السيسي يهاجم ثورة 2011 مجدداً ويطلب مئات المليارات لإنشاء الجامعات

31 أكتوبر 2020
السيسي: نتائج عدم الاستقرار مدمرة للدولة ومستقبلها (فاليري شريفولين/TASS)
+ الخط -

كعادته خلال خطاباته الأخيرة، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تداعيات اندلاع ثورة ضده، بالقول إن "أحداث عام 2011 كان لها تأثير كبير على قطاع الآثار، والأمر لا يتوقف على وقف العمل أو التطوير فقط. وإنما وصل إلى حد فقد الآثار، وتهريب جزء كبير منها".

وأضاف السيسي في هذا السياق "ليس هذا وقت الحديث عن ذلك، ولكن عدم الاستقرار معناه ضياع الدولة. وأكرر هذا الحديث كثيراً، لأن نتائج عدم الاستقرار مدمرة للدولة، ومستقبلها".

ومضى السيسي في مزاعمه، خلال افتتاح جامعة الملك سلمان في منتجع شرم الشيخ بجنوب سيناء، قائلاً إن "عدم الاستقرار الذي شهدته البلاد نتيجة أحداث عام 2011 كان له تأثير سلبي على جميع القطاعات، والدليل هو الشركات التي تعطلت، والاقتصاد اللي راح، والإرهاب الذي صُدر لنا سواء في 2011 أو في 2013"، مشيراً إلى أن "حجم التدمير والخراب طاول كافة المنشآت والمتاحف، وهذا لا يليق بالدولة. فهناك أكثر من 75 كنيسة تم تدميرها، والدولة قامت بترميمها".

وقال إن "بلاده تحتاج إلى 400 مليار جنيه لتوفير جامعة واحدة لكل مليون مواطن بحلول عام 2032، سواء كانت هذه الجامعات خاصة أو أهلية أو حكومية"، مستطرداً "لدينا الآن 72 جامعة مصرية باختلاف أنواعها، وبالتالي نحتاج إلى 125 جامعة، لأن عدد السكان سيرتفع إلى 125 مليوناً خلال 12 عاماً".

وأضاف السيسي "مصر تحتاج حالياً إلى 100 جامعة لاستيعاب أعداد الطلاب، بغض النظر عن التصنيف الخاص بهذه الجامعات. والجامعة الواحدة تتكلف ما بين 8 و10 مليارات جنيه، ولذلك يجب توفير 400 مليار جنيه للإنشاءات فقط للوصول بعدد الجامعات إلى 125".

وتابع: "نحن نعمل على معالجة الفجوة الحاصلة حالياً بين عدد السكان والجامعات، وخلال الست سنوات الماضية سعينا لتقليل هذه الفجوة، وليس القضاء عليها"، مستكملاً "نحن نسعى إلى تحسين جودة التعليم، حتى يتناسب مع أحلامنا وطموحاتنا. ولدينا 30 ألف مصري يتعلمون في الخارج، ويشكلون عبئاً على أسرهم الذين يوفرون العملة الصعبة لهم، وهي العملة التي تحتاج إليها الدولة المصرية"، على حد تعبيره.

السيسي: الأمر ليس قاصراً على المال فقط، ولكن هناك ظروف أخرى مثل أزمة تفشي فيروس كورونا

 

وزاد السيسي أن "الأمر ليس قاصراً على المال فقط، ولكن هناك ظروف أخرى مثل أزمة تفشي فيروس كورونا. ونسعى إلى استيعاب هذه الأعداد في مصر، أو على الأقل جزء كبير منها"، مضيفاً "الجامعات التي نستهدف إقامتها ليست مجرد أبنية وخرسانات، ولكننا نعمل على إنشاء جامعات بمواصفات ومعايير عالمية، حتى تحقق الهدف المنشود من التعليم، ويجد الشباب فرصاً حقيقية للعمل بعد التخرج".

كما أعلن السيسي افتتاح ثلاثة متاحف جديدة عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، وهي متحف كفر الشيخ، ومتحف شرم الشيخ، ومتحف المركبات الملكية بعد تطويرها، قائلاً: "بدأنا في تطوير أحد هذه المتاحف عام 2010، وتوقف العمل نتيجة أحداث (ثورة) يناير/ كانون الثاني 2011. والتأكيد على هذه المسألة لا يهدف إلى الإساءة لأحد، وإنما التذكير بأن أي فعل للناس تكلفته على الدولة تكون كبيرة جداً"!

وكان السيسي قد رحب بالوفد السعودي الذي حضر افتتاح جامعة الملك سلمان الدولية، برئاسة أمير منطقة تبوك، فهد بن سلطان بن عبد العزيز، مشيراً إلى أن الجامعة هي أحد المشاريع الهامة ضمن المشروع القومي لتنمية شبه جزيرة سيناء، حيث تشمل 10 کليات موزعة على فروعها الثلاث بمدن الطور، ورأس سدر، وشرم الشيخ، بطاقة استيعابية تصل إلى 30 ألف طالب.

ويأتي إنشاء الجامعة ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية سيناء المصرية (أحد بنود صفقة القرن)، وذلك بتمويل عدة مشروعات في مختلف المجالات على مرحلتين، الأولى تتضمن اتفاقية قرض بقيمة 937.50 مليون ريال سعودي لتمويل مشروع إنشاء الجامعة بمدينة الطور، بدعوى إتاحة فرصة التعليم الجامعي لسكان محافظتي شمال وجنوب سيناء، و"حمايتهم من الأفكار الإرهابية والمتطرفة".

وفي الإطار نفسه، وافق مجلس النواب المصري في وقت سابق على تعديل اتفاقية المساعدة الموقعة بين الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة التعاون الدولي، وبين الولايات المتحدة، ممثلة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بشأن مبادرة تنمية شمال سيناء بمنحة إضافية بقيمة 6 ملايين دولار، ليصل إجمالي قيمة الاتفاقية إلى 56 مليون دولار.

دلالات