قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الثلاثاء، إنّه "من غير المقبول" أن ترفض الحكومة الإسرائيلية حل الدولتين في فلسطين، محذراً من أنّ هذه الخطوة "ستحمّس المتطرفين من كل مكان".
وفي اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الأحداث في الشرق الأوسط، قال غوتيريس إنّ "الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي". ولطالما أيّد المجلس المؤلف من 15 عضواً تصور حل الدولتين.
ومع احتدام الحرب على غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إنّ إسرائيل تحتاج إلى سيطرة أمنية على جميع الأراضي غرب نهر الأردن، وهو ما يغطي الأراضي الفلسطينية، مضيفاً أن "ذلك يتعارض مع مبدأ السيادة لكن ما الذي نستطيع القيام به".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، أنّ "قطاع غزة بأكمله يعاني من الدمار على نطاق وسرعة لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث (...) لا يوجد ما يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وفي خطاب له أمام مجلس الأمن، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، نتنياهو بأنه "يحركه هدف واحد، وهو بقاؤه السياسي على حساب بقاء ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وعلى حساب سلام وأمن الجميع".
ومع أن المالكي قد قال إنّ الوقت حان لـ"انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة"، إلا أن مثل هذا التحرك يتطلب أن يقدم مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً، والذي تتمتع فيه الولايات المتحدة حليفة إسرائيل بحق النقض (فيتو)، توصية إلى الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً.
وأكد المالكي أنه "ينبغي على إسرائيل ألا تعيش بعد الآن في الوهم بأن هناك طريقاً ثالثاً يمكنها من خلاله اختيار استمرار الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري، ويجب عليها تحقيق السلام والأمن الإقليميين بطريقة أو بأخرى".
وفي رده على المالكي، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، إنه إذا سلمّت حماس المسؤولين عن ما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأطلقت سراح جميع المحتجزين، فإن "هذه الحرب ستنتهي على الفور".
وبالإضافة إلى ذلك، ركّز بيان أردان في مجلس الأمن على إيران، وانتقد وجود وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وقال أردان: "كم هو سخيف أن وزير خارجية الدولة الأولى الراعية للإرهاب، التي تطمح إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، موجود هنا"، على حد تعبيره، متسائلاً: "هل يمكنك أن تتخيل وزير خارجية هتلر يشارك في نقاش جدي حول كيفية الدفاع عن اليهود أثناء المحرقة؟"
من جهته، أوضح عبد اللهيان للمجلس أن "وقف الإبادة الجماعية في غزة هو المفتاح الرئيسي لاستعادة الأمن في المنطقة، وأن قتل المدنيين في غزة والضفة الغربية لا يمكن أن يستمر حتى يتم ما يسمى بالتدمير الكامل لحماس، لأن ذلك الوقت لن يأتي أبداً".
(رويترز)