ربطت الرئاسة التركية، اليوم الأحد، تطبيع العلاقات مع النظام السوري وإحراز تقدم في التعامل مع بشار الأسد، بتحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب.
وقال مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، إنّ تحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب أمر "حتمي" لإحراز تقدم في التعامل مع نظام بشار الأسد.
وأضاف ألتون، في حديث لصحيفة "ديلي صباح"، نُشر اليوم الأحد، أنّ تركيا انخرطت مع النظام السوري في المحادثات الرباعية دون شروط مسبقة وبحسن نية، مؤكداً أن على النظام التصرف بالطريقة نفسها حتى تؤدي هذه العملية إلى نتيجة.
وتابع: "مع ذلك، لا بد من التأكيد على أنّ كلا البلدين في المرحلة الأولى لتحديد كيفية تقدم العلاقات الثنائية".
وأشار ألتون إلى أنّ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، "تشكل خطراً وجودياً لأمن تركيا القومي"، قائلاً إنّه من الضروري تحقيق بعض النتائج الملموسة في مكافحة الإرهاب، وأنقرة تتوقع أن يتصرف النظام السوري بما يتفق مع الحقائق على الأرض.
واعتبر مدير الاتصالات في الرئاسة التركية أن الإصرار على انسحاب القوات التركية من سورية في هذه المرحلة "لا معنى له"، مؤكداً أن وجودهم هناك هو "ضمانة لسلامة أراضيهم".
وأكد ألتون أنه إلى جانب مكافحة الإرهاب، فإن تهيئة الظروف اللازمة للعودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين السوريين، وتنشيط العملية السياسية التي عرقلها النظام، لا تزال من بين الأولويات الرئيسية لأنقرة في سورية.
وأثمرت جهود روسية في عقد لقاءات بين وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات في تركيا وروسيا ونظام الأسد، في موسكو في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وحول أسباب تراجع زخم الاجتماعات والتطبيع بين تركيا والنظام السوري، عقب فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة، قال الباحث السوري في مركز جسور للدراسات وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ الأمر كان منذ بداية انطلاق محادثات التطبيع متوقفاً على استجابة النظام للمطالب، مضيفاً أن كل من يعرف النظام السوري يعلم تماماً أنه لن يقدم شيئاً، ولن يكون جاداً رغم الضغوط الروسية في التفاعل الإيجابي الفعلي مع أمن دول الجوار.
وأضاف علوان أن تركيا استجابت للمبادرة الروسية للانخراط في مفاوضات مع النظام، وكان عندها مطلبان رئيسيان؛ الأول ملف مكافحة الإرهاب، والثاني عودة اللاجئين السوريين.
وأردف: "في ملف مكافحة الإرهاب، لا يزال النظام حتى اليوم يستثمر بالتنظيمات المصنفة إرهابية في تركيا، وأبرزها (حزب العمال الكردستاني)، لتحقيق مصالحه، ولم يتفاعل النظام مع هذا المطلب التركي في قطع علاقاته معها ومكافحتها، كما لم يقدم أي خطوات عملية في هذا الجانب".
وتابع: "أما بالنسبة للملف الثاني، وهو عودة اللاجئين السوريين، فالنظام لم يقدم أي شيء عملي يضمن تشجيع اللاجئين على العودة، في ظل استمرار الملاحقات الأمنية، والإجراءات التي تساهم في هروب السوريين من مناطقه وليس عودتهم".
وكان مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، قد قال، في يونيو/ حزيران الماضي، خلال مقابلة صحافية، إنّ العمل جار بشكل مكثف على تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، وسنبلغ رؤساء الدول عند الانتهاء لتحديد تفاصيل وتاريخ لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد.