حاول المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ران كوخاف، في إحاطة صحافية حضرتها مختلف وسائل الإعلام العبرية، صباح اليوم الإثنين، التنصل من مسؤولية جيش الاحتلال عن استشهاد 15 فلسطينياً بغارات مختلفة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، زاعماً أن هؤلاء قتلوا بفعل صواريخ أطلقتها المقاومة، لكنها سقطت داخل أراضي غزة.
ووفقاً لما أورده موقع هيئة البث الإسرائيلية العامة، فقد ادعى كوخاف "أننا ندرك أننا أصبنا خلال العمليات مدنيين غير متورطين، بينهم أطفال قتلوا بفعل تفجيرات ثانوية، هذه الأحداث سيتم فحصها وسنعرف خلال الساعات أو الأيام المقبلة أين عملنا بشكل سليم".
وأردف: "نحن نعرف أن هناك على ما يبدو 35 فلسطينياً قد قتلوا من نيران الجيش الإسرائيلي، منهم 11 مدنياً غير متورطين". واستطرد زاعماً بأن "15 فلسطينياً آخرين قتلوا بفعل فشل في إطلاق صواريخ فلسطينية".
وحاول المراوغة والتهرب من مسؤولية الجيش عن ارتكاب مجزرة مروعة، السبت، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والتي ذهب ضحيتها 9 شهداء، 5 منهم أطفال، قائلاً: "من المحتمل أن يكون مدنيون قد قتلوا أيضاً في قصف موقع في جباليا، وهذا الحدث يجري التحقيق فيه الآن".
وتشير تصريحات المتحدث بلسان جيش الاحتلال هذه إلى محاولة الاحتلال التنصل من مسؤوليته عن قتل شهداء من الأطفال والنساء خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي ابتدأه الاحتلال بعد ظهر الجمعة، باغتيال قائد اللواء الشمالي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تيسير الجعبري.
واستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما يقارب 66 ساعة قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة 2.30 بتوقيت القدس ليل أمس الأحد، بوساطة مصرية وجهود قطرية وأردنية، وفق ما كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الإثنين، في سياق ترحيبه بالتهدئة ودعوته للتحقيق في ظروف قتل مدنيين فلسطينيين، وإن كان أنه ربط ذلك بأن بالتحقيق "في الوقت المناسب"، دون أن يوضح المعنى المقصود من ذلك.
وادعى المتحدث بلسان الجيش، في إحاطته للمراسلين الإسرائيليين، أن المقاومة الفلسطينية أطلقت خلال العدوان على غزة 1100 صاروخ، سقطت منها 200 صاروخ في قطاع غزة.
في المقابل، اجتازت 900 صاروخ السياج الحدودي مع إسرائيل، لكن القبة الحديدية سجلت، بحسب زعم المتحدث العسكري، إنجازاً ونجاحاً بنسبة 96% من عمليات اعتراض الصواريخ المذكورة.
وكرر كوخاف الادعاء بأن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بفعل إخفاق الجهاد الإسلامي في عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه دولة الاحتلال أكثر من الذين استشهدوا بنيران الجيش الإسرائيلي.
بموازاة ذلك، نقلت الإذاعة العبرية تصريحات للوزيرين في حكومة الاحتلال، هما وزير العدل غدعون ساعر، ووزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، جاء فيها أن إسرائيل "لم تستجب لأي من شروط الجهاد الإسلامي ولم تتعهد بالإفراج عن القيادي في الجهاد الإسلامي بسام السعدي، أو الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة".
ووفقاً للإذاعة، فإن مصادر سياسية في حكومة الاحتلال أشارت إلى أن "حماس" ساهمت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لكنها لم تسعَ لمنع التصعيد من قبل الجهاد.
ويحاول الاحتلال الادعاء بأن العدوان أطلق بفعل تحذيرات استخباراتية من نية خلايا للجهاد الإسلامي تنفيذ عملية استهداف لمركبات إسرائيلية على امتداد السياج الحدودي، بصواريخ مضادة للمدرعات، خلال الأيام الأربعة التي تلت اعتقال القيادي في الجهاد الإسلامي، بسام السعدي، يوم الإثنين الماضي.