الدبيبة: محاولة باشاغا دخول طرابلس انتحار سياسي وما زلنا متمسكين بالسلطة لحين إجراء الانتخابات
اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، محاولة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، دخول طرابلس الثلاثاء، "انتحاراً سياسياً ومحاولة لإثارة الفتنة، وتسللاً جباناً إلى المدينة في الليل والناس نيام من أجل إحداث الفوضى في طرابلس، من قبل مجموعة لا تعيش إلا في كنف الحرب والفتنة، مدعومة من حزب شيطاني يتلقى تمويله من الخارج".
وفي كلمة متلفزة ألقاها مساء الثلاثاء، توجه الدبيبة بالشكر لقيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية ومنتسبيها، الذين قاموا بصد دخول طرابلس.
وحول انسحاب باشاغا من المدينة، قال: "لقد وافقت على توفير ممر آمن لفرار من حاولوا دخول العاصمة؛ لأن كل قطرة دم قد تسيل أغلى من الكراسي والأطماع فيها ومن كل شيء".
وأكد الدبيبة استمرار حكومته في أداء مهامها، كضمان وحيد لليبيين من أجل إجراء الانتخابات، حسب وصفه.
وأضاف: "إن المجموعة المنقلبة لن يرى معها الليبيون انتخابات أو تداولاً سلمياً على السلطة، لذلك فالحكومة مستمرة حتى تنفيذ الانتخابات، وبالرغم من إعلان الحكومة جاهزيتها للتنفيذ في منتصف هذا العام؛ فإننا نتابع تلكؤهم وتعطيلهم حتى لا يصلوا إلى قاعدة تنظم الانتخابات، وما زالوا حتى الآن يعرقلون الانتخابات بمنع إصدار قانونها ومنع مفوضية الانتخابات من تنفيذها بحجة عدم وجود قانون. لكنني أقول لهم: أمامكم الفرصة الأخيرة لإقرار قانون الانتخابات، وإلا فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي والليبيون يتحكم في مصيرهم مجموعة من الجاثمين على الصدور لعشر سنين".
وطمأن الدبيبة البعثات الدبلوماسية وممثلي الدول كافة، مؤكداً استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، وإمكانية ممارسة البعثات لعملها بالشكل الطبيعي، واعداً بأن الحكومة ستقوم بواجبها في تأمينهم وتأمين مقراتهم.
وختم بالقول: "الانتخابات هي الحل، ولا مستقبل إلا بها، أما مشروع التمديد والانقلاب فقد انتحر سياسياً، واليوم صدرت وفاته رسمياً".
باشاغا: دخول طرابلس جرى دون استخدام العنف وقوة السلاح
في المقابل، أكد باشاغا أن محاولة دخوله طرابلس جرت دون استخدام العنف وقوة السلاح.
وقال في كلمة عبر صفحته على "فيسبوك": "لقد استُقبِلنا من قبل أهل طرابلس الأفاضل، ثم فوجئنا بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية".
وتابع: "إن تعريض سلامة المدنيين للخطر جريمة يعاقب عليها القانون ولا يمكن أن نساهم في المساس بأمن العاصمة وأهلها الآمنين. لقد جئنا بالسلام وللسلام وبالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية، نزعنا فتيل الفتنة ولم نرضَ بمجاراة الخارجين عن القانون وتعريض المدنيين للخطر. وإن سلوكيات الحكومة منتهية الولاية الهستيرية ومواجهتهم للسلام بالعنف والسلاح دليل قاطع على أنها ساقطة وطنياً وأخلاقياً ولا تمتلك أي مصداقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة".
وأضاف: "لسنا طلاباً للسلطة بل عاقدون العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة، دولة يسودها القانون ولا يحكمها منطق العنف والفوضى الذي ترعاه الحكومة منتهية الولاية".
وكان فتحي باشاغا قد أعلن فجر الثلاثاء دخول طرابلس، واستعان في ذلك بكتيبة "النواصي"، الأمر الذي رفضته كتائب أخرى حاصرت مقر كتيبة "النواصي" بطريق الشط وسط طرابلس.
وبعد اشتباكات مسلحة لم تعرف نتائجها بعد، توسط ضباط من اللواء 444، بين الفريقين، وتوصلوا إلى اتفاق يقضي بخروج باشاغا والقوات التابعة له من المدينة.
وعقب انتهاء الاشتباكات، قام الدبيبة بجولة ميدانية داخل طرابلس لمعاينة الأضرار الناجمة عن الاشتباكات، برفقة بعض الوزراء. ووجه تعليماته بحصر الأضرار وتقدير التعويضات المناسبة.
وفي سياق منفصل أصدر الدبيبة قراراً بإعفاء مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، اللواء أسامة جويلي، من مهامه، وسحب قرار رئيس جهاز المخابرات، القاضي بتعيين العقيد مصطفى الصيد، نائباً لرئيس الجهاز للشؤون الأمنية.
يذكر أن حكومة باشاغا قد أدت اليمين القانونية غرة مارس/آذار الماضي أمام مجلس النواب الذي كلفها ومنحها الثقة، في ظل رفض المجلس الأعلى للدولة لإجراءات تكليف الحكومة، وكذلك حكومة الوحدة الوطنية التي ترفض تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة.