وصل البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد إلى مدينة الموصل، في يومه الثالث من زيارته للعراق، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ووصل البابا فرنسيس إلى كنيسة "حوش البيعة" في مدينة الموصل، التي تعرضت للتدمير خلال الحرب مع تنظيم "داعش" الإرهابي، وأدى الصلاة في الكنيسة، ومن ثم ألقى في باحتها كلمة، وسط حشد للعشرات من سكان الموصل المسيحيين، أثنى فيها على التعاون الكبير الذي وجده في زيارته للعراق، معتبراً أن "التناقص في أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط ضرر جسيم".
ودعا المسيحيين إلى "العودة إلى الموصل"، مؤكداً بقوله: "نرفع صلاتنا ترحماً على ضحايا الإرهاب". واعتبر أن ملامح الحرب واضحة على الموصل، في إشارة إلى الدمار الذي حلّ بها جراء اجتياح تنظيم "داعش" لها منتصف عام 2014، وما تلاها من معارك وعمليات عسكرية لطرده منها.
وانتقل البابا فرنسيس عقب ذلك إلى كنيسة "الطاهرة الكبرى" في بلدة قرقوش ضمن سهل نينوى، شرقي الموصل، وكان في استقباله المئات من أهالي البلدة التي لا تزال تشهد عمليات تعمير خجولة من جراء الدمار الذي تعرضت له بفعل الحرب، وخلال وجوده في كنيسة الطاهرة وسط المدينة، استمع لشهادات مواطنين عن جرائم تعرضوا لها خلال احتلال تنظيم "داعش" المدينة.
وألقى البابا خطاباً داخل الكنيسة، شكر فيه مواطني قرقوش لإلقاء شهاداتهم المؤلمة، مستذكراً ما فعله الدمار في قرقوش، وقال: "هذا الوقت ليس لترميم المباني فقط، بل لترميم الروابط بين الجميع"، مؤكداً: "حافظوا على الروابط التي تجمعكم معاً".
وتابع: "نثق بأن الله سيحل السلام على هذه الأرض، ونطلب منه أن يمنح هذه الأرض وأهلها السلام والأخوة"، مؤكداً: "يجب أن تكون لدينا محبة أخوية تعترف بالقيم الإنسانية". وأضاف: "أشكر من عمق قلبي كل الأمهات والنساء الشجاعات اللاتي يواجهن الصعوبات".
وبعد كلمته، بدأ البابا صلواته في كنيسة "الطاهرة الكبرى" بحضور أهالي قرقوش.
وكان البابا فرنسيس قد وصل، صباح اليوم، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان، وكان في استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، وعدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي القوى السياسية والدينية والاجتماعية من مختلف مكونات الإقليم.
وعقد فور وصوله إلى أربيل اجتماعاً قصيراً مع نيجيرفان البارزاني. وقال البارزاني: "يشرفني أن أستقبل البابا فرنسيس في أربيل"، مضيفاً أنه "مع بدء الزيارة الرسولية في كردستان، نكرر التزامنا الدائم بالسلام والحرية الدينية والأخوة".
وعقب ذلك، غادر البابا أربيل متوجهاً إلى نينوى، ومن المقرر أن يزور بعض كنائسها التي دُمرت خلال الحرب مع تنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة كنيسة "الطاهرة الكبرى في قرقوش"، والتي دمرتها الحرب، وهي أكبر كنيسة في العراق، وسيؤدي الصلاة في باحتها.
وسيجري البابا جولة في البلدة، وسط إجراءات أمنية مشددة تتخذها القوات العراقية، شملت تحليق طائرات مروحية لتأمين المناطق التي سيزورها البابا.
ومن المفترض أن ينتقل البابا، في وقت لاحق، إلى بلدة "عين كاوة"، في إقليم كردستان، بعدما جرى تعديل على جدول أعمال زيارته.
وقال المنسّق الإعلامي للزيارة البابوية لإقليم كردستان، زين أنور، إن "فحوى التعديل والإضافة في جدول الزيارة قيام البابا بزيارة ناحية (عين كاوة) في أربيل، بعد انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية في مطار أربيل الدولي، لتناول وجبة الغداء مع السادة الأساقفة، وسيتجول بعدها في أحد شوارع البلدة الرئيسية، للقاء سكانها وتحية الناس الذين سيحتشدون للقاء قداسته من كثب، ممن ينتظرون هذه اللحظة التاريخية".
البابا فرنسيس يعود إلى أربيل ويقيم قداساً في ملعب فرنسوا حريري
عاد البابا فرنسيس، بعد ظهر اليوم الأحد، إلى محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق) قادماً من مدينة قرقوش بمحافظة نينوى التي زارها صباح اليوم وأقام صلاة في كنيسة "الطاهرة الكبرى".
ووصل البابا في اليوم الثالث لزيارته إلى العراق التي بدأت الجمعة الماضي إلى موقع القداس الكبير الذي جرى التحضير له بملعب فرنسوا حريري في أربيل.
وبحضور الآلاف الذين قدموا إلى الملعب للمشاركة في القداس الذي أقيم في الهواء الطلق، قال البابا فرنسيس، في كلمة، "إن في العراق كثيرون ممن يحملون جراح العنف، ونحن بحاجة أن نزيل من قلوبنا الطمع بالسلطة، بينما يعاني إخوتنا وأخواتنا"، مخاطباً العراقيين بالقول "صبركم هو الذي جعلني أحج إلى العراق".
ومن المقرر أن يلتقي البابا فرنسيس بمنظمات مدنية ورجال دين وناشطين في مدينة أربيل بوقت لاحق قبل اختتام زيارته المدينة عائداً الى بغداد، حيث ينهي غداً الاثنين زيارته إلى البلاد التي بدأها الجمعة الماضي.
وأكد رئيس حكومة إقليم كردستان أن زيارة البابا تمثل مناسبة تاريخية للإقليم، مشدداً، في بيان، على ضرورة الالتزام بثقافة التعايش السلمي والتسامح. وتابع: "تشرفت اليوم باستقبال قداسة البابا فرنسيس في أربيل ستصبح هذه الزيارة مناسبة تاريخية لإقليم كردستان".
كما أصدرت سلطات إقليم كردستان عددا من الطوابع البريدية بمناسبة زيارة البابا، وقالت وزارة النقل والاتصالات في الإقليم إنها أصدرت 6 طوابع بريدية بمناسبة الزيارة التاريخية للبابا إلى كردستان.
ومن المقرر أن يغادر البابا فرنسيس إقليم كردستان في الساعة السادسة مساء الأحد (بتوقيت العراق) متوجهاً إلى العاصمة بغداد وفقاً لبرنامج زيارته.