سمحت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر للقوائم المترشحة للانتخابات البرلمانية المبكرة، المقررة في 12 يونيو/ حزيران المقبل، بعدم نشر صور النساء المترشحات في حال رغبن في ذلك، ضمن الملصقات التي سيجرى توزيعها ونشرها في الدعامات والأماكن المخصصة لها، فيما سيوقّع 28 حزبا سياسيا وممثلو القوائم المستقلة، غدا الأربعاء، على ميثاق أخلاقي يسري مفعوله خلال الحملة الانتخابية التي ستبدأ الخميس المقبل.
وأفاد بيان للجنة المستقلة، صدر عقب اجتماع لرئيسها محمد شرفي مع ممثلين عن قوائم مستقلة، بعدم إلزام القوائم بنشر صور المترشحات، على أن يتقدم أحد ممثلي القائمة الحزبية أو المستقلة بطلب رسمي بالإعفاء من ذلك إلى منسق المندوبية الولائية قبل منتصف نهار غد الأربعاء.
وترفض بعض المترشحات، بمن فيهن مناضلات ضمن أحزاب سياسية، نشر صورهن في الملصقات الدعائية الموجهة للعموم خلال الحملة الانتخابية، خاصة في الولايات والمناطق الداخلية، لأسباب اجتماعية محضة، وللطابع المحافظ لبعض المناطق، خاصة بالنسبة للمترشحات اللواتي تم وضعهن في القائمة لاعتبارات الإلزام القانوني الذي يفرض المناصفة بين الرجال والنساء، واللواتي يعتبرن أن ظهور صورهن في الملصقات الدعائية ليس ضروريا.
ومع كل استحقاق انتخابي في الجزائر، يعاد طرح النقاش حول هذا الأمر، خاصة أنه يضع الناخبين أمام مترشحات "أشباح" من جهة، ويعطي مؤشرا على استمرار ضغط الإكراهات الاجتماعية وتدخلها في موضوع المشاركة السياسية للمرأة ومساهمتها في الشأن العام، سواء على صعيد مدى رغبتها في ذلك، أو مدى تقبل المجتمع والعائلات الجزائرية، خاصة أن الأمر يطرح من جانب آخر كيفية تعامل هذا النوع من المترشحات مع الشأن العام في حال انتخابهن في البرلمان، والذي يستدعي حضورا بالصوت والصورة وأمام وسائل الإعلام.
وظهرت فعليا على مواقع التواصل الاجتماعي ملصقات وإعلانات لقوائم حزبية ومستقلة، تتضمن صور المرشحين منقوصة صور مرشحة أو أكثر، يتم استبدالها برمز امرأة.
وقال المرشح للانتخابات البرلمانية جمال خذيري، لـ"العربي الجديد"، إن قائمته التي تخوض الانتخابات باسم "حركة مجتمع السلم" وضعت كل صور المرشحات، وأكد: "يمكن أن نتفهم بعض الظروف والضغوط الاجتماعية المستمرة على المرأة في بعض المناطق المحافظة، لكني أعتقد أن هذه الظاهرة لا تتناسب مطلقا مع التطور المجتمعي والحضور البارز للمرأة في حركية المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. صحيح أن السيرة الذاتية للمترشحة هي الأهم، لكن الصورة جزء من الاتصال الاجتماعي والسياسي، ولا يمكن لناخب أن ينتخب على شبح".
وعشية انطلاق الحملة الانتخابية الخميس، والتي ستدوم ثلاثة أسابيع، وتتنافس فيها أكثر من 2400 قائمة انتخابية حزبية ومستقلة في الولايات الـ58 والمناطق الأربع للجالية في الخارج، دعت اللجنة المستقلة للانتخابات 28 حزبا سياسيا وممثلين عن القوائم المستقلة إلى اجتماع يعقد غدا الأربعاء، للتوقيع على ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية، والذي يتضمن تعهدات بالالتزام بالضوابط والأطر القانونية والأخلاقية التي تحكم سير العملية الانتخابية، واحترام المسار الديمقراطي، والامتناع عن استغلال المؤسسات الدينية والتعليمية، وعدم الإدلاء بتصريحات غير واقعية أمام الناخبين والجمهور، والامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات تنطوي على تشهير وشتائم وإهانات تجاه مرشح آخر أو طرف في العملية الانتخابية، وبأي تصريحات مغلوطة.