قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، إن قوات الأمن السودانية تستخدم قوة مفرطة بحق المتظاهرين ضد الانقلاب في السودان، مؤكدا على حق السودانيين بالتظاهر السلمي.
وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال دوجاريك "ما رأيناه هو استخدام مفرط للقوة من قبل قوات الأمن في الخرطوم ضد المتظاهرين. كان هناك استيلاء عسكري على الحكم. الناس يتظاهرون. لديهم الحق في التظاهر السلمي، وقد شهدنا مرة أخرى استخدام [القوة] المفرطة ومرة أخرى هناك جرحى والناس يقتلون".
وحول ما إذا كانت المظاهرات سلمية في غالبيتها، على عكس ادعاءات قوات الأمن، قال "طبعا نحن (الأمم المتحدة) لسنا في كل زاوية وفي كل شارع بالخرطوم. ولكن ما رأيناه أن الغالبية العظمى من الناس يتظاهرون بشكل سلمي. علي أن أضيف أنه يجب أن لا تتم مهاجمة أفراد قوات الأمن، لكن ما رأيناه هو أن الغالبية العظمى من المظاهرات سلمية".
وحول تصريحات لمسؤولين في عسكريين في السودان تدعي مقتل أو جرح العشرات من أفراد الشرطة، قال إنه لا يمكن للأمم المتحدة التأكد من تلك الأرقام وصحتها.
وكان دوجاريك قد استهل المؤتمر الصحافي بالحديث عن آخر التطورات الميدانية في السودان، وقال "في أعقاب الانقلاب العسكري الأخير، وموجة الاحتجاجات (التي تلته) في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، رأينا مجددا أن سلطات الأمر الواقع تستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين، آخرها يوم أمس (17 نوفمبر/ تشرين الثاني)، مما أدى إلى مقتل 15 شخصًا"، وأشار إلى أن هذا يرفع عدد القتلى من المتظاهرين المدنيين السلميين إلى 37 منذ بداية الاحتجاجات.
ومن جهتها أدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، مقتل ما لا يقل عن 39 مدنيا في السودان وجرح العشرات على يد قوات الشرطة والأمن منذ الانقلاب العسكري.
وذكرت في بيان صادر عن مكتبها في هذا السياق "من المخزي استخدام الرصاص الحي مجددا ضد المتظاهرين بعد كل المناشدات الدولية المتكررة للسلطات العسكرية والأمنية بالامتناع عن استخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة وغير الضرورية ضد المتظاهرين". ووصفت ما قامت به قوات الأمن السودانية ضد المحتجين بأنه "يهدف إلى خنق أي تعبير عن المعارضة العلنية ويرقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".