قُتل وجُرح عددٌ من عناصر قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، إثر قصف مدفعي وصاروخي مكثف للقوات التركية و"الجبهة الوطنية للتحرير" المنضوية ضمن صفوف "الجيش الوطني" المعارض الحليف لتركيا، استهدف مواقع لقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا جنوب شرقي محافظة إدلب.
وقتلت طفلة وامرأة، وجُرح آخرون، إثر قصف مدفعي لقوات النظام استهدف قرى وبلدات جبل الزاوية ضمن المنطقة الواقعة بما يُعرف "منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
ولليوم الثاني على التوالي، تواصل مدفعية القوات التركية المتمركزة في منطقة جبل الزاوية، استهدافها مواقع وثكنات عسكرية لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا في مدن وبلدات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، والتي سيطرت عليها تلك القوات خلال الحملتين العسكريتين الأخيرتين قُبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الروسي والتركي في الخامس من مارس/آذار العام الفائت.
وقالت مصادر عسكرية، لـ "العربي الجديد"، إنّ مدفعية الجيش التركي استهدفت بسبع قذائف من عيار ثقيل، ظهر الثلاثاء، تجمع مقرات عسكرية ومرابض مدفعية لقوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا، في بلدة خان السبل الواقعة على الأوتوستراد الدولي حلب - دمشق المعروف بطريق "أم 5" جنوبي محافظة إدلب.
وأكدت أنّ القصف أوقع ما يزيد عن خمسة قتلى في صفوف مجموعات الفيلق، وعدداً من الجرحى بينهم ضابط برتبة ملازم أول، بالإضافة لاحتراق مدفع وسيارتين من نوع "بيك آب" دفع رباعي مزودتين برشاشات ثقيلة.
وأضافت المصادر أنّ مدفعية القوات التركية و"الجبهة الوطنية للتحرير" كثفت من قصفها المدفعي على مواقع وثكنات عسكرية لقوات النظام في كلٍ من مدن معرة النعمان وسراقب وكفرنبل، بالإضافة لبلدات معصران وبابيلا والدانا ومعرشورين، وحزارين جنوب شرقي محافظة إدلب، موقعة خسائر لقوات النظام في العتاد والأرواح.
في سياق متصل، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام جددت، ظهر اليوم الثلاثاء، قصفها المدفعي على جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، ما أسفر عن مقتل امرأة وطفلة، وإصابة طفل بجروح في قرية منطف، إضافة لإحداث أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وكانت قوات النظام قد وسعت قصفها اليوم، ليطاول مناطق متفرقة في أرياف حلب وإدلب واللاذقية وحماة.
وبحسب محمد حمادة، مدير المكتب الإعلامي في المديرية الثانية لـ "الدفاع المدني السوري"، فإنّ 32 شخصاً بينهم طفلان وجنين و5 نساء ومتطوع بالدفاع المدني السوري، قُتلوا، بالإضافة لإصابة 66 آخرين بينهم أطفال ونساء، نتيجة التصعيد المستمر للأسبوع الثالث على التوالي من قبل قوات النظام وروسيا على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب.
وأكد، لـ"العربي الجديد"، أنّ التصعيد تزداد وتيرته يوماً بعد يوم باستخدام أسلحة متطورة "دون أي تحرك للمجتمع الدولي لمحاولة إيقافه".
وفي جنوب سورية، أفاد "تجمع أحرار حوران" بأنّ قوات النظام السوري اعتقلت، اليوم الثلاثاء، المهندس محمد يوسف عسكر، أثناء مروره من حاجز الضاحية بمدينة درعا، مضيفاً أنّ عسكر عمل سابقاً رئيساً للمجلس المحلي التابع للمعارضة في مدينة جاسم، وأجرى التسوية مع النظام عقب سيطرة النظام على المحافظة في يوليو/تموز 2018.
وأشار التجمع إلى أنّ محافظة درعا شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الاعتقالات التي نفذتها أجهزة النظام الأمنية بحق أبناء المحافظة، حيث سجل مكتب التوثيق في التجمع خلال شهر مايو/أيار الفائت، 43 حالة اعتقال بينها امرأة وثلاثة يافعين.
وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ دورية من فرع الأمن العسكري التابع للنظام، داهمت منازل في مدينة زملكا بريف دمشق الشرقي، واعتقلت رجلاً مسناً وابنه وقادتهما إلى جهة مجهولة.
ووفق المصادر، فإنّ قوات النظام تداهم مناطق في مدينة زملكا بشكل متكرر، وهي المدينة التي كانت أحد معاقل فصيل "فيلق الرحمن" قبل سيطرة النظام على كامل الغوطة الشرقية.
ونفذت قوات النظام منذ سيطرتها عدة عمليات مداهمة واعتقال في أنحاء متفرقة من الغوطة، بحثاً عن مطلوبين بتهمة معارضة النظام أو بهدف التجنيد الإجباري.
وفي شرق البلاد، أعلنت وسائل إعلام تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عن اعتقال الأخيرة 17 شخصاً في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وأضافت أنه جرت مصادرة أسلحة ومعدات كانت بحوزتهم.
وكانت مصادر لـ"العربي الجديد" قد ذكرت، في وقت سابق اليوم، أنّ "قسد" نفذت عملية اعتقال بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في البصيرة، وأدى إطلاق النار خلال العملية إلى إصابة امرأة ورجل، وأثار ذلك سخط الأهالي على عناصر "قسد" في المدينة.