مسعود بزشكيان يكشف لـ"العربي الجديد" ملامح سياساته قبيل ترشحه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

31 مايو 2024
مسعود بزشكيان في طهران أثناء إعلان ترشحه بالانتخابات السابقة، 15/5/2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسعود بزشكيان، البرلماني الإيراني والقيادي الإصلاحي، يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة، مستجيبًا لطلبات الأوساط الإصلاحية والشعبية، ويؤكد على أهمية مشاركة جميع التيارات السياسية.
- يظل بزشكيان متفائلًا رغم رفض مجلس صيانة الدستور لأهليته في مناسبات سابقة، مشددًا على ضرورة فتح المجال لجميع التوجهات السياسية لضمان مشاركة شعبية فاعلة ويعكس تاريخه السياسي خبرته وتأثيره.
- يركز بزشكيان على تحسين السياسة الخارجية لإيران وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية والعالم، مستثنيًا إسرائيل، ويؤكد على أهمية معالجة المشكلات الداخلية من خلال الوحدة والتلاحم والمشاركة الشعبية.

قال البرلماني الإيراني البارز مسعود بزشكيان، في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنه سيتوجه غداً السبت إلى مقر وزارة الداخلية الإيرانية لتسجيل ترشحه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة، إثر وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطّم مروحيته في الـ19 من الشهر الجاري. وأوضح بزشكيان (70 عاماً) القيادي في التيار الإصلاحي أنه قرر التنافس على المنصب الرئاسي لإدراكه ضرورة الترشح في هذه الظروف، واستجابة منه لطلب أوساط إصلاحية وشعبية ونخبوية، وكذلك لتحقيق مشاركة شعبية أكثر من خلال حضور مختلف التيارات والقوى السياسية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وفي معرض ردّه بخصوص توقعاته بنيل ثقة مجلس صيانة الدستور الإيراني ليكون ضمن قائمة المرشحين النهائيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، قال بزشكيان: "لا يهمني ذلك، وما يهمني هو أداء المسؤولية والرسالة الملقاة على عاتقي". وكان قد كشف في تصريحات إعلامية بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس/ آذار الماضي أن المجلس رفض أهليته لخوض الانتخابات، بدعوى "عدم التزامه العملي بنظام الحكم"، غير أنه أكد أن المرشد الإيراني علي خامنئي تدخل وأوصى بالمصادقة على أهليته.

وانضم بزشكيان في الحكومة الثانية للرئيس الأسبق محمد خاتمي عام 2001 وزيراً للصحة. كذلك ظفر بزشكيان، عام 2016، بمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في المنصب حتى عام 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية الـ11 في البلاد.

وهذه ليست المرة الأولى التي يترشح فيها بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فقد ترشح عام 2013، لكنه انسحب من السباق الرئاسي، كما أنه ترشح لانتخابات 2021 الرئاسية، لكن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته. وفي هذا الصدد دعا السياسي الإيراني، في حديثه مع "العربي الجديد"، المجلس إلى فتح المجال أمام ترشح ممثلين عن جميع القوى والتوجهات السياسية في إيران، قائلاً إن المجلس إذا أراد فعلاً مشاركة شعبية فاعلة في الانتخابات والعمل وفق توصيات خامنئي لتحقيق ذلك فـ"الحل ليس عبر إقصاء الآخرين" من توجهات وأطياف سياسية أخرى.

آمال التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

يرى بزشكيان أنّ ما سيُعزز ويثبّت النظام الإيراني هو حضور مرشحين من جميع الأطياف السياسية، معتبراً أن الابتعاد عن المشهد السياسي لن يحل مشكلات البلاد. ووفق رأيه، فإنّ تحقيق مشاركة أفضل في هذه الدورة الانتخابية يتوقف على سلوك مجلس صيانة الدستور في مسألة الترشيحات، وهوية المرشحين المسموح لهم بخوض غمار السباق الرئاسي، ما إذا كانوا ممثلين عن جميع التيارات السياسية أو محسوبين على تيار بعينه. واعتبر النائب الإيراني أن وجود ممثلين عن مختلف التيارات والتوجهات السياسية سيجلب جماهيرها إلى صناديق الاقتراع، لكن السماح لتيار خاص بالترشح سيجذب أنصاره فقط.

السياسة الخارجية

وعن برنامجه وأولوياته في السياسة الخارجية، قال بزشكيان لـ"العربي الجديد" إنه بحسب ما حدده المرشد الإيراني الأعلى، فسياسته الخارجية هي التواصل مع العالم كله على أساس "مبادئ العزة والحكمة والمصلحة، باستثناء إسرائيل"، مضيفاً أنه "إذا ما أردنا العمل وفق هذه السياسة فيجب أن يكون سلوكنا مناسباً مع الجميع، وأن ننسج علاقة جيدة مع الجميع على أساس العزة والمصلحة". وأردف بزشكيان أنه "كلما قمنا بتحسين العلاقات الخارجية نكون قد اقتربنا من تلك السياسة، لكن كلما زادت التوترات نكون قد ابتعدنا عنها، ويزداد الوضع سوءاً"، قائلاً إن أولويته هي الأخوة والانسجام مع الدول العربية والإسلامية والوصول إلى لغة مشتركة معها وثم مع بقية دول العالم.

وعن نظرته إلى إقامة علاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال القيادي الإصلاحي الإيراني إنه يمكن التنسيق بشأن ذلك مع المرشد الإيراني الذي أكد أنه هو الذي سيقرّر بشكل نهائي حول العلاقات مع أميركا والسياسة الخارجية، مشيراً إلى أن المرشد نفسه سبق أن أكد أن إيران يمكنها الحديث مع العالم كله على أساس المبادئ الثلاثة المذكورة (العزة والحكمة والمصلحة).

وبشأن رفع العقوبات الذي يستدعي إحياء الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق آخر بشأنه، قال بزشكيان إن "الحكومة الحالية هي نفسها أيضاً تبحث عن إبرام اتفاق، فهناك أنباء يعلنون عنها أحياناً وأخرى لا يعلنون عنها"، مؤكداً: "في نهاية المطاف لا يمكننا أن نتواجه مع العالم بأسره، فعلينا أن نتعامل معه من بوابة السلام والتصالح، ويمكن المضي قدماً وفق المصلحة بحيث لا يضر ذلك بعزتنا، ويفترض أن تكون لنا علاقات مع كل العالم، لكن مع مراعاة ألا يفضي ذلك إلى المذلة".

مشكلات إيران الداخلية

أما بخصوص المشكلات الداخلية التي تواجهها إيران والاحتجاجات التي مرت بها خلال السنوات الأخيرة، فقال مسعود بزشكيان إنه سيتابع تحقيق الوحدة والتلاحم والانسجام على الصعيد الداخلي، وإشراك الجميع في الحكم والاقتصاد، مؤكداً أن "الصوت الواحد لن يحقق ذلك"، ومستشهداً بتصريحات سابقة للمرشد الإيراني بشأن ضرورة إشراك المواطنين في الاقتصاد والإنتاج والاستثمار.

وعن موقفه من قضايا مثيرة للجدل في الداخل الإيراني، مثل مسألة الحجاب، أكد بزشكيان أن نتائج تقييم الواقع بسبب التدخلات الحكومية في هذا الشأن لا تشير إلى أنها انتهت إلى تحسين الوضع، بل ساهمت في المزيد من التعقيد وزاد سوءاً، داعياً إلى تقييم نتائج التدخلات الحكومية والعمل وفق ذلك.

المساهمون