وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الخميس، حيث كان في استقباله في قصر الاتحادية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى جانب وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.
وخلال اللقاء، شدد السيسي على دعم مصر الكامل والمطلق للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا في كافة المجالات، وجميع المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، من أجل نجاحها في إدارة المرحلة التاريخية الحالية، والوصول إلى إجراء الانتخابات الوطنية في نهاية العام الجاري.
كما شدد السيسي على ثبات الموقف المصري الهادف إلى تحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية في المقام الأول، والذي ينبع من مبادئ الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، واستعادة الأمن والاستقرار، وتمتع ليبيا بجيش وطني موحد، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وخروج من سماهم بـ"المرتزقة والمقاتلين الأجانب" من ليبيا.
وحسب بيان للرئاسة المصرية، قال السيسي إن بلاده على أتم استعداد لتقديم خبراتها للحكومة الليبية في مختلف المجالات، في سبيل استعادة المؤسسات الوطنية للدولة الليبية، لا سيما الأمنية والشرطية منها بهدف تحقيق أولويات الأمن والاستقرار.
كما أعرب عن تعويل مصر على قدرة المجلس الرئاسي والحكومة إزاء تحمل المسؤولية التاريخية لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية، وتحقيق المصالحة الشاملة بين الليبيين، فضلاً عن توحيد المؤسسات الليبية وصولاً إلى إجراء الانتخابات الوطنية في موعدها المحدد في ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري، في خطوة هامة وفارقة للانتقال بليبيا إلى واقع جديد، ونظام سياسي مستدام يستند إلى إرادة الشعب الليبي، واختياره الحر.
من جهته، أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن خالص التقدير والعرفان للمساندة المصرية لليبيا، خصوصاً في ما يتعلق بالمساهمة في توحيد الجيش الوطني الليبي، والدور الحيوي لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا، والاستفادة من خبرة وإمكانات الشركات المصرية العريقة في هذا الصدد.
وأكد المنفي، وفقاً لبيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن مصر كانت على الدوام العامل المرجح في تفعيل ودعم جهود تسوية الأزمة الليبية في مختلف المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية، باعتبارها أكثر الدول درايةً بالواقع الليبي.
كما أعرب عن تطلعه لاستمرار تلك المساندة المصرية خلال الفترة المقبلة، في إطار دعم تحمل القاهرة لمسؤوليتها التاريخية.
وشهد اللقاء استعراضاً لآفاق التعاون والتنسيق بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بغرض مساندة الجهود الليبية لقيادة المرحلة الانتقالية، خاصةً من خلال تأهيل الكوادر الليبية في مختلف المجالات، وكذا نقل التجربة التنموية المصرية إلى ليبيا، وتعزيز جهودها في استعادة الأمن والاستقرار في سائر أنحاء البلاد.
وتوافق الطرفان على تكثيف المشاورات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من الجانبين خلال الفترة المقبلة.
وكان المنفي قد وصل القاهرة على رأس وفد يضم نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، ورئيس جهاز المخابرات العامة الليبي عماد الطرابلسي، بالإضافة إلى القائم بأعمال السفارة الليبية لدى القاهرة طارق الحويج.
وتسعى مصر لاستعجال الشروع في تنفيذ مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية مع ليبيا، بعد تسلم حكومة الوحدة الوطنية الليبية السلطة رسمياً، وسط تحركات مصرية لدعم هذه الحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وتمكينها من ممارسة أدوارها.
يذكر أن مصادر مصرية قالت لـ"العربي الجديد"، إن وفداً أمنياً من اللجنة المعنية بالملف الليبي، التابعة لجهاز المخابرات العامة، بدأ زيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس، لبحث عدد من الملفات المشتركة، المتعلقة باتفاقات جرت في القاهرة بين الدبيبة والسيسي، خلال زيارة الأول للعاصمة المصرية في فبراير/ شباط الماضي.