تظاهر حشد من فلسطينيي الداخل في ساحة الأسير بمدينة حيفا تنديداً بمجزرة جنين التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الخميس، وأسفرت عن عشرة شهداء، تسعة منهم في جنين شمالي الضفة، وشهيد آخر في الرام بالقدس، بينما أصيب عشرون آخرون.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية ستة متظاهرين واعتدت عليهم، وتواجدت بأعداد كبيرة ومنعت رفع العلم الفلسطيني، فما كان من متظاهرين إلا أن رفعوا أربعة أعلام منفصلة تحمل ألوان الأبيض والأسود والأحمر والأخضر؛ وهي ألوان العلم الفلسطيني.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قد أقرّ بعدم السماح برفع العلم الفلسطيني في الحيز العام، وأصدر الصلاحية للشرطة بتنفيذ ذلك.
واعتقلت الشرطة من بين المتظاهرين المحامي من مركز عدالة الحقوقي عدي منصور، بزعم أنه عرقل عمل الشرطة، واعتدت عليه بالضرب، فضلاً عن اعتقال ستة آخرين بينهم ناشطتان.
ونظمت التظاهرة في حيفا بدعوة من حراك حيفا، وحركة أبناء البلد والتجمع الطلابي وحركة شباب حيفا.
وانتظمت في الداخل الفلسطيني، اليوم الجمعة، أربع تظاهرات تنديداً بالعدوان ومجزرة جنين؛ في كل من أم الفحم بدعوة من الحركة الشعبية والحراك الفحماوي الموحد حيث أقيمت صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وكذلك في مدينة اللد بجانب الجامع الكبير بعد صلاة الظهر، وفي مدينة طمرة بالجليل.
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة، المشارك في تظاهرة حيفا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرسالة واضحة كما كانت في هبة الكرامة الأخيرة: شعب واحد قضية واحدة. الألم في جنين هو الألم في حيفا ويافا وكل أرجاء فلسطين، والآن أبناء شعبنا بدأوا يتظاهرون في كل مكان. هذه الرسالة من حيفا أنّ حيفا وجنين شعب واحد لديه قضية واحدة".
ومن جهته، قال الناشط السياسي قدري أبو واصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرسالة الأساسية عملياً تضامننا مع أهلنا في مخيم جنين الصامد قلعتنا، وخيمتنا، نؤكد من خلال هذا التلاحم والتحرك الفلسطيني الشعبي في جميع أرجاء الوطن والشتات رداً على هذه المجزرة الكبيرة التي ارتكبت ضد شعبنا، أننا قادرون على التصدي والصمود أمام كل الصلف والعنجهية الصهيونية".
ومضى قائلًا: "الكهانية ضد شعبنا. رسالتنا هي الوحدة الوطنية السياسية بعيداً عن الفئوية والحزبية التي تشكل عائقاً أمام انتصارنا وأمام صمودنا وأمام حراكنا الشعبي، وهذا خطاب مرسل كذلك لكل القيادات الفلسطينية، وعلى رأسها القيادة في فتح وحماس".