تسعى الصين إلى توثيق التعاون الأمني والاقتصادي مع أفغانستان، في محاولة واضحة لتعزيز نفوذها في المنطقة، حيث تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لسحب قواتها من البلاد.
وأفادت وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية بأن وزراء خارجية الصين وأفغانستان وباكستان اجتمعوا عبر الفيديو الخميس، واتفقوا على أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان يجب أن يتم بطريقة مسؤولة ومنظمة لمنع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان وعودة "قوى الإرهاب".
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قوله إن الدول الثلاث "بحاجة إلى تعزيز التواصل والتعاون" من أجل مصالح أفغانستان ومصالح الدول المجاورة، مشيراً إلى أن "أمن واستقرار أفغانستان والمنطقة يواجهان تحديات جديدة، مع تسارع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وتأثر عملية السلام والمصالحة هناك، وتزايد النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية".
ولطالما استاءت الصين من وجود القوات الأميركية والقوات المتحالفة في أفغانستان، لكنها قلقة أيضاً من أن تصبح البلاد ملاذاً للمتمردين الذين قد يهددون الأمن في منطقة شينجيانغ التي تشترك في حدود ضيقة مع أفغانستان.
وقالت "شينخوا" إن وانغ ووزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمار ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي "شددا على ضرورة... منع أي منظمات أو أفراد إرهابيين من استخدام أراضيهم للانخراط في أنشطة إجرامية ضد دول أخرى".
وسعت الصين إلى الاستثمار في الموارد الأفغانية، وخصوصاً النحاس، لكن القتال المستمر بين الحكومة و"طالبان" وجماعات أخرى أعاق إلى حد كبير مثل هذه المشاريع. وسعت الصين أيضاً إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بالفعل مع باكستان، من خلال مبادرة الحزام والطريق، لكن الضعف الاقتصادي في البلاد والمشاكل الأمنية أعاقت نجاح هذه الاتجاه.
وتستعد الولايات المتحدة لإنهاء أطول حرب لها، من خلال سحب آخر قواتها التي تبلغ ما بين 2500 إلى 3500 جندي إلى جانب 7000 من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بحلول 11 سبتمبر/ أيلول على أبعد تقدير، مما يولد مخاوف من تزايد الفوضى في بلد يعاني بالفعل من انعدام الأمن الشديد.
(أسوشييتد برس)