انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، من بلدة قراوة بني حسان التابعة لمحافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد تفجيرها منزل عائلة الأسير يحيى مرعي وهدمها منزل عائلة الأسير يوسف عاصي، المتهمين بتنفيذ عملية إطلاق نار قُتل فيها مستوطن قبل ثلاثة أشهر، بينما استأنف المستوطنون اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى.
وقال رئيس بلدية قراوة بني حسان، إبراهيم عاصي، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الاحتلال هدمت بالجرافات منزل عائلة الأسير يوسف عاصي، وزرعت المتفجرات بمنزل عائلة الأسير يحيى مرعي، ثم فجرت المنزل صباح اليوم، كما أخلت محيط المنزلين من السكان بالتزامن مع عملية التفجير والهدم، وبعدها انسحبت من البلدة.
ووفق عاصي، فقد اندلعت مواجهات في أكثر من منطقة ببلدة قراوة بني حسان، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وإصابة أربعة آخرين بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتمت معالجة المصابين ميدانياً.
ويتهم الاحتلال الإسرائيلي الشابين بالوقوف وراء تنفيذ عملية مقتل حارس مستوطنة "أرئيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين في بلدات وقرى سلفيت، وذلك في 30 إبريل/نيسان الماضي.
وقال الناشط أمجد ريان، لـ"العربي الجديد"، إنّ عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت البلدة من عدة محاور، وأغلقت مداخلها، وفرضت طوقاً أمنياً على الحي الذي يتواجد به كل منزل، وأجبرت سكان عدد من البيوت المجاورة على إخلائها، كما انتشر القناصة على أسطحها.
لحظة تفجير الاحتلال لمنزل الأسير يحيى مرعي في قرية قراوة بني حسان في #سلفيت pic.twitter.com/89sBjgrKMt
— Ahmad Jaradat (@JaradatAhmad1) July 26, 2022
وأشار إلى أنّ مواجهات عنيفة دارت بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث رشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة وأغلقوا الطرق الفرعية لعرقلة تقدمها، فيما أطلق جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق، عولجوا ميدانياً.
ونحو الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بدأت عملية هدم الجدران الداخلية للمنزلين، تمهيداً لزرع القنابل وتفجيرها، كما جرى مع عشرات المنازل أخيراً في الضفة الغربية المحتلة.
وفي 2 مايو/أيار الماضي، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مسؤوليتها عن عملية سلفيت، وأنّ الشابين عاصي ومرعي من أفرادها بالضفة، ما اعتبر بمثابة تدشين مرحلة جديدة من مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية.
وذكرت "كتائب القسام" أنّ عملية سلفيت "تأتي ضمن سلسلة من عمليات الرد على تدنيس الأقصى والعدوان عليه، ولن تكون الأخيرة"، واصفة إياها بأنها "عملية نوعية أربكت منظومات العدو".
في سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، صباح اليوم الثلاثاء، الشابين ليث الأطرش، وجاد معالي، من مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم جنوبي الضفة، إثر عدة محاولات لاعتقالهما دامت لأشهر، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" منسق فصائل العمل الوطني بمحافظة بيت لحم محمد الجعفري. وأشار الجعفري إلى أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في مخيم الدهيشة، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، عولجت ميدانياً.
واعتقلت قوات الاحتلال كذلك، الشابين علاء أبو سمور، وحسن طقاطقة من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم، كما فتشت عدة منازل بأماكن مختلفة من بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتى خليل كفاح ثوابتة (16 عاماً) خلال تواجده الليلة الماضية، عند المدخل الغربي لبلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم، والشاب يزن ضراغمة من قرية اللبن الشرقية جنوبي نابلس شمالي الضفة أثناء تواجده بمركبة على مدخل القرية.
إلى ذلك، أُصيب عدة شبان فلسطينيين، اليوم الثلاثاء، بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي قرية بيت دقو وبلدة بدو شمال غربي القدس، تخلله اعتقال 6 شبان.
واستأنف المستوطنون اقتحاماتهم منذ الصباح لباحات المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال الخاصة التي حظرت على الحراس الاقتراب من المسالك التي سلكها المستوطنون المقتحمون.
ودعت جماعات "الهيكل" المزعوم المتطرفة إلى تنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، مطلع أغسطس/آب المقبل، في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وهي مناسبة تشهد كل عام مشاركة المئات من المستوطنين في إحيائها بالاقتحامات والمسيرات العنيفة والصاخبة داخل البلدة القديمة من القدس وعلى أبواب المسجد.
من جانب آخر، أصيب مسن في التاسعة والستين من عمره، صباح اليوم، برضوض مختلفة في أنحاء جسمه بعد تعرضه للضرب والدفع من قبل عناصر في شرطة الاحتلال الخاصة المسماة "ياسام" خلال اقتحامها حي سعود في بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى.
وأفاد شهود عيان "العربي الجديد" بأنّ عناصر شرطة الاحتلال منعوا أفراد عائلته من مساعدته قبل أن تغادر القوة المقتحمة الحي، فيما نقل المصاب إلى مركز صحي للمعالجة.
من ناحية أخرى، واصلت قوات الاحتلال اليوم اقتحامها لمخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة في سياق حملة مستمرة منذ عدة أيام لإرغام الأهالي هناك على دفع ضرائب عن محالهم وعن بيوتهم، علماً بأن المخيم يخضع لإشراف وإدارة وكالة الغوث الدولية.
وأفاد فلسطينيون في المخيم "العربي الجديد" بأنّ جنود الاحتلال اعتدوا خلال مداهمتهم اليوم على شابين قبل اعتقالهما، كما أزالوا بسطات لباعة متجولين، وسلموا مزيداً من الاستدعاءات للتحقيق لآخرين في مركز شرطة الاحتلال في مستوطنة "نيفي يعقوب".
من جانب آخر، اعتدى مستوطنون، اليوم الثلاثاء، على مزارعين ورعاة الماشية في خربة اقويويص بـمسافر يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة، بعد مهاجمتهم بالهراوات وشتمهم بألفاظ نابية، ليقوموا بعدها برعي ماشيتهم في محاصيل القمح والشعير وأشتال الزيتون، ما تسبب بتخريب المحاصيل، وتكسير أشتال الزيتون.
في شأن آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقهى على مفترق بلدة يعبد جنوب غربي جنين، عند المدخل الشرقي الرئيسي للبلدة، بحجة عدم الترخيص، حيث يعود المقهى للفلسطيني محمد عطاطرة، علماً بأنّ قوات الاحتلال هدمت المقهى للمرة الرابعة.