الاحتلال يواصل التصعيد في الضفة الغربية: عشرات المعتقلين واشتباكات في نابلس وجنين

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس والليلة الماضية، 38 فلسطينيا من مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بينهم أسرى محررون وجريح، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وتلك القوات.

وأكدت "كتيبة نابلس" التابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، في بيان صحافي، أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال الخاصة والتعزيزات العسكرية في حي الياسمينة والبلدة القديمة من نابلس بوابل كثيف من الرصاص.

وفي جنين، أكدت "مجموعات قباطية" التابعة لـ"سرايا القدس"، في بيان صحافي، أن مقاتليها استهدفوا بالرصاص والعبوات المتفجرة آليات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.

إلى ذلك، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح بأعقاب البنادق على أحد الشبان خلال اعتقال والده في بلدة قباطية، فيما اندلعت مواجهات أسفرت عن وقوع عدة إصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وخلال اقتحام البلدة، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، كما اعتقلت فلسطينيين من قرية الغرفة، غرب جنين، ومن مخيم جنين، يوم أمس، أثناء مرورهما على حاجزين عسكريين.

تقارير عربية

التحديثات الحية

المجتمع الفلسطيني في الداخل ينزف وقضية "الشاباك" تطل من جديد

واعتقلت قوات الاحتلال الجريح عكرمة الخماش من مدينة نابلس، إضافة إلى اعتقال شاب من بلدة عقربا، جنوب نابلس، قبل أن تفرج عنه لاحقًا. كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، الشاب زاهر أبو عياش من مخيم بلاطة شرق نابلس شمال الضفة، أثناء مروره عبر حاجز عسكري طيار بالقرب من قرية النبي إلياس شرق قلقيلية شمال الضفة. واعتقلت اثنين آخرين من مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا.

كما اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينيا من مخيم الفوار، جنوب الخليل، إضافة إلى الأسيرين المحررين مثنى القواسمي وسفيان جمجوم من مدينة الخليل، وأربعة من مدينة طولكرم واثنين آخرين من بلدة عزون، شرق قلقيلية.

وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، الشاب خضر بعراني من بلدة عناتا شرق القدس المحتلة. إضافة إلى ذلك، اعتقلت شابين من بلدة بدو ومخيم شعفاط، وثلاثة آخرين من مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة، بينما كانت قد اعتقلت الليلة الماضية حارس المسجد الأقصى عبد الرحمن السعو، عقب اعتراضه على إغلاق شرطة الاحتلال باب المجلس، أحد أبواب المسجد.

من جانب اخر، أغلق مستوطنون مسلحون، مساء اليوم الخميس، مداخل عدد من القرى والبلدات، ومخيم الفوار في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ونظموا مسيرات استفزازية رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية، ورددوا هتافات عنصرية معادية للعرب.

مستوطنون يقتحمون الأقصى

إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقّوا شروحات عن الهيكل المزعوم، كما أدّوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة مصلى قبة الصخرة.

الاحتلال يقرر هدم منزل عائلة الطفل المقدسي محمد الزلباني

وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قدمت لائحة اتهام ضد الطفل الزلباني تضمنت "القتل العمد بظروف مشددة".

ومنذ اعتقاله، قررت قوات الاحتلال نقل الطفل الزلباني من سجن المسكوبية إلى معهد داخلي في يركا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وإلغاء تعريفه كمعتقل لأنه أقل من 14 عاماً.

على صعيد منفصل، أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، المقدسي أيمن دبش على هدم منزله ذاتيا في قرية صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص، حيث اضطر لهدم المنزل تجنبا للغرامة المالية في حال هدمته آليات الاحتلال.

بلدية الاحتلال تستأنف هدم قاعة أفراح في العيسوية

في شأن آخر، استأنفت بلدية الاحتلال في القدس، بحماية من قوات الاحتلال، منذ الصباح، هدم ما تبقى من قاعة السلام للأفراح، والتي كانت قد هدمت الجزء الأكبر منها في السادس عشر من شهر أغسطس/آب من العام المنصرم، علما أنها قاعة الأفراح الوحيدة في بلدة العيسوية بالقدس.

والقاعة مقامة منذ نحو عشر سنوات، على مساحة دونم وثلاثمئة متر مربع، بكلفة أربعة ملايين شيكل، وتعتاش منها خمس عائلات مكونة من نحو أربعين فردًا.

📹 متابعة صفا| بلدية الاحتلال تهدم ما تبقى من قاعة السلام في قرية العيسوية بالقدس المحتلة التي هدمتها قبل عام pic.twitter.com/xmWcFRmo81

— وكالة صفا (@SafaPs) August 24, 2023

يذكر أن قاعة السلام للأفراح كانت قد تعرضت للحرق بفعل قنابل الصوت والغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال مسيرة الأعلام التهويدية في التاسع والعشرين من مايو/ أيار من العام الماضي.

عباس: لن نسمح بتمرير مخططات الاحتلال

سياسياً، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "إن الجانب الفلسطيني لن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتكريس الاحتلال وديمومته عبر تطبيق خطط الضم والتوسع العنصري، وتطبيق نظام الأبارتهايد، وجرّ الأوضاع إلى مربع العنف والتصعيد للتهرب من الالتزامات الواجبة عليه".

وأكد عباس في كلمته خلال ترؤسه، مساء اليوم الخميس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أعمال الدورة الحادية عشرة للمجلس الثوري لحركة "فتح"، أن "هناك تعاطفاً كبيرًا مع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة باعتبارها قضية حق وعدل وحرية، لذلك يجب تكثيف الجهود الفلسطينية لنشر الرواية الفلسطينية القادرة على إبراز نضال الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال، مع التشديد على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية".

وأشاد الرئيس عباس بـ"المقاومة الشعبية السلمية"، مؤكداً أنها "تحقق أهدافها المرجوة منها، ولكن هي بحاجة لتضافر الجهود من أجل كشف الوجه الحقيقي للاحتلال أمام العالم، وأن الشعب الفلسطيني يستحق حريته واستقلاله كباقي شعوب العالم الحر".

وفي ما يتعلق بالأوضاع الداخلية، أكد عباس "وجود خطة موضوعة لتقوية الجبهة الفلسطينية الداخلية عبر إعطاء الفرص لضخ دماء جديدة لأخذ دورها في مسيرة البناء والتطوير، مثمناً "الدور الكبير الذي قام به المناضلون الفلسطينيون في المواقع التي استلموها وعلى المستويات كافة".

وفي ملف المصالحة، شدد الرئيس عباس على أهمية انعقاد مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في جمهورية مصر العربية "كخطة جادة ومهمة على طريق تحقيق وحدة الشعب والأرض الفلسطينية، في مواجهة التحديات الخطيرة التي تمر بها فلسطين والعالم أجمع"، مشيرًا إلى أن "هناك خطوات لاحقة سيتم عملها لاستكمال ما جرى في مدينة العلمين المصرية".