قالت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري" المعارض لـ"العربي الجديد"، إن فصيل "حركة التحرير والبناء" العامل في صفوف "الجيش الوطني السوري" تمكن، اليوم الثلاثاء، من إلقاء القبض على المجرمين المتورطين بجريمة قتل المواطنين الكرد ليلة أمس الاثنين في ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، شماليّ سورية.
وأشارت المصادر إلى أن مجموعات أمنية وعسكرية تابعة لفصيل "حركة التحرير والبناء" داهمت مساء اليوم أحد المنازل في ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، لافتةً إلى أن الحركة ألقت القبض على شخصين شاركا في الجريمة.
وبينت المصادر أن الحركة كانت قد اعتقلت أمس الاثنين شخصاً واحداً من المشاركين في الجريمة، ليبلغ عدد المعتقلين بتهمة المشاركة بالجريمة ثلاثة أشخاص.
وكان قد قُتل خمسة مواطنين في أثناء مشاركتهم في الاحتفال بعيد النوروز بالقرب من المنطقة الصناعية في ناحية جنديرس بريف حلب الشمالي، شماليّ البلاد.
إلى ذلك، نشرت "وزارة الدفاع" التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة" عبر معرفاتها الرسمية، الثلاثاء، صوراً لثلاثة أشخاص قالت إنه أُلقي القبض عليهم من قبل إدارة الشرطة العسكرية بالتعاون مع فصيل "حركة التحرير والبناء"، مؤكدةً أن الأشخاص الثلاثة متورطون بجريمة قتل مواطنين كرد في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي، وستتعامل بحزم مع مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق الأبرياء.
ولفتت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إلى أن الثلاثة المتورطين في الجريمة الذين اعتقلتهم "حركة البناء والتحرير" يتبعون لمجموعة قيادي يدعى حسن الضبع، وهو مبايع لـ"هيئة تحرير الشام" بالخفاء ومفصول من "أحرار الشرقية" منذ زمن، ولا سيما أن الضبع ظهر في إحدى الصور أخيراً إلى جانب زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.
وأشار المصدر إلى أن التحقيقات بدأت مع القتلة، وستُكشَف ملابسات الجريمة، وكيف خُطِّط لها خلال الأيام القادمة، موضحاً أن ناحية جنديرس تشهد استنفاراً أمنياً لوحدات الشرطة العسكرية وفصائل "الجيش الوطني السوري" الموجودة في المنطقة.
من جانبه، قال عباس شريفة، وهو باحث في شؤون الجماعات الإسلامية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا شك بأن الجولاني دائماً ما يستغل أي حدث في الشمال السوري لتعزيز وجوده في المنطقة، لدرجة أن الجولاني من الممكن أن يستغل الأحداث بطريقة متناقضة".
وأضاف شريفة: "دخل الجولاني، في أكتوبر/ تشرين الأول العام الفائت، إلى منطقة غصن الزيتون للدفاع عن متورطين في اغتيال الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف، المعروف باسم أبو غنوم، في مدينة الباب شرق حلب، واليوم الجولاني يريد الدفاع عن المقتولين، وذلك بُغية تعزيز حضوره في المنطقة".
ويرى شريفة أن استراتيجية الجولاني "بناء مراكز ونقاط ارتكاز له من الفاعلين المحليين المتحالفين معه"، لأنه "غربياً وتركياً ممنوع من دخول المنطقة، ولا يجوز أن تصبغ هذه المنطقة بالسواد".
ولفت شريفة إلى أن "الجولاني يخلق في المنطقة بؤراً أمنية وتحالفات عسكرية فصائلية واجتماعية واقتصادية تكون تابعة له، بحيث إنه يستطيع أن يدير المنطقة ويسيطر عليها من دون أن يكون له وجود فعلي، ويكون وجوده أو دخوله دخولاً مؤقتاً من أجل إعطاء رسائل إعلامية، ومن ثَم انسحاب شكلاني بعدما يتم ترتيب الوضع وفق رؤية هيئة تحرير الشام".
إلى ذلك، أدان المجلس المحلي في مدينة عفرين، اليوم الثلاثاء، الجريمة التي حدثت في مدينة جنديرس في أثناء احتفالات عيد النوروز، الاثنين، مُعلناً في بيانٍ له "الحداد العام لمدة ثلاثة أيام احتراماً وتكريماً لأرواح الضحايا الأبرياء الذين قضوا في مدينة جنديرس إثر الجريمة البشعة التي ارتكبت بحقهم"، مطالباً "المؤسسات القضائية المختصة بملاحقة الفاعلين لمحاسبتهم جراء ما اقترفت أيديهم".
وكان العميد الطيار حسن حماة، وزير الدفاع لدى "الحكومة السورية المؤقتة" قد وصل، الثلاثاء، إلى جانب مدير إدارة القضاء العسكري العميد عرفات حمود، وقائد "الجبهة الوطنية للتحرير" العميد فضل الله الحجي، وقائد الفيلق الأول العميد الركن معتز رسلان، ومدير إدارة الشرطة العسكرية العميد خالد الأسعد، ونائب رئيس المجلس المحلي في مدينة عفرين محمد شيخ رشيد، إلى ناحية جنديرس، وذلك للوقوف على ملابسات الجريمة ومتابعة التحقيقات.