أكد القادة المشاركون في أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بدورته الثانية الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت، اليوم الثلاثاء، على دعم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عديدة، ووقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما في ذلك تحدي الإرهاب، الذي حقق العراق نصرا عليه بتضحيات كبيرة، وبتعاون دولي وإقليمي.
وأعلن البيان الختامي للمؤتمر المضي قدما في التعاون مع العراق، دعما لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية، وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية.
وجدد المشاركون دعمهم للعراق في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون، وتعزيز الحوكمة، وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم، وإعادة الإعمار، وحماية مقدراته، وتلبية طموحات شعبه.
كما شددوا على دعمهم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة، والعمل على بناء التكامل الاقتصادي، والتعاون معه في قطاعات عديدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ.
وأكد المشاركون في هذا السياق أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق، والمشاريع الاقتصادية التي اتفق عليها في سياقها، بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة. كما أكدوا أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، وخصوصا في مجالات الربط الكهربائي والنقل، وغيرها من المشاريع الإقليمية التي تساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية، وبناء الجسور مع الأسواق العالمية، وبما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها.
واعتبر المشاركون أن انعقاد المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الإقليمي، وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يساهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك.
وأكد المشاركون أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام القانون الدولي، واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.
واستعرض المشاركون انعكاسات الأزمات الإقليمية والدولية على العراق والمنطقة، وأكدوا أن تجاوزها يستوجب تعاوناً إقليمياً شاملاً، ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة، وتدعم العملية التنموية في العراق، وتساهم في عملية التنمية الإقليمية.
ولفت البيان الختامي إلى أهمية عقد الدورة الثالثة للمؤتمر الذي انطلق بتنظيم عراقي فرنسي، وشاركت فيه الأردن، والإمارات، وإيران، والبحرين، وتركيا، والسعودية، وسلطنة عُمان، وقطر، والكويت، ومصر، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
وبدأت أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة 2 في البحر الميت، غربيّ الأردن، اليوم الثلاثاء، بمشاركة عدد من قادة الدول، كان من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره السعودي فيصل بن فرحان.
وبحث المشاركون في المؤتمر الملفات المتعلقة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم، فيما قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في افتتاحه إن المنطقة تواجه أزمات أمنية وسياسية، بالإضافة إلى تحديات الأمن الغذائي. وأضاف: "نؤمن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي".