أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن القوة الجوفضائية لـ"الحرس الثوري" الإيراني أطلقت، اليوم الأربعاء، قمر "نور 3" الاصطناعي إلى الفضاء. وقال وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع بور في منشورات عبر "إكس"، إن القمر وضع في مدار على بعد 450 كيلومتراً من الأرض من خلال صاروخ "قاصد".
وأكد القائد العام لـ"الحرس الثوري" حسين سلامين أن قمر "نور 3" وضع بـ"نجاح" في المدار المخطط له.
ويعد "نور 3" ثالث قمر عسكري يطلقه "الحرس الثوري" الإيراني إلى الفضاء، بعدما أطلق قمراً في 22 إبريل/نيسان 2022، وقمراً آخر في 8 آذار/مارس 2022 لأغراض استطلاعية.
وفي تصريحات للتلفزيون الإيراني، قال سلامي، إن القمر العسكري الجديد أكثر تطوراً من القمرين السابقين، مضيفاً إنه سيضطلع بمهمات معلوماتية.
وأكد سلامي أن إطلاق قمر "نور 3" جاء في إطار "خريطة طريق" فضائية للحرس.
من جهته، قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس، أمير علي حاجي زادة قال إن "نور 3" الجديد له مهمات تصويرية بصرية وكذلك تجميع الإشارات.
وتحدث حاجي زادة، وفق وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، عن برامج مستقبلية للقوات الجوفضائية للحرس في مجال الفضاء، مشيراً إلى أنها ستطلق خلال الأشهر الستة المقبلة قمرين آخرين إلى الفضاء.
وكثفت إيران خلال السنوات الأخيرة نشاطها في صناعة الأقمار الاصطناعية وإطلاقها إلى الفضاء، وفشلت تجاربها في حالات عند الإطلاق أو وضع الأقمار في المدار، إلا أنها تمكنت عام 2022 من إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري إلى الفضاء ونجحت في وضعه في المدار على بعد 500 كيلومتر من الأرض، حسب إعلان الحرس.
وتتهم واشنطن وعواصم أوروبية طهران باستخدام برنامجها الفضائي ذريعة لتطوير برامج الصواريخ البالستية "القادرة على حمل رؤوس نووية"، غير أن طهران ترفض المواقف الغربية وتتهمها بالسعي لحرمانها القدرات الفضائية.
وترفض إيران أي تفاوض بشأن برنامجها الصاروخي مع الغرب، مؤكدة أن هذا البرنامج يأتي ضمن قدراتها الدفاعية ومن خطوطها الحمراء. وعليه، فإن الخطوة الجديدة لـ"الحرس الثوري" الإيراني بإطلاق صاروخ يحمل مركبة فضائية عسكرية تجسد هذا الرفض.
وتأتي هذه التطورات الجديدة بعد صفقة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة التي شملت الإفراج عن 6 مليارات دولارات أرصدة إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية، بوساطة قطرية، فضلاً عن تقارير غربية تحدثت عن أن الصفقة تضمنت أيضاً "تفاهمات محدودة" بشأن خفض إيران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة مقابل تخفيف الحظر على صادراتها النفطية.
كذلك إن إطلاق القمر العسكري الجديد يأتي قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء الحظر الصاروخي المفروض على الصناعة الصاروخية الإيرانية وفق الاتفاق النووي، لكن الترويكا الأوروبية الشريكة في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) والولايات المتحدة الأميركية تؤكد أنها ستمدد هذا الحظر وسط تهديدات إيرانية بالرد "المناسب" على ذلك.