استمع إلى الملخص
- تتواصل الهجمات في مناطق شرق وشمال الجزيرة، حيث قُتل العشرات وهُجرت أكثر من 70 قرية، وسط دعوات لإنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين ووقف العدائيات.
- صديق المهدي يؤكد على ضرورة وقف الاعتداءات وإنشاء مناطق آمنة، مشيراً إلى جرائم حرب ارتكبتها القوات المتصارعة، مع دعوات لتوسيع جهود الوساطة الدولية.
قُتل ثمانية مواطنين، اليوم السبت، في قرية عمارة البنا بولاية الجزيرة وسط السودان على يد قوات الدعم السريع التي تهاجم القرية منذ ثلاثة أيام، بحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، وكانت القرية استقبلت الفارين من "الدعم السريع" على مدار الأسابيع الماضية.
وأفاد الشهود أن القوات هاجمت القرية الواقعة بمنطقة شرق الجزيرة على مدار ثلاثة أيام وأطلقت، السبت، وابلاً من الرصاص تجاه سكان القرية ما أدى إلى مقتل ثلاثة من سكان القرية وخمسة من النازحين، كما نهبت القوة كل ممتلكات السكان ونشرت الرعب في أوساطهم، ليضطر الأهالي إلى النزوح.
وتشهد مناطق شرق وشمال الجزيرة منذ أسبوعين هجمات مستمرة من قبل قوات الدعم السريع وذلك في أعقاب انسلاخ أبو عاقلة كيكل عنها وانضمامه إلى القتال لجانب الجيش السوداني، وبحسب تقديرات أولية فإن العشرات من المدنيين قُتلوا في تلك الهجمات التي أدت إلى تهجير أكثر من 70 قرية بالكامل، عدا نزوح آخرين من قرى وبلدات أخرى بنسب متفاوتة.
من جهته، قال الأمين العام لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، صديق المهدي، عقب مشاركته في اجتماع المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، إن الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان تتطلب إنشاء مناطق آمنة لحمايتهم، إلى جانب وقف العدائيات والطيران فوراً، مشيراً إلى أن الحرب تحولت من شبه نظامية إلى حرب أهلية شاملة.
وأضاف المهدي أن "المدنيين الأبرياء العزل يتعرضون لانتهاكات لا يمكن السكوت عنها، ويجب الترتيب لإنشاء مناطق آمنة لحمايتهم، شريطة توقف الاعتداءات والطيران ما يخفف معاناة السودانيين ويقلل من الضغوط على دول الجوار التي تستضيف السودانيين"، منوهاً إلى أن بعثة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان، خلصت إلى أن "الجيش والقوات المتحالفة معه ارتكبت جرائم حرب؛ وأن الدعم السريع والمليشيات المتحالفة ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأشار المهدي إلى أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تخطط لتقارب القوى المدنية والسياسية وصولاً إلى اجتماع المائدة المستديرة، ونبه إلى أن "تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، تم بموجب ميثاق الاتحاد، وأن إعادته مشروطة بإنجاز العملية السياسية التي تبدأ بوقف العدائيات وتوصيل المساعدات الإنسانية". وشدد على ضرورة توسعة جهود الوسطاء بضم الإيقاد والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والآلية الأفريقية رفيعة المستوى للوصول إلى المائدة المستديرة.
وفي الجانب الميداني، تشهد مختلف جبهات القتال هدوءاً نسبياً باستثناء جبهة القتال بولاية سنار، حيث يقول الجيش إنه حقق فيها تقدماً واستعاد السيطرة على قرى كانت قوات الدعم السريع تمددت باتجاهها في أشهر سابقة، وفي مدينة الفاشر، غرب البلاد، جددت "الدعم السريع" قصفها المدفعي على المدينة التي تحاصرها منذ مايو/أيار الماضي.