أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن عدد القتلى جراء الاشتباكات القبلية التي وقعت الأسبوع الماضي في إقليم دارفور بالسودان بلغ 125 على الأقل.
اندلعت أعمال العنف الأحدث في المنطقة التي مزقتها الحرب في أعقاب نزاع على أراض بين قبائل عربية وأفريقية في بلدة كلبس بولاية غرب دارفور، حيث هاجمت مليشيات عربية قرى عدة في المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن القتلى بينهم أكثر من 100 من قبيلة القمر الأفريقية و25 عربيا، مضيفا أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة أكثر من 130 آخرين، معظمهم من الأفارقة.
كما ذكر أن 25 قرية على الأقل في منطقة كلبس تعرضت للهجوم والنهب والحرق، وأن ما لا يقل عن 50 ألف شخص أجبروا على الفرار من ديارهم في غرب دارفور وولاية شمال دارفور المجاورة، التي انتقلت إليها الاشتباكات.
SUDAN: Conflict in Kulbus locality, West Darfur. Flash Update 01 (14 June 2022)
— UN OCHA Sudan (@UNOCHA_Sudan) June 14, 2022
Conflict in Kulbus locality has displaced about 50,000 people within Kulbus, into neighbouring localities, and into North Darfur.
Read more in the flash update 01: https://t.co/4FxfArwI0U pic.twitter.com/ukQiQ5S9z6
وأكد أحد زعماء قبيلة القمر، إبراهيم هاشم، لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف، أن الأوضاع في كل قرى كلبس متوترة.
وقال "ينتشر المسلحون حول قرى القمر في كل مكان والأوضاع متوترة، وفقد بعض المواطنين من القمر بينما كانوا ينتقلون مساء أمس من قرية الى أخرى ولا يعرف مصيرهم حتى الآن".
وأشار هاشم الى أن الحكومة أرسلت قوات إلى المنطقة أغلبها من قوات الدعم السريع التي أنشأها الرئيس السوداني المعزول عمر البشير وتتألف في معظمها من القبائل العربية في دارفور. وشاركت في المعارك ضد حركات التمرد التي حملت السلاح ضد حكومة البشير في 2003 والتي استمرت سنوات.
القتال هو أحدث موجة عنف قبلية في دارفور، في الوقت الذي لا يزال فيه السودان غارقا في أزمة أوسع بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر/ تشرين الأول الذي عرقل انتقال السودان إلى الديمقراطية بعد انتفاضة شعبية أطاحت البشير في إبريل/ نيسان 2019.
وقال هاشم إن "القتال ما زال مستمرًا"، مشيراً إلى أن الاشتباكات سببها النزاع حول ملكية أراض، قائلا "قناعتي بأن هذا القتال الذي يدور على نطاق واسع جدا، الغرض منه إزاحة القمر من أراضيهم".
بدأ الصراع في دارفور عام 2003 عندما تمرد الأفارقة واتهموا الحكومة التي يهيمن عليها العرب في العاصمة الخرطوم بالتمييز.
واتُهمت حكومة البشير بالانتقام بتسليح قبائل عربية بدوية محلية وإطلاق مليشيات تعرف باسم الجنجويد على المدنيين هناك، وهي تهمة نفتها الحكومة السودانية.
منذ أكثر من عقد وجهت المحكمة الجنائية الدولية إلى البشير، المسجون في الخرطوم منذ إطاحته في 2019، تهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
(أسوشييتد برس، فرانس برس)