البارزاني يجري لقاءات رسمية في واشنطن: القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد

27 فبراير 2024
ناقش البارزاني ملف الاعتداءات الإيرانية على المناطق الحدودية في الإقليم (إكس)
+ الخط -

يُجري رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني منذ يومين، لقاءات رسمية مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، وهي سابقة سياسية في العراق بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، حيث جرت العادة أن يقوم رئيس الوزراء العراقي في بغداد بزيارة واشنطن قبل أي مسؤول آخر.

وبحسب مصادر كردية قريبة من مكتب رئيس حكومة الإقليم، فإن "مسرور البارزاني (نجل مسعود بارزاني) فتح ملفات عديدة مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته إلى واشنطن التي بدأت يوم الأحد الماضي، عقب أيام من قرارات المحكمة الاتحادية العراقية "التي نالت من سلطة الإقليم اقتصادياً ومالياً وسياسياً، ولم تعلق حكومة الإقليم بشأنها"، مبينة لـ"العربي الجديد"، أن "المباحثات مع الأميركيين ركزت على تمادي القوى السياسية في بغداد في التأثير على قرارات القضاء".

كما فتح مسرور البارزاني "ملف الاعتداءات الإيرانية على المناطق الحدودية في الإقليم، وحوادث القصف العنيف على مناطق حيوية داخل الإقليم، فضلاً عن إبداء موقفه بشأن أهمية بقاء قوات التحالف الدولي في العراق، وتحديداً إقليم كردستان، لدعم قوات البشمركة والحماية من الهجمات الإيرانية أو وكلاء طهران في العراق"، وفقاً للمصادر ذاتها.

وعقب لقاء جمع بارزاني مع بلينكن، أكد الأخير في منشور على منصة إكس، على تشجيع التعاون المستمر مع الحكومة الاتحادية العراقية، مضيفاً أن "الولايات المتحدة داعمة لإقليم كردستان العراق باعتباره حجر الزاوية في علاقتها الشاملة مع العراق".

كما نقل بيان أميركي عن بلينكن قوله إنّ "الولايات المتحدة لديها شراكة طويلة مع حكومة إقليم كردستان، وهي شراكة يتم ترسيخها أولاً وقبل كل شيء في القيم المشتركة والمصالح المشتركة، وأيضاً تاريخ مشترك من التضحية معاً"، موضحاً أن "دعمنا لحكومة إقليم كردستان هو جزء لا يتجزأ من نهجنا تجاه العراق، وبالتالي فإن فرصة اليوم لإعادة تأكيد هذا الدعم، وإعادة تأكيد هذه الشراكة".

وتابع الوزير بلينكن بالقول: "إقليم كردستان أيضاً شريك حاسم في شكل الاستقرار بالمنطقة، بما في ذلك الاستثمارات الأميركية، وهذا أمر مهم أيضاً".

وطرح البارزاني القرارات الأخيرة للمحكمة الاتحادية العليا تجاه الإقليم ورواتب موظفيه، للنقاش مع المسؤولين الأميركيين، وبحسب ببيان حكومة إقليم كردستان، فإن "النقاش كان ودياً، وبحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية، وحل القضايا الخلافية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية".

ولفت البيان إلى أن "محاور الاجتماع شملت نقاشات بشأن حماية أمن إقليم كردستان، وحلّ مشاكل الموازنة، وضمان الحقوق المالية والدستورية لمواطني الإقليم، واحترام النظام الاتحادي والكيان الدستوري، وحماية حقوق مكوناته، واستئناف تصدير نفطه، بالإضافة إلى تنفيذ اتفاق سنجار وإخراج المليشيات من المنطقة، والتأكيد على احترام الكيان الدستوري للإقليم والنظام الاتحادي والمبادئ الديمقراطية في العراق".

وكانت المحكمة الاتحادية (أعلى سلطة قضائية في العراق) قد قررت الأسبوع الماضي، إلزام تقديم الموازنة الشهرية لموظفي الإقليم لدى وزارة المالية الاتحادية، مع إلزام مجلس وزراء الإقليم بتسليم جميع الإيرادات النفطية وغير النفطية إلى الحكومة الاتحادية، بالإضافة إلى حلّ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الاتحادية بدلاً من الكردستانية، كما ألغت المقاعد المخصصة لكوتا المكونات في برلمان الإقليم، واعتبرت أن هذه القرارات باتة وملزمة وغير قابلة للطعن.

واعتبرت أوساط سياسية عراقية أن زيارة مسرور بارزاني إلى واشنطن قبل رئيس الحكومة الاتحادية محمد شياع السوداني، حدث قابل لأكثر من تأويل، لا سيما وأن السوداني لم يتمكن من زيارة الولايات المتحدة لأكثر من مرة. 

وتحدّث مسؤول من وزارة الخارجية العراقية قائلاً إنّ "السوداني أراد أكثر من مرة زيارة واشنطن، بناءً على دعوة رسمية وجهت له بعد انطلاق حكومته، لكن انشغالاته بالملفات الداخلية حالت دون ذلك"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنه "خلال الفترة المقبلة قد يزور السوداني الولايات المتحدة".

من جانبه، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري، الشروع في الاستعدادات الخاصة بزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن، قائلاً في حوار متلفز، إنّ "الملف السياسي وطبيعة الشراكة ستكون الأولوية في النقاش بين العراق وأميركا، وأن السفارة العراقية في واشنطن فاعلة ويتم رفدها بالملفات بشكل مستمر".

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي عبد الله الركابي، أن "زيارة مسرور البارزاني وضعت السوداني وحكومته في حرج، وقوى سياسية في تحالف الإطار التنسيقي وفصائل مسلحة بدت منزعجة من هذه الزيارة لمخاوفها مما قد يتم طرحه أمام الأميركيين، لا سيما وأنها جاءت بعد قرارات المحكمة الاتحادية بحق الإقليم مباشرة".

واستكمل الباحث في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "الإدارة الأميركية تظهر أنها غير متفقة تماماً أو مترددة في تعاملها مع حكومة السوداني، ما بين القبول بها واستضافتها، أو اعتبارها ممثلاً سياسياً عن قوى حليفة لإيران ومرتبطة بفصائل مسلحة تهاجم القوات الأميركية في العراق".

المساهمون