف وذي قار ونينوى إجراءات أمنية مشددة، ضمن خطة تأمين زيارة البابا فرنسيس، المنتظر وصوله غدا الجمعة إلى العراق عبر مطار بغداد الدولي.
وأنهت السلطات العراقية التحضيرات الخاصة باستقبال البابا فرنسيس، فيما يعول المسؤولون العراقيون، الذين وصفوا الزيارة بأنها "تاريخية"، كثيراً على الحدث، لا سيما في مجال دعم جهود إعادة إعمار المدن والمناطق المدمرة بفعل الحرب على الإرهاب، وتعزيز برنامج إعادة النازحين العراقيين المسيحيين إلى مناطقهم، خاصة في مدن سهل نينوى، التي تسبب نفوذ المليشيات فيها عقب طرد تنظيم "داعش" منها بامتناع غالبية الأسر عن العودة إليها.
واليوم، الخميس، أبلغ المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، اللواء تحسين الخفاجي، "العربي الجديد"، بانتهاء كافة الاستعدادات للاستقبال، مبينا أنه "تم وضع خطط أمنية خاصة بتأمين زيارة البابا فرنسيس وتنقله بين المحافظات المختلفة، وهي خطة عراقية وتحت إشراف القيادة العراقية".
وبين الخفاجي أن "الوضع الأمني في بغداد وكافة المدن العراقية مؤمن بشكل كامل، وهي تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية، ولا توجد أي مخاوف من حصول أي خروقات أمنية أو غيرها أثناء زيارة البابا فرنسيس للعراق، أو خلال تجواله بين المحافظات العراقية والمدن".
أنهت السلطات العراقية التحضيرات الخاصة باستقبال البابا فرنسيس، فيما يعول المسؤولون العراقيون، الذين وصفوا الزيارة بأنها "تاريخية"، كثيراً على الحدث، لا سيما في مجال دعم جهود إعادة إعمار المدن والمناطق المدمرة بفعل الحرب على الإرهاب، وتعزيز برنامج إعادة النازحين العراقيين المسيحيين إلى مناطقهم
وأمس، الأربعاء، نشر الموقع الرسمي للفاتيكان رسالة باللغة العربية للبابا فرنسيس، أكد فيها حصول الزيارة بقوله: "أخيرًا سأكون بينكم، أتوق إلى لقائكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة القديمة والرائعة. آتي كحاج تائب لأطلب من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب، ولأطلب من الله العزاء للقلوب والشفاء للجراح. وأصل بينكم كحاج سلام لأكرر: (أَنتُم جَميعاً إِخوة). نعم، آتي كحاج سلام يبحث عن الأخوَّة، وتحرِّكه الرغبة في الصلاة معًا والسير معًا، وكذلك مع الإخوة والأخوات من التقاليد الدينية الأخرى، في علامة الأب إبراهيم، الذي يوحد في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين".
إلى ذلك، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الأمن أنهت الخطة الأمنية الخاصة بتأمين زيارة البابا فرنسيس، وتم خلال الفترة الماضية تنفيذ عدة ممارسات محاكاة أمنية في بغداد وباقي المحافظات، التي ينوي البابا زيارتها".
وبين أن "قطعات من جهاز مكافحة الإرهاب وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، وكذلك قوة من الفوج الرئاسي، وجهاز المخابرات العراقي، هي الجهات المكلفة بتأمين زيارة البابا فرنسيس، وهناك قوات من هذه الأجهزة وصلت إلى ذي قار والنجف ونينوى، من أجل الانتشار ومسك الملف الأمني لحين انتهاء الزيارة"، مؤكدا على أن "الأوضاع الأمنية مثالية، وكذلك تم الإعداد لبرنامج زيارة مميز".
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عبد الخالق العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الاجراءات الأمنية المشددة في بغداد وباقي المدن العراقية تأتي ضمن خطة تأمين زيارة البابا فرنسيس، فهذه الزيارة يجب أن تؤمن بالشكل الصحيح، دون أي خروقات".
وبين العزاوي أن "أي خرق قد يحصل خلال زيارة البابا فرنسيس سوف يشكل انهيارا كاملا لسمعة العراق وهيبة الدولة العراقية، وسوف يؤثر على علاقات بغداد الدولية، خصوصاً سيعطي رسالة أن العراق غير آمن لأي زيارة دولية".
وأضاف أن "القوات الأمنية وضعت خططا أمنية محكمة مدروسة، وهي تعمل على تنفيذها منذ أيام، ولهذا نعتقد أن الزيارة ستكون ناجحة ومهمة وخالية من أي خروقات أمنية، خصوصاً أن فرض حظر التجول الشامل سيكون داعما لهذه الخطة ونجاحها".
وأعلن الفاتيكان، في وقت سابق، أن البابا فرنسيس سيزور العراق في مطلع مارس/ آذار، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كورونا، وستشمل العاصمة بغداد، والموصل، ومدينة أور الأثرية، مسقط رأس النبي إبراهيم، إضافة إلى منطقة سهل نينوى، الذي تعرّض سكانه إلى سلسلة من الجرائم على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، في حين يهدد استقرار مناطقهم حاليا تغول المليشيات المسلحة.