يحشد أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر لتظاهرات في بغداد وعدد من مدن جنوبي البلاد، في استعراض قوة أمام خصوم التيار الصدري السياسيين، وذلك بعد ساعات من إعلان التيار عزمه على تحقيق الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المقبلة للحصول على رئاسة الحكومة العراقية الجديدة.
وقالت اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات الشعبية التابعة للتيار الصدري، في بيان لها: "نحن مدعوون لنصرة وتأييد الصدر. نهيب بكل المواطنين للمشاركة الفاعلة في وقفة التأييد لقائد الإصلاح السيد مقتدى الصدر"، بحسب البيان.
وأضاف أن "الوقفة تنطلق الجمعة المقبل، في ساحة التحرير، وسائر المحافظات، باستثناء محافظتي النجف وكربلاء".
وجاءت الدعوة للتظاهرة، بعد تغريدة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، التي قال فيها إنه سيتابع الأحداث، وإن وجدت في أن الانتخابات ستسفر عن أغلبية صدرية في مجلس النواب، وأنهم سيحصلون على رئاسة الوزراء، وبالتالي سأتمكن بمعونتهم وكما تعاهدنا سوية من إكمال مشروع الإصلاح من الداخل، سأقرر خوضكم للانتخابات".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) November 22, 2020
واعتبر مراقبون الخطوة استعراض قوة مبكراً من الصدر أمام خصومه السياسين، وأبرزهم حزب الدعوة وكتل تحالف الفتح الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، فيما أكد قيادي في التيار الصدري، لـ"العربي الجديد"، أن التظاهرة، الجمعة المقبلة، "جاءت توجيهاً من زعيم التيار نفسه مقتدى الصدر، لكي يبين قوة قاعدة التيار الشعبية وثباتها وعدم تأثرها بالتطورات على الساحة السياسية والتظاهرات".
وبيّن القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "تظاهرات التيار الصدري في المحافظات العراقية يراد منها إيصال رسائل بأن هذه القاعدة الشعبية ستتمكن من الحصول على الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المقبلة، كما تعتبر تحشيداً للقاعدة الشعبية للتهيئة للمشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة".
وأضاف أن "التظاهرات ستخرج بالتنسيق مع القوات الأمنية، وستكون هناك مشاركة أمنية لعناصر التيار الصدري في حماية التظاهرات، خشية استهدافها، كذلك ستكون هناك كلمة مركزية تمثل القواعد الشعبية للتيار الصدري، ستُعلَن يوم الجمعة".
واعتبر الخبير بالشأن السياسي أحمد الحمداني الخطوة بأنها "تعبير عن مدى أهمية الانتخابات المقبلة، ويمكن وصفها بالمرحلة الفاصلة في العملية السياسية في العراق".
وأضاف الحمداني أن القانون الجديد للانتخابات يجعل كل الكتل غير واثقة مما ستحصل عليه، فضلاً عن مسألة تراجع شعبيتها، بما فيها التيار الصدري، لذا ستكون هناك مفاجآت كبيرة في هذه الانتخابات، وقد نحصد بسبب هذا التنافس انعكاسات سلبية على الملف الأمني".
واعتبر أن نسبة تصويت العراقيين في الانتخابات ستحدد نسبة مقاعد هذه الأحزاب، فكلما زادت مقاطعة العراقيين، كان جمهور الأحزاب أغلبية، وكلما زادت نسبة مشاركة العراقيين تحول جمهور الأحزاب التقليدية إلى أقلية، وزادت فرص صعود أحزاب وحركات مدنية وشبابية جديدة.