عاد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الخميس، إلى لبنان، قادماً من العاصمة الفرنسية باريس، بعد انتهاء عطلة الأعياد في لبنان، بالتزامن مع معلومات تردّدت عن اجتماع سيعقد صباحاً في الصرح البطريركي في بكركي بين الحريري والرئيس ميشال عون، سرعان ما نفاه مكتب رئاسة الجمهورية.
وأوضح المكتب الإعلامي للرئيس عون، أنّ مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي اليوم على رئيس الجمهورية خلال لقائهما، ولم يكن الرئيس عون على علمٍ مسبقٍ به. كذلك، أكد مستشار الرئيس الحريري الإعلامي حسين الوجه، لـ"العربي الجديد"، أن أي اجتماع لم يكن مقرراً بين الرئيسين صباح اليوم.
مكتب الإعلام في الرئاسة: لا صحة للمعلومات التي نشرت عن ان اجتماعاً كان سيعقد صباح اليوم في بكركي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف برعاية من البطريرك الراعي، والصحيح ان مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما اليوم ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) January 7, 2021
وبعد أسبوعَين تقريباً على اللقاء الأخير بين عون والحريري في قصر بعبدا، لا تزال العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة موجودة، وعنوانها العريض "الحصص الوزارية"، وسط اتهامات متبادلة من قبل أوساط الرئيسين بالتعطيل.
ويقول نائب الرئيس الحريري، مصطفى علوش، لـ"العربي الجديد"، إن فكرة اللقاء التي يطرحها البطريرك الراعي، جيّدة، والحريري منفتح دائماً على كلّ الوسائل والطرق التي من شأنها أن تولِّد الحلول والمخارج المناسبة، لكنّ أي اجتماع لن يؤتي ثماره بعد 14 لقاءً، إلّا إذا رضيَ الرئيس عون بحكومة مستقلّة وترجم رغبته في ذلك فعلياً وعملياً، وبالتالي، إنّ الكرة بملعب رئيس الجمهورية.
وشدد علوش، على أنّ فكرة انسحاب الحريري أو تنحّيه غير واردة، ولكن عليه أن يصارح اللبنانيين بالحقيقة ويفنّد لهم العراقيل، وهو في الوقت نفسه، لن يغامر بحكومة غير قادرة على نيل ثقة المجتمع الدولي، ووقف الانهيار الحاصل، مؤكداً أنّ كل الخيارات أمام الحريري مفتوحة لملاقاة الرئيس عون إذا وافق على حكومة من مستقلّين واختصاصيين، مختلفة عن الحكومات السابقة، حتى تحقق المهمة التي أتت لأجلها، والتي على أساسها طرح الحريري نفسه.
وفي وقتٍ يُحكى عن محاولات فرنسية ولبنانية داخلية، لعقد لقاءٍ بين الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي يتهمه فريق "تيار المستقبل" برئاسة الحريري، بأنه الرئيس الظلّ، والمعرقل الأساسي لتشكيل الحكومة، بتمسّكه بمطالبه في عددٍ من الوزارات السيادية والأساسية، وذلك في محاولة للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين ويساهم في ولادة الحكومة، لفت علوش إلى أنّ الحريري لن يلتقي باسيل، وهذا غير وارد حتى الساعة، ولكن الحريري سيكون منفتحاً على خطوة كهذه، إن كان على يقين من أن هناك إفادة من اللقاء، لا تكرار للطلبات التي يريدها باسيل، "ولكن المشكلة، أن كل التجارب لم تكن مشجعة مع باسيل".
وعقد صباح اليوم الخميس اجتماع بين الرئيس عون والبطريرك الراعي في بكركي، حيث تناول الحديث الوضع السياسي في البلاد، والإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس كورونا بالتزامن مع بدء الإقفال العام الذي يستمرّ حتى الأول من فبراير/ شباط المقبل.
وعقد الرئيس عون والبطريرك الراعي لقاءً منفرداً، أشار بعدها رئيس الجمهورية للصحافيين، في معرض ردّه على اللقاء الذي يمكن أن يجمعه مع الحريري برعاية الراعي، على أن يكون لقاء مصارحة واتفاق على حكومة من دون محاصصة، إلى أنّ هذا الأمر محتمل.
ويعتبر البطريرك الراعي أنّ الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري قادران على اتخاذ القرار المسؤول والشجاع إذا أبعدا عنهما الأثقال والضغوط وتعاليا على الحصص والحقائب وعطّلا التدخلات المتنوعة ووضعا نصب أعينهما مصلحة لبنان فقط.
مصادر: الراعي لا يتهم الرئيس عون أو الحريري منفردين بالتعطيل، لكنه يصرّ على أن يتفق الرئيسان معاً من دون إقصاء دور الآخر
وقالت مصادر بكركي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الراعي لا يتهم الرئيس عون أو الحريري منفردين بالتعطيل، لكنه يصرّ على أن يتفق الرئيسان معاً من دون إقصاء دور الآخر، للوصول إلى حكومة في أسرع وقتٍ ممكن، إذ لا يمكن أن تبقى البلاد في حالة تصريف أعمال في ظلّ الأزمات الخطيرة اقتصادياً ومعيشياً وصحياً بالدرجة الأولى، وتتطلب قرارات وخطوات لا صلاحية لحكومة الرئيس حسان دياب القيام بها.
وأشارت المصادر إلى أنّ اللقاء اليوم كان إيجابياً، وبحث العراقيل التي لا تزال قائمة، وبكركي ستتابع مبادرتها لتقريب وجهات النظر والمسافات بين الرئيسين، أملاً في أن تحلّ جميع العقد وتبدأ الحكومة الجديدة المنتظرة مهامها الإصلاحية.