أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اليوم الجمعة، محادثات مع نظيره في دولة بنين باكاري أغادي أوشلغون، حول مستجدات الأزمة في النيجر، في خطوة من شأنها أن تستكمل الجهود الجزائرية نحو إيجاد حل سلمي للأزمة في البلد الذي شهد انقلاباً عسكرياً منذ ما يقارب الشهر.
وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إنّ "هناك قلقاً مشتركاً وعميقاً بشأن التدخل العسكري. لقد كنا ضد التدخل العسكري في العراق وفي سورية وفي ليبيا، ويمكن أن نلاحظ كيف صارت الأوضاع في هذه الدول"، في إشارة إلى تهديد "إيكواس" بتدخل عسكري لإنهاء الانقلاب في النيجر.
وشدّد عطاف على أن "الجزائر تعتقد أن التدخل العسكري مهما كانت أطرافه ودوافعه هو عامل يفاقم الأوضاع ولا يحل الأزمات، وهذا الذي يفسر لماذا نعطي الأولوية للحل السياسي السلمي"، مشيراً إلى أنه "ليست هناك آجال واضحة ومحددة لمساعي الحل السياسي والسلمي".
واتفق عطاف وأوشلغون على الاستمرار في "جهود الدفع بالحل السلمي وتجنب خيار اللجوء إلى القوة، الذي يهدّد بمضاعفة حدة وخطورة التحديات التي يواجهها النيجر والمنطقة برمتها".
وشدّد الطرفان على الدفع والمساهمة باتجاه "تهدئة الأوضاع والعمل على تحقيق العودة إلى النظام الدستوري حفاظاً على أمن النيجر واستقراره، مع التمسك بالضوابط القانونية للاتحاد الأفريقي الرامية لمعالجة آفة التغييرات غير الدستورية للحكومات".
وجرت خلال اللقاء مناقشة التحضير لزيارة من المقرر أن يقوم بها الرئيس البنيني باتريس تالون إلى الجزائر، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، خلال الفترة المقبلة.
وتتزامن جولة عطاف مع وصول موفد جزائري إلى النيجر، حيث التقى الأمين العام للخارجية الجزائرية لوناس ماقرمان مع عدد من قادة الانقلاب، في أول اتصال سياسي مباشر مع الجزائر.
وقال ماقرمان في تصريح صحافي: "جئنا إلى النيجر للاستماع ولفهم الأوضاع ولإبراز موقفنا حول الوضع القائم، موقفنا قائم على التفاوض والحوار والتهدئة لحل الأزمة من دون استعمال العنف"، مضيفاً: "نأسف بشدة لتعالي بعض الأصوات الداعية لاستخدام القوة، نحن ضد أي تدخل عسكري في النيجر، جئنا لنرى ما نوع التسوية التي يمكن أن توصلنا إلى حل سياسي للأزمة".
وفي السياق، أعلنت إيطاليا عن دعمهما جهود الجزائر لحل أزمة النيجر، حيث أكد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاجاني، خلال اتصال هاتفي مع عطاف، تثمين إيطاليا لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإيفاد مبعوثين إلى النيجر ودول من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، بغية توفير الشروط الضرورية لتغليب منطق الحل السياسي للأزمة في النيجر.
وأشار إلى أن "إيطاليا تشاطر تماماً قلق الجزائر بشأن تداعيات خيار اللجوء إلى استعمال القوة"، مؤكداً "استعداد بلاده لمساندة جهود الجزائر ودعم مساعيها لتهدئة الأوضاع والعمل على تحقيق العودة إلى النظام الدستوري في النيجر عبر السبل السلمية".